قبل «المونديال الافريقي»، الذي دار في الصائفة الفارطة تقدمت جنوب افريقيا ومصر والمغرب وتونس لتنظيم هذا الحدث العالمي أو لعلّه أكبر حدث عالمي سواء في الرياضةأو في بعض المجالات الأخرى. وأكدت الأغلبية أن تونس بامكانها الحلم بتنظيم هذه التظاهرة الحدث استنادا لعدّة ظروف وامكانيات يطالب بها الاتحاد الدولي ويوفرها البلد المنظم. وإذا كانت تونس تعتبر من أكثر الدول الافريقية قدرة على تنظيم التظاهرات الرياضية وغيرها فإن عائق الملاعب غيبه البعض. ما جرّنا للعودة الى هذا الموضوع هو أن ملاعبنا في الحقيقة ليست غير قادرة على احتضان تظاهرة بهذا الحجم فقط، وإنما أصبحت غير قادرة حتى على تلبية حاجيات الأندية المحلية سواء في الرابطة الأولى أو الثانية أو الأقسام الأخرى، إذ أصبحت جل الأندية تعاني من ظاهرة بالامكان أن نطلق عليها «اللجوء الكروي» بالاضافة الى أن بعض الأندية أصبحت بلا ملاعب مثل نادي حمام الأنف والملعب التونسي وقد تعودت على ذلك وقبلت الأمر الواقع تقريبا، فإنّ بعض الأندية الأخرى أصبحت بلا ملعب تمارين وأصبح البحث عن ملعب للتمارين بمثابة المعاناة اليومية. «الشروق» فتحت التحقيق وعاينت العديد من الملاعب في مختلف الولايات ووقفت على هذه «المعاناة» وتأكدت من وجود الهوة العميقة التي تفصل كرتنا عن الاحتراف عقلية وآداء وانضباطا وبنية أساسية بل إن المطلع على بعض الملاعب يخيل إليه أننا مازلنا لم نبلغ مرحلة الهواية بعد لأن صيانة ملعب بالنظر الى الامكانات المتوفرة للرياضة يعتبر شرطا أساسيا لممارسة كرة القدم. فرج الفجاري ملعبا القصرين : «الاصطناعي» مغلق منذ 3 سنوات و«الطبيعي» غير قابل للاستعمال !! يعاني مستقبل القصرين جراء عدم توفر ملعب يمكن هذا الفريق من استقبال ضيوفه على أرضه فيتمتع مثل كل الأندية بعاملي الأرض والجمهور والحقيقة أن معاناة هذا النادي مضاعفة. لأن له عديد الملاعب، لكنه غير قادر على الاستفادة من أي ملعب لأن ملعب العشب الاصطناعي كان بالامكان أن يحلّ هذا الاشكال ولو وقتيا لكن هذا الملعب تم غلقه منذ 3 سنوات وذلك بحكم أن المدارج مهدّدة بالسقوط كما أن حجرات الملابس غير قادرة على تأمين صحة اللاعبين وقد تم غلقه منذ 3 سنوات ولا يعلم أحد ماذا سيكون مصير هذا الملعب. وقد تم الاتفاق على تمكين الشبان من استغلال هذا الملعب في اللقاءات الرسمية فقط وذلك بالاستفادة من حجرات الملابس الموجودة في دار الشباب والقاعة المغطاة بالتداول مع العلم أن هناك طريقا رئيسيا يفصل الملعب عن دار الشباب والقاعة المغطاة وما يمثله ذلك من أخطار. أما بالنسبة الىالملعب المعشب طبيعيا، فإنه يخضع الى أشغال الصيانة منذ مارس 2010 وبعد لقاء القوافل والأحداث التي شهدها هذا الملعب تقرّر أن يجري المستقبل كل لقاءاته بعيدا عن ملعب القصرين طالما هناك أشغال وقيل في البداية أن الاشغال تنتهي في شهر مارس القادم وهذا يعني أن موسم مستقبل القصرين سيكون قد انتهى في تلك الفترة ولذلك من المنتظر