توارى المدرب القدير عمر الذيب عن واجهة الرابطة المحترفة الأولى لكرة القدم منذ موسم 2000/2001 عندما أشرف على المقاليد الفنية للأولمبي للنقل وطيلة 19 عاما (منذ موسم 1990/1991) منذ تجربة الأولمبي الباجي لتحمله الاقدار من جديد هذا الموسم لتجديد العهد مع فريق "اللقالق" الذي عاش معه ذكريات سعيدة في الأمس البعيد لعلها تتكرر في الموسم الحالي بعد أن عانت الجمعية الويلات مؤخرا بسبب حالة عدم الإستقرار الفني للفريق على إثر إستقالة الجزائري "سعيد حموش" قبل ان يرفع الستار عن الموسم الكروي الحالي وتبعته إقالة ابن النادي "الهادي المقراني" بعد أن سقط الفريق بخماسية مدوية أمام شبيبة القيروان في الجولة الأولى للبطولة بالمنزه . ضيفنا اليوم هو المدرب "عمر الذيب" الذي جمعنا به إتصال هاتفي لنتجاذب معه أطراف الحديث حول الوضع الحالي للجمعية وتداعيات الإنتصار الأخير على الهمهاما (2/0) والخطوط العريضة التي سيسير على دربها رفاق "بلال بشوش" هذا الموسم بعد طول غياب عن أجواء الرابطة المحترفة الأولى لكرة القدم عدتم عبر بوابة الاولمبي ؟ - شكرا لكم على مفاتحتكم لي في هذا الحوار وأتمنى أن تكلل تجربتي المتجددة على رأس الإطار الفني للأولمبي الباجي بالنجاح المنتظر . * بداية صعبة لباجة في البطولة ، تبعتها إستفاقة حاسمة في الجولة الثالثة تجسدت بفوز مقنع على نادي حمام الأنف (2-0) ، كيف تفسرون هذه النقلة النوعية لنتائج الفريق ؟ - أعتقد أن فريقنا عانى كثيرا منذ فترة تحضيراته الصيفية لبداية الموسم الكروي من غياب الحوافز المالية وهو ما إنعكس سلبا على أذهان اللاعبين لتتكبل أقدامهم رغم كفاءة المدرب "الهادي المقراني" الذي أعتبره بريئا من تدني المستوى الفني العام للجمعية لأنه لم يكن مدربها الأول لكن ذلك لم يشفع له فتمت إقالته ليتصل "علي برناص" رئيس النادي بشخصي أملا في إحداث الرجة النفسية لدى اللاعبين التي تجسدت عمليا على أرض الواقع أمس أمام نادي حمام الأنف (2/0) . * وماذا بعد هذه الرجة النفسية ؟ - أرجو أن لا تكون هذه الرجة ظرفية لأن الفريق يتوفر على زاد بشري ثري كمّا وكيفا ويبشر بكل خير إضافة إلى العناصر المنتدبة حديثا والتي في الحقيقة أبلت البلاء الحسن إلى حدود الجولة الثالثة ذهابا للبطولة . * لكن هل تشاطرنا الرأي بأن الرقي بالأداء الفني للمجموعة يرتبط بشكل متين بالوضعية المالية ؟ - كلامكم معقول ومنطقي ، ولغة المال هي وحدها التي تحفّز اللاعبين على تقديم الأفضل والتضحية بالغالي والنفيس من أجل النادي وهذا في حقيقة الأمر ليس مرتبطا بوضعية لاعبي باجة فحسب بل هي تشمل أكبر النوادي العالمية، لكنني اؤكد لكم انني اجهل الوضعية المالية للفريق إلى حد هذه الساعة . * وماذا عن وضعيتك الحالية ؟ وما هي الخطوط العريضة التي إتفقتم على تنفيذها مع رئيس الفريق؟ - إتفقنا أولا على أن أشرف على المقاليد الفنية للفريق إلى آخر الموسم الكروي كما وضعنا ثانيا ضرورة إعادة الفريق إلى مداره الصحيح محليا ولم لا قاريا ضمن أؤكد أولوياتنا . * نفهم من كلامكم بأنكم ستنافسون على لقب البطولة ؟ - (يضحك) ، ليس إلى هذه الدرجة بل سنسعى قصارى جهودنا لمحاولة الظفر بأحد المراكز الخمسة الأولى في البطولة وهو ما قد يؤشر لنا على إمكانية ضمان مقعد في المسابقات الإقليمية والقارية وسنعول كثيرا على مسابقة الكأس المحلية التي فاز بها الفريق سابقا في مناسبتين (1994 و 2009) * موجة الإقالات والإستقالات بدأت تضرب بقوة مدربي رابطة النخبة ...سفيان مرجان (أمل حمام سوسة) وسعيد حموش ثم الهادي المقراني (الأولمبي الباجي) والعدد قابل للتطور ، ألا تخافون على منصبكم ؟ - ظاهرة إقالة وإستقالة المدربين منذ بداية الموسم الكروي ليست حكرا على بطولتنا (Made in Tunisia) فحسب بل هي ظاهرة عالمية لكن دعنا نتفق على أن رؤساء النوادي عندما يقدمون على هذا الصنيع فإن ذلك ليس من فراغ بل يأتي نتاجا طبيعيا لضغوطات جماهيرية التي أعتبرها المحدد لمصير اي مدرب في العالم أجمع . * حتى نلتقي ، هل لديكم رسالة تودون إبلاغها؟ وإلى من تحديدا ؟ - أشكركم مجددا على هذه المكالمة الهاتفية وعلى الحوار الشيق وأتمنى أن تتحسن أحوال الأولمبي الباجي قريبا حتى يتمكن الفريق من تجسيد تطلعات جماهيره ولو أنها "غاية لا تدرك" ،كما أدعو جميع مكونات اللعبة الشعبية الأولى في بلادنا من جمعيات و جمهور وحكام إلى تضافر جميع الجهود لتأدية مهامهم بما يخدم مستقبل كرتنا خصوصا ونحن مقبلون على تحديات صعبة لأنديتنا ومنتخبنا واولها نهائيات كأس إفريقيا للأمم غينيا الإستوائية والغابون 2012 . ودعني أختم بأن كرة القدم فن ومتعة وروح رياضية ولا تمت بصلة للعنف اللفظي والمادي والإحتقان الجماهيري وتكريس منطق الجهويات التي غزت ملاعبنا في السنوات الفارطة والنتيجة تعرفونها و"الفاهم يفهم" !