تاكيدا لتردي الوضع الصحي بجهة القصرين و بان المستشفى الجهوي الوحيد بالولاية لا تتوفر فيه ادنى المقومات الضرورية علمت " التونسية " من مصادر طبية بالمستشفى الجهوي بالقصرين ان الاطباء و المبنجين العاملين به امتنعوا منذ اول امس الثلاثاء عن اجراء العمليات الجراحية ( باستثناء الاستعجالية منها ) بسبب عدم توفر طبيب مختص في الانعاش لان اجراء عملية دون حضور طبيب انعاش يمثل خطرا حقيقيا على حياة المرضى .. و افادتنا نفس المصادر ان اهالي المرضى الذين كانت ستجرى لهم عمليات جراحية عبروا اليوم عن احتجاجهم على هذه الوضعية امام مكتب مدير المستشفى فما كان من هذا الاخير الا ان قال لهم بانه لا يملك لهم اية حلول و ما عليهم الا التوجه الى وزارة الصحة حتى تقوم بانتداب اطباء مختصين في الانعاش و ارسالهم للمستشفى الجهوي .. و قد حاول المدير الجهوي للصحة بالقصرين التدخل لاقناع الاطباء و المبنجين بالقيام بالعمليات الجراحية المبرمجة فقالوا له ان هذا الامر لا علاقة له بالشؤون الادارية التي هي من اختصاصه وهو غير مؤهل للحسم في مثل هذا الشان الطبي .. هذا و يعتبر مستشفى القصرين من اكثر المؤسسات الاستشفائية الجهوية نقصا في الاطارين الطبي و شبه الطبي حيث اكدت لنا مصادرنا انه لا يتوفر فيه على سبيل المثال غير طبيب واحد مختص في الانعاش تم انتدابه منذ شهرين فقط بعد ان كان يقوم بهذه المهمة طوال السنوات الاخيرة طبيب اخر ليس له نفس الاختصاص و بما ان هذا الطبيب الوحيد الذي يعمل منذ انتدابه 24/24 في كل قاعات العمليات ( الجراحة العامة و العظام و الانف و الحنجرة و الاذنين و العينين و الولادات القيصرية .. ) فانه لم يعد قادرا على مواصلة العمل فاغلق هاتفه الجوال و قرر الخروج في عطلة نظرا للارهاق الكبير الذي انتابه .. فبقي المستشفى منذ ثلاثة ايام دون طبيب انعاش .. و هو امر غريب لان المستشفى الجهوي بالقصرين يغطي منطقة فيها حوالي 700 الف نسمة و من غير المعقول ان يوجد فيه طبيب وحيد مختص في الانعاش .. و الحال ان مستشفيات اخرى يوجد فيها العديد من اصحاب هذا الاختصاص .. و تعتبر الوضعية التعيسة لمستشفى القصرين من الاولويات التي يجب ان يهتم بها وزير الصحة في الحكومة الجديدة .. لانه مهما وصفنا النقائص التي يشكوها فاننا لا نستطيع ان ناتي عليها جميعا سواء من حيث انعدام النظافة او الاكتظاظ الكبير او الخدمات المتردية او محدودية التجهيزات و ضيق الاقسام .. و غيرها كثير ...