في إطار سلسلة اللقاءات التي ينظمها الحزب الديمقراطي التقدمي بالجهات لمزيد التعريف والتشاور حول آليات تفعيل نشأة حزب وسطي معتدل متجذر في الهوية العربية الإسلامية وتزامنا مع الإعلان الرسمي عن إنصهار الحزب الديمقراطي التقدمي وآفاق تونس والحزب الجمهوري الجديد نظمت جامعة سوسة للحزب الديمقراطي التقدمي يوم الأربعاء الماضي ووسط حضور متميز ضم العديد من الشخصيات المستقلة ونشطاء المجتمع المدني ومنخرطي الأحزاب ندوة حول " واقع و آفاق الأحزاب الوسطية " تحت إشراف السيدة " مية الجريبي " الأمينة العامة للديمقراطي التقدمي التي بينت في كلمتها الإفتتاحية أن هذه الندوة تعقد لمزيد الإصغاء لإقتراحات القاعدة مذكرة بأن هذه المبادرة تأتي إستجابة لنداء شرائح واسعة من المجتمع وأن هدفها الأساسي هو المساهمة الفعالة في تعزيز مكتسبات الدولة الحديثة من خلال بناء مشروع سياسي متجذر في أعماق المجتمع التونسي ومتشبع بقيمه العربية الاسلامية و منخرط في النهج الاصلاحي التحرري لبلادنا. إضافة إلى الإستجابة لأهداف الثورة وتضحيات الشهداء من خلال المساهمة الفعالة في القضاء على البطالة و الفقر و التهميش و التفاوت الجهوي و بناء اقتصاد عصري منفتح و متطور كما بينت في كلمتها ان هذا الإنصهار يعكس رؤية واضحة حول التداول على الحكم بإعتباره ركنا رئيسيا من أركان النظام الجمهوري الديمقراطي موضحة ديناميكية هذه المبادرة التي تبقى مفتوحة لكل القوى التي تشارك هذه الأحزاب في رؤيتها الإستشرافية وأن مؤتمر الحزب القادم والمقرر لشهر مارس ستنبثق عنه تسمية جديدة لحزب وهياكل جهوية ومحلية ثم إثر ذلك تناول الكلمة ياسين براهيم عن حزب آفاق حيث بين في مداخلته التي كانت تحت عنوان "نظرتنا للحزب الوسطي"التوجهات العامة لعملية الإنصهار ودوافع ذلك مؤكدا على ان المرحلة القادمة من التحول الديمقراطي في تونس تستدعي توحد القوى الوسطية من أجل تعديل ميزان القوى وتوحيد الجهود بعد أن أثبتت الإنتخابات الأخيرة أن التشتت ساهم في ضعف التواجد بالمجلس التأسيسي مبينا أن الدعوة حاليا موجهة لكل القوى للمساهمة الفعالة في نحت مستقبل تونس والدفاع عن الحريات الأساسية والنمط المجتمعي لتونس الغد وصد كل من تخول له نفسه محاولة الرجوع بالديكتاتورية في ثوب جديد. أما ماهر حنين عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي فقد قام بتقديم عرض حول " التحديات الاجتماعية و دور المعارضة الديمقراطية " أبرز من خلاله الدور الموكول للمعارضة لتقديم المقترحات والنهوض بالواقع الإجتماعي المتردي الذي تعيشه البلاد نتيجة سياسة العهد البائد مؤكدا ان مسؤولية المعارضة هامة في المرحلة القادمة للدفاع بقوة عن مبادئ الثورة التي قامت أساسا من أجل الكرامة ثم فسح المجال للأستاذ فاضل موسى عضو المجلس التأسيسي عن القطب الحداثي الذي ركز في تدخله على أهمية توحيد الصفوف والسعي للتوافق في الرؤى من أجل تونس مبينا أن المواطن التونسي اليوم وخاصة الذي لم يشارك في الإنتخابات الفارطة متعطش لرؤية جبهة وسطية قادرة على ضمان مستقبل أفضل لتونس ويكون خير ضمان لعدم إستفراد أي قوة سياسية مهما كانت مرجعيتها بالحكم داعيا إلى مزيد حفز الهمم من أجل التعريف بمبادئ هذه الجبهة في الأوساط الشعبية خاصة .هذا وقد تميزت هذه الندوة بنقاش كبير من الحاضرين الذين تمحورت اهم تدخلاتهم حول ضرورة الإسراع بتركيز هياكل الحزب الجديد ومزيد الإصغاء للمواطن إضافة إلى المطالبة الملحة بضرورة مواصلة قيام المعارضة بالدور الموكول إليها في المجلس التاسيسي والذي من شانه أن يضمن تكريس الديمقراطية ونجاح المسار الإنتقالي . وقد إستطلعت "التونسية" آراء العديد من المشاركين في هذه الندوة الذين كانت أهم تدخلاتهم تتمحور أساسا حول التنويه بالمبادرة والمطالبة بتوسيع هذا الإنصهار حيث بين رياض الحوار عضو جامعة سوسة للحزب الديمقراطي التقدمي وعضو اللجنة المركزية أن هذا اللقاء هو بداية برنامج للإتصال القاعدي بهياكل الحزب من طرف جامعة سوسة مؤكدا أن عملية الإنصهