علمت "التونسية" أن الأعوان المحليين بالقنصلية العامة لتونس بمدينة نيس جنوبفرنسا وضعوا بداية من يوم أول أمس شارات حمراء كخطوة أولى للاحتجاج ملوحين بالإضراب إن لم تنظر وزارة الخارجية في مطالبهم . والأعوان المحليون هم المواطنون التونسيون المقيمون بدول المهجر الذين توظفهم وزارة الخارجية في بعثاتها القنصلية دون أن تكون لهم صفة ديبلوماسية وهم في العادة الذين يقع عليهم العبء الأكبر من العمل وخاصة في استخراج الوثائق الإدارية للمهاجرين وغيرها من الخدمات التي تقدمها البعثات القنصلية . وسبق للأعوان المحليين بالقنصلية العامة بنيس أن راسلوا وزارة الخارجية (المقصود هو وزير الخارجية ) في مناسبتين الأولى في شهر فيفري 2011 والثانية في شهر ماي الماضي مطالبين بتحسين وضعياتهم المادية المتردية التي لا تسمح لهم بالعيش الكريم خاصة وأن مستوى المعيشة في جنوبفرنسا مرتفع، إلا إذا كانت الوزارة تحث منظوريها على اللعب الموازي على الجانبين(منطق دبر راسك مع إخوانك المهاجرين) ! والغريب أن الوزارة صمت أذنيها عن هذه النداءات وقامت تحت "حس مس " بزيادة بنسبة الربع في جرايات ديبلوماسييها، وأنا أطلب منكم أن تخبرونا متى سمعتم في تونس بزيادة بهذه النسبة اللهم إلا إذا كانت زيادة بن علي لجرايته ؟ وتنشر التونسية نسخة من البرقية التي تم توجيهها لوزير الخارجية قبل أيام يلوح فيها الأعوان بالإضراب أيام 5و6و7 ديسمبر غير أنهم تراجعوا - بتنسيق مع القنصل العام- عن الإضراب الكامل تفاديا لتعطيل مصالح التونسيين المقيمين بالخارج على أبواب عطلة نهاية السنة الإدارية واكتفوا بحمل الشارة كإنذار أخير قبل شن الإضراب . وقد تناهى إلى علمنا دون أن نتمكن من التأكد من الخبر أن الأعوان المحليين بإحدى القنصليتين التونسيتين بباريس قاموا أيضا بحمل الشارة الحمراء متبنين نفس المطالب،ولعل السؤال لماذا لا تفتح مصالح الوزارة أبواب الحوار مع منظوريها؟ أم تراها تتجاهلهم باعتبارهم الحلقة الأضعف ولا أحد يتبنى مطالبهم وخاصة النقابة الفتية بالوزارة التي قال عنها الوزير الأول الباجي قائد السبسي إنها تجمع "الشاوش "والسفير وهو كلام لم يرق لأهل الحل والعقد في النقابة التي ترفع شعارات ثورية تطالب بتطهير الوزارة وتنسى قول الشاعر "ما دخل اليهود من حدودنا بل تسربوا كالنمل من عيوبنا" وما أكثر العيوب في أداء وزارة الخارجية بدءا بظروف استقبال المواطنين المهينة وكأنهم في محطة حافلة نقل ريفي في مدخل الوزارة الفخمة التي منحت بعض كوادرها ليكونوا الفريق الاستشاري لسيدة تونس الأولى في العهد البنفسجي وما بالعهد من قدم...والغريب أن لا أحد يشير إلى هؤلاء وربما وجدناهم سفراء بعد حين... !