قبل أيام قليلة كان رئيس فرع كرة القدم بالنجم الساحلي مستاء وعلى وشك الاستقالة والتخلي من مهامه احتجاجا على تكليف شكري العميري بخطة نائب رئيس وهو العائد من "التجميد التلقائي "...النية في الاستقالة كانت واضحة ومعلنة وقد نقلها لنا بعض المتابعين عن قرب لأوضاع الفريق وبالتالي لم تكن ضربا من الخيال أو المزايدة لكن الرجل وظف اليوم موقع الأحباء الأكثر شعبية لينفي جملة وتفصيلا ما نشرته احدى اليوميات حول خبر الاستقالة ويعلنها بالصوت العالي "ها أنا موجود ...بشحمي ولحمي فكيف استقلت وذهبت في حال سبيلي؟ " . هو لم يقدم استقالته رسميا وكتابيا كما يقتضيه العرف لذلك تحاشينا هنا في "التونسية" نشر الخبر منذ يومين لما بلغنا عن طريق بعض المصادر الموثوق بصحتها لكن أن يتحول الأمر الى تهكم "لطيف" و"ظريف" على الصحفي الذي نقل الخبر فهذا ما لم نفهمه خصوصا وأن الخبر المنشور حوله قال إنه أعلن انسحابه وهو ما لا يرتقي اليه الشك قطعا بما أن عدة مصادر تناقلت هذه الرواية. بوزرارة اختار التوقيت السيء لاثارة هذه المشكلة قبل أن يستفيق في ما يبدو ويدرك أنه من غير المناسب احراج المسؤولين والظهور بمظهر من سيتسبب في احداث صدع جديد صلب الهيئة المديرة وحسنا فعل فالمركب تتسع نظريا للجميع ومن كان متطوعا مثله عليه بألا يلهث وراء التسميات والمناصب بقي أن نشير الى أن الهيئة أغمضت عينيها على هذا التلويح بالاستقالة حرصا على وحدة الصف وان كان بعض أركانها لم يخفوا استياءهم مما حدث. " زبير " والحضور الدائم رغم كل الانتقادات التي طالت زبير بية خلال الفترة الأخيرة فان "السبعة الحية" ظل وفيا للالتزامات التي قطعها على نفسه والمتمثلة أساسا في الحضور الدائم الى جانب اللاعبين في التمارين والنزل والسعي الدؤوب الى تعزيز الفريق ببعض العناصر القادرة على توفير الاضافة في المراكز المطلوبة بعيدا عن التسرع واغراءات السماسرة . كل هذا يحسب لزبير بية الذي استوعب كل الصدمات والزوابع التي أثيرت حوله كما تعلم خلال الفترة الوجيزة التي قضاها كمسير من أخطائه ولم يكرر ما جلب له "الأعداء" قبل الأصدقاء كما أن بية وهذه حقيقة لا بد من الاصداع بها لم يسقط في فخ مهاجمة الاعلام والاعلاميين عندما تعرضوا الى بعض الأوضاع أو الوضعيات غير العادية ومنها الخلافات حول الصلاحيات وهو موضوع عادي كما قلنا سابقا تعيشه كل الأندية الكبرى وفي هذا الجانب أيضا يمكن القول إن "المانادجار" كان في مستوى الحدث ولم ينزلق الى لغة "الفتوات" والعصابات التي اعتمدها اخرون ولم تعد عليهم الا بالوبال . بية يحاول جاهدا خلال الأيام الأخيرة وحسب ما بلغنا الى تطهير وضعية فريق الأكابر كليا بالتنسيق مع الاطار الفني ورئيس النادي ونائبه شكري العميري والهدف ابعاد الزائدين عن الحاجة من اللاعبين والمحافظة على من يريد تقديم شيء ملموس للنجم الساحلي بقطع النظر عن اسمه وتاريخه ولعل شهر ديسمبر المقبل سيكون المنعرج الحقيقي لهذه السياسة باعتباره سيقترن بغربلة دقيقة للرصيد البشري.