أقدم المدير الرياضي لفريق النجم الرياضي الساحلي زبير بية على تقديم استقالته من منصبه وذلك على خلفية عدم أخذ مشورته قبل التوقيع للوافد الجديد المهاجم الغيني باتو...استقالة بية جاءت سويعات قليلة بعد اعلان رئيس فرع كرة القدم بوبكر بوزرارة استقالته هو الآخر من منصبه لاسباب تبقى الى حد اللحظة حبيسة الغرف المغلقة لفريق جوهرة الساحل...تواتر الاستقالات في النجم ليس بالامر الجديد فشكري العميري كان اول المنسحبين من هيئة حافظ حميد ونسج على منواله نائب الرئيس راضي بن علي ولئن تعددت التبريرات والتعلات فإن جماهير النجمة الساحلية لم تستوعب الى حد الآن ما الذي يحصل في فريقها ومن يقف وراء زعزعة استقرار الفريق خصوصا وانه ما من داع حقيقي وراء رزمة الاستقالات التي تتساقط على مكتب حميد بسبب أو دونه... قد تكون نرجسية شكري العميري وبساطة راضي بن علي و طمع بوبكر بوزرارة و ديكتاتورية السبعة الحية زبير بية وراء تحريك شاهية الانسحاب والاستقالة في نفوس ابناء البيت الواحد وقد يكون صراع الزعامة المحتدم في الخفاء داخل ممرات وأروقة الفريق وراء ايقاد نار الفتنة بين الجماعة لكن كل هذا لا يفسر فلسفة الهروب الى الامام ورمي المنديل التي ينتهجها البعض كما انه لا يمكن ان يكون نتاجا طبيعيا لنسمات التغيير التي حطت بمركب الفريق منذ الاحتكام الى سلطة القانون ولعبة الصناديق لذلك يبدو الامر وكانه أشبه بثورة جديدة قد تعنون لاحقا بالمضادة خاصة وان المرابطين حول اسوار الفريق من الغيورين على مصلحة وديمومة النادي يقرون بوجود اياد خفية تحرك خيوط المؤامرة وتدفع قسرا رموز الفريق نحو صف المنسحبين ليحكم في الاخير على هيئة حافظ حميد بالانسحاب وبالتالي إفشال عملية الانتقال الرياضي أسوة بما تردده النخبة السياسية حاليا في تونس عن محاولات اجهاض الثورة وتعطيل مسار الانتقال الديمقراطي... ما يعزز هذا القول هو ان النجم الساحلي عاش تقلبات وتطورات مثيرة الصائفة الفارطة أثناء تأمين سير انتخابات الهيئة المديرة وكنا قد رصدنا حينها العديد من التجاوزات والممارسات الخطيرة في محاولة لافشال العرس الانتخابي بما انه سيعني انهاء سطوة البعض على الفريق ويعلن ميلاد حقبة جديدة في تاريخ النجم تكون بعناوين مغايرة وتقطع نهائيا مع مصطلحات الماضي...لكن يبدو ان حكومات الظل والتي برع فيها بامتياز النجم والافريقي على وجه الخصوص بالنظر الى تاريخهما الحافل في ذلك ساءها الامر ولم تستسغ بقاءها في الظل طويلا فعادت لممارسة هوايتها المفضلة واللعب بدفة القيادة مثلما تشتهي وتريد... حكومة الظل هذه تتحكم الآن في مصير النجم وهي التي تملك وحدها شرعية بقاء حافظ حميد ومن معه من عدمها وهي تدرك تماما كذلك شروط التوبة وخارطة العودة نحو برّ السلطة و السطوة من جديد لذلك لا غرابة في ان يستقيل بية وبوزرارة كما انه لا حرج في ان يسقط حافظ حميد من على عرشه ونحتكم الى لعبة الصناديق مرة ثانية فتلك بركات الديمقراطية كما ان النجم له رجال ولا ضرر في ان يرحل حميد مستسلما عن طيب خاطر أو ان يجبر على البحث في دفاتر الماضي و الاستنجاد بحصانة مزعومة غيبتها ثورة 14 جانفي... الاقرار ببقاء الهيئة الحالية لفريق النجم الساحلي من عدمه يبقى امرا سابقا لاوانه بالنظر الى ضبابية المرحلة وعدم معرفتنا جيدا بمعدن الرجل فحميد مازال حديث العهد بعالم التسيير خصوصا في هذا المستوى كما ان التكهن بالخطوات المقبلة لخفافيش الظلام هو ضرب من ضروب المستحيل لذلك يبقى الغموض سيد الموقف في انتظار ما ستجود به الايام او الساعات القليلة القادمة لكن الحقيقة الوحيدة الثابتة حاليا هي ان النجم يطعن من الخلف على ايدي أبنائه ممن يمتهنون فلسفة "نلعب ولاّ نحرّم..." !