أن يقع التسريع في الأشغال وبعد تدخل السيد والي الجهة من المنتظر أن تنتهي الأشغال مع نهاية مرحلة الذهاب من بطولة الرابطة الثانية. عامر النصري معاناة الأولمبي للنقل متواصلة: كل الأصناف تنشط خارج الملاسين ولا أمل في الأفق كان الأولمبي للنقل ينشط طوال الموسم الفارط في الرابطة الثالثة وأجرى كل لقاءاته على ملعبه ولم يعرف هذا الملعب أحداثا مشابهة لمَ حدث ويحدث في الملاعب الأخرى وبعد أن حقق الصعود في أعقاب الموسم الفارط وصعد الى الرابطة الثانية منع من النشاط على ملعبه وقيل أنه غير مؤهل لاحتضان لقاءات في الرابطة الثانية لأنه ليست به المدارج التي ينتظرها الجميع منذ حوالي 4 سنوات وأجبر الفريق على اجراء لقاءاته اما في سكرة أو في منوبة والمؤسف حقا أنه لا أمل للأولمبي للعودة الى ملعبه في المدى القريب أو المتوسط لأن بناء مدارج يتطلب زمنا طويلا هذا إن كانت هناك فعلا نية لبناء مدارج. من جهة أخرى يمكن القول أن المعاناة الحقيقية هي التي يعيشها الشبان، إذ منعوا أيضا من النشاط في ملعب الملاسين ويسأل الجميع كيف كان هذا الملعب مؤهلا لاجراء لقاءات الأكابر في الموسم الفارط في الرابطة الثالثة وأصبح غير مؤهل حتى بالنسبة الى المدارس والأداني هذا الموسم فأيّهما أهم وأخطر.. طبعا بلا تعليق. سليم العجرودي حالة الميادين تؤدي لغلق عدة ملاعب في الساحل ربّ ضارة نافعة، هذا هو المثل الذي ينطبق على أغلب الفرق في جهة الساحل في هذه الفترة بالذات. فلولا توقف نشاط البطولة الذي كان في صالح عدّة فرق لما وجدت أغلب النوادي مكانا لاجراء لقاءاتها خاصة بعد الحالة المزرية التي أصبحت عليها معشبات الملاعب. تشهد ملاعب النجم الساحلي وأمل حمام سوسة والاتحاد المنستيري وهلال مساكن ومكارم المهدية أشغال صيانة وعناية بالعشب ولسائل أن يسأل ماذا ستفعل هذه الفرق. لو بقيت بطولاتها في حالة نشاط. رفض بطريقة غير مباشرة الاتحاد المنستيري الذي تقدم بمطلب لبلدية جمّال لاجراء لقاءين على ملعب جمال قوبل مطلبه بالفرض بطريقة غير مباشرة خاصة بعد أن قررت بلدية المكان غلق الملعب لصيانة العشب من 16 الى 22 أكتوبر مباشرة بعد اجراء اللقاء الودي بين النجم وحمام الأنف وهو ما أجبر هيئة الاتحاد على تقديم مطلب آخر لبلدية قصر هلال لاجراء لقاءاته على المعشب الاصطناعي للنادي الهلالي ريثما تعود العافية لمعشب بن جنات. توسيع ملعب مساكن ملعب مساكن هو الآخر ليس أفضل حال من الملاعب الأخرى، لكن هيئة الهلال وبلدية مساكن وجدت الحل بتوسيع الملعب نظرا لوجود العشب خلف المرمى وهو اختيار ضروري بحكم ضيق مساحة الملعب. المكارم في الشابة اختيار فريق مكارم المهدية لملعب الشابة كان شرا لا بد منه بما أن ملعب خواجة بالمهدية مغلق بحكم الأشغال الموجودة داخله وهو اختيار ليس في صالح الفريق الذي انهزم في أول مباراة على أرضية ملعب الشابة أمام النادي الهلالي. النجم بفضل مركبه النجم الساحلي الذي يمتلك مركبا هو الأفضل في بلادنا وهو مطابق للمواصفات العالمية خير اجراء اللقاء الودي الأخير أمام نادي حمام الأنف على أرضية ملعب جمال وعلى الأقل يبقى النجم أحسن حالا من البقية بحكم وجود ملاعب عديدة سواء في المركب الجديد أو القديم وعلى كل حال فإن الملعب سيكون جاهزا بعد لقاء الافريقي. حمام سوسة في القنطاوي استغل فريق أمل حمام سوسة الفترة التي أغلق فيها ملعب بوعلي لحوار للقيام بتربص مغلق بمركز التربصات بحمام بورقيبة لكن بحكم عدم جاهزية الملعب الذي قد يكون جاهزا للقاء قفصة اضطر للقيام بتدريباته بأحد نزل ضاحية القنطاوي. من المسؤول؟ ظاهرة غريبة تشهدها ملاعبنا هذه الأيام ولم تقتصر على المدن الساحلية فحسب، بل شملت عدّة ملاعب أخرى في مناطق عديدة لكن السؤال المطروح هو من وراء هذه الظاهرة وهل للمصالح البلدية يد في كل هذا أم أن من يعتني بالعشب ليس من أهل الاختصاص ويتم تكليف أعوان البلدية بالصيانة الرعوانية وعلى كل حال نتمنى أن تقوم المصالح البلدية بالعناية أكثر بملاعبنا التي تعتبر من المكاسب وخصّصت لها الدولة أموالا طائلة للعناية بها. محمد نجيب المجريسي ملاعب بنزرت تفتح معا وتغلق معا !!! تشمل البنية التحتية الخاصة بكرة القدم ببنزرت ثلاثة ملاعب معشبة عشب طبيعي وملعب عشب اصطناعي من الجيل الثاني. إذ نجد مركب 15 أكتوبر به ملعب رئيسي مخصّص في الأصل للمقابلات الرسمية تمّ افتتاحه في بداية التسعينات وملعب فرعي مخصص للتمارين تم انشاؤه في نهاية التسعينات. كما نجد ملعب أحمد البصيري وهو الملعب التاريخي للنادي والذي وقع تعشيبه بمناسبة احتضان تونس لنهائيات كأس أمم افريقيا 2004 اضافة لملعب مركز تكوين الشبان بالناظور وهو اصطناعي من الجيل الثاني. ظاهريا تبدو البنية التحتية ثرية وكافية لتغطية نشاط النادي البنزرتي وحجم الاستثمارات التي خصصت كبيرة جدا وهذا ما لا ينكره عاقلان. لكن تشكيات النادي من الملاعب متكرّرة خاصة أثناء المواسم الأخيرة وآخرها الأسبوع قبل الفارط حين وجد النادي نفسه مجبرا على ترك الملعب الرئيسي وتحويل وجهة تمارينه نحو الملعب الفرعي الذي تعرف أرضيته عدّة نقائص وقد عجز الاطار الفني عن استقبال منافس للتباري معه وديّا في بنزرت بسبب غلاء الملعب. وكثرت التعاليق في هذا الصدد وكان المدرب السابق للفريق جيرار بوشي قد رفض التدرب على أرضية ملعب أحمد البصيري وشبّهها «بالبطحاء». وضعيات تكاد تكون متكرّرة في بنزرت سنويا تطرح أكثر من سؤال حول خاصية عشب الملاعب الثلاثة ونوعية الأشغال التي تجري فيها. ففي حين يؤكد المسؤولون البلديون أثناء كل أشغال أنها ضرورية ومبرمجة وبعدها سيكون بامكان الفريق استغلال الملعب دون أي اشكال، لكن ما إن تطؤ أقدام اللاعبين المعشب لعدد من الحصص حتى تعود وضعيته كما كانت. وكم من مرة تغلق الملاعب في نفس الوقت أو تسوء حالتها في نفس الفترة. هل الحل في العشب الاصطناعي؟ رغم أن مدينة بنزرت تقع في منطقة مناخها ممطر ما يعني أن صيانة العشب لا تتطلب مجهودا اضافيا إلا أن الواقع يثبت العكس. وقد أعاد البعض تدهور حالة عشب ملاعب بنزرت الى نوعية التربة التي وقع وضعها من البداية في الملاعب الثلاثة حسب روايتهم. في حين يؤكد المشرفون على الملعب أن الاستغلال المفرط للأرضيات الذي تفرضه النوادي هو الذي جعل الحالة تتدهور دائما وهنا يصبح الحل في تعويض العشب الطبيعي بالملعب الفرعي وملعب أحمد البصيري بالعشب الاصطناعي من الجيل الرابع خاصة وأن الأرضية الاصطناعية مهيّأة للاستغلال المتعدد؟ في هذا الصدد نشير أن أشغالا منتظرة ستنطلق مع بداية شهر ديسمبر القادم تستهدف تغيير أرضية ملعب أحمد البصيري. مراد الدلاجي ملعب حمدة العواني بالقيروان: العشب في حالة يرثى لها والشبيبة تتدرب في سوسة عشب ملعب حمدة العواني يحتضر.. اللاعبون في خطر..ووضع الفريق غير مستقرّ.. فأين المفرّ؟.. أزمة الملعب جعلت الشبيبة تستنجد بملاعب جوهرة الساحل سوسة لاجراء التمارين والقيام بتحضيراتها حيث يتمتع النجم بما لا يقل عن 10 ملاعب معشبة في حالة حسنة.. والقرار كانت له انعكاسات سلبية من جميع النواحي المادية والذهنية والنفسية لأن الفريق وجد نفسه مجبرا على التدرب خارج قواعده في ظلّ الوضعية الكارثية لمعشب ملعب حمدة العواني. من المسؤول على هذه الحالة؟.. وماذا أصاب أرضية الملعب حتى تصبح أشبه ببطحاء أحد الأحياء الشعبية؟ وما الذي جعل العشب يتآكل بتلك الكيفية؟ أين الصيانة؟ ولماذا لم يقع التدخل العاجل بالاصلاحات الضرورية في الابان منذ مواسم خاصةوأن سيناريو الصعوبات ما انفكت تتكرّر كل موسم؟.. فمن المسؤول عن هذه المعاناة؟ الحقيقة أن حالة ملعب حمدة العواني ساءت أكثر من اللزوم رغم الاعتمادات الكبيرة (7.2 مليار) التي خصصها رئيس الدولة خلال زيارته الأخيرة الى القيروان لتوسيع هذا الملعب وتحسينه بما يتماشى وطموحات شباب الجهة. «الشروق» رفعت هذه التساؤلات الى الجهات المسؤولة، فجاء الردّ على لسان رئيس لجنة الاعلام في بلدية القيروان الدكتور سيف الدين المرغني الذي أكد أن ملعب حمدة العواني في حالة حسنة عند زيارة لجنة صلوحية الملاعب... وبعد شهر تقريبا فوجئنا بتغيير حالة العشب الذي تآكل بسبب إصابته بمرض والعشب كائن حي يمكن أن يمرض مثل أي كائن حي وقد تفهمت الجهات المسؤولة الموقف وتم التدخل السريع من البلدية وتمّ تعيين فنيين مختصين لايجاد بعض الحلول العاجلة. وقد تقدمت الأشغال الآن بشكل جيّد منذ توقف نشاط البطولة بفضل المختصين الفنيين للاصلاح ومعالجة النقائص الموجودة وأضاف الدكتور المرغني موضحا بأن نتائج الأشغال ايجابية حتى الآن حيث تحسن ملعب حمدة العواني بشكل ملحوظ. وأضاف بأن الملعب سيصبح قريبا في حالة أفضل بعد الدعم المادي الكبير الذي خصّصه راعي الشباب لأبناء الجهة حيث ستشمل الاصلاحات مدارج اضافية تتسع ل4 آلاف متفرج وسبورة إلكترونية وإنارة ستجعل هذا الملعب من أحسن الملاعب في الجمهورية خاصة بعد هذه التحسينات لكن الأشغال لا يمكن أن تنطلق قبل إتمام الدراسة والتخطيط في الآجال القانونية.