وفق المنتخب التونسي في تفادي الهزيمة اثر مروره عبر الملاعب الاسبانية بعد أن نجح في تجاوز عقبة منتخب الباسك في المباراة الأولى واكتفائه بتحقيق التعادل في ظهوره الثاني ضد نجوم إقليم كاتالونيا...عناصرنا الدولية لم تبرز بالشكل المطلوب وأداؤها لم يبلغ سقف الإنتظارات خصوصا وان زملاء القائد أيمن البلبولي اكتفوا على مدار المباراتين بلعب الدفاع ومجاراة نسق المنافس وهو الأمر الذي لم يكن له ما يبرره على اعتبار أن المصافحة كانت تكتسي طابعا وديا وكان لا بد من فسح المجال أمام منتخب النسور للعب على حقيقة إمكانياته واختبار قدراته بعيدا عن تكتيك الحسابات الضيقة . منتخب فرديات... خلال متابعتنا للمباراتين الوديتين اللتين لعبهما المنتخب التونسي ظهر جليا أن أسلوب اللعب الذي جنحت إليه عناصرنا الدولية اعتمد أساسا على اللعب الفردي دون أن نلحظ أي تجانس أو انسجام بين اللاعبين, فطوال 180 دقيقة لم نشاهد ما يؤكد حقيقة أن المنتخب التونسي في طور الإعداد وبناء فريق متكامل مقبل على اختبار جدي وهو النهائيات الإفريقية...المنتخب التونسي اعتمد على مهارات بعض لاعبيه وعلى الجاهزية البدنية للبعض الآخر واكتفى بتشتيت الكرة من مناطقه الخلفية دون التفكير في التحول السليم من مناطق الدفاع إلى عملية التنشيط الهجومي...و باستثناء الشيخاوي الذي كان يحاول بين الفينة والأخرى توحيد الصفوف وتشريك زملائه في عملية بناء الهجمة فان بقية الأسماء حاولت تسجيل حضورها لا غير ولفت أنظار بعض السماسرة الذين حلوا خصيصا لمتابعة بعض المواهب التونسية... مردود باهت... إجمالا لم يقدم المنتخب التونسي ما يشفع له لطمأنة جماهيره وما يرفع من سقف طموحاتهم أياما قليلة قبل انطلاق "الكان" ومع ذلك سجلت بعض الأسماء حضورها كأحسن ما يكون على غرار المدافع المتميز أيمن عبد النور وأيضا ياسين الشيخاوي وبدرجة اقل بلال العيفة غير أن الاستفهام الأكبر يحوم حول مردود مهاجمي المنتخب الذين كانوا بعيدين كل البعد عن إحراج دفاعات الخصم وتاهوا بين أقدام الأسبان...الإشكال القائم يحوم حاليا حول التركيبة التي سيعتمدها المدرب سامي الطرابلسي في المباريات الرسمية والحديث ينصب بالأساس على لاعبي الخط الأمامي مع تدني مستوى أمين الشرميطي وعصام جمعة وسامي العلاقي وهي الأسماء التي تنطلق بحظوظ أوفر للتواجد في التشكيلة الأساسية في قادم المباريات. تململ و إستياء... بعض اللاعبين الذين كانوا ضمن رحلة المنتخب عبروا عن استياؤهم الكبير من خيارات المدرب سامي الطرابلسي لأنه جامل على حد تعبيرهم بعض الأسماء وأقصى البعض الآخر دون موجب...الحارس رامي الجريدي كان ينتظر أن ينال فرصته كاملة بما انه كان ولازال الحارس الثاني للمنتخب سواء في حضرة البلبولي أو في غيابه...الجريدي تعاقد مع بنك الاحتياط ولم يحظ بشرف المشاركة رغم انه الحارس الوحيد تقريبا الذي تواجد بانتظام في قائمة المنتخب ولا ندري لما يقع تجاهله بهذه الشاكلة...وسام يحيى المتألق في الدوري التركي لا يدخل هو الآخر في حسابات الطرابلسي وحتى إن اجبر على ذلك فانه يلعب في غير مركزه الأساسي لان مدرب المنتخب يرفض الاستغناء عن خدمات القربي...قناعات الطرابلسي خلقت نوعا من التوتر والتململ في صفوف اللاعبين بما أن الجاهزية البدنية والذهنية والفنية لم تعد هي المحك الأساسي لتحديد تشكيل منتخب الطرابلسي. أي بصمة لسامي الطرابلسي..؟ المدرب سامي الطرابلسي وفق في الحصول على لقب "الشان" في ظهوره الأول مع المنتخب كما انه اهتدى إلى طريق "الغابون" بفضل معجزة الثواني الأخيرة من عمر التصفيات و طوال فترة تواجده على رأس المنتخب يمكن القول ان مسيرة النسور لم تشهد رجات عنيفة كما كان عليه الحال في السابق وهذا ما يحسب له لكن مع ذلك فان بصمة المدرب سامي الطرابلسي لم تظهر إلى حد الآن على أداء المنتخب وحتى عناوين النجاح كانت دوما متأتية اما من عمل فردي أو هدية من المنافس... سامي الطرابلسي اقتحم عالم التدريب من بوابة المنتخب لذلك يبدو فاقدا لآليات التدريب ولحنكة المدربين الكبار في ظرف يحتاج فيه منتخبنا إلى مدربين من طينة الكبار...وهو يغلب عليه طابع "المسالم" لذلك تجده غير قادر حتى على توزيع الأوراق التي بين يديه والتصرف في الرصيد البشري الموجود على ذمته مما جعل المنتخب كتابا مفتوحا وفي متناول الجميع... الأسود أمامكم... مازالت في انتظار المنتخب التونسي محطات إعدادية أخرى قبل الدخول في الجديات واقتحام غمار المسابقة الإفريقية والى ذلك الحين على الإطار الفني للمنتخب مراجعة بعض النقاط خاصة وان مباراة رفع الستار ستكون ضد المرشح الأقوى للفوز بالتاج الإفريقي ونعني المنتخب المغربي... منتخب اسود الأطلس يعج بأسماء مؤثرة جدا تؤثث أعتى الدوريات الأوروبية وهي نشيطة في فرقها خلافا لعناصرنا الدولية التي تسمرت على دكة الاحتياط كما أن المنتخب المغربي يضم مدربا كبيرا هو "ألان غيريتس" الذي نجح باقتدار في إعادة التوازن للكرة المغربية وإعادتها إلى الواجهة من جديد. ورغم أن الكرة المغاربية ومباريات الدربي لا تعترف عادة بلغة المنطق فان منتخبنا ينطلق بحظوظ أوفر للخروج كبطل عن مجموعته...وهذا ما يجب ان تعيه عناصرنا الدولية لان المباراة الأولى في "الكان" ستكون مفتاح النجاح في هذه التظاهرة و منتخب أسود الأطلس لا يمكن تجاوزه بذلك المردود الباهت الذي ظهر به المنتخب في رحلته إلى اسبانيا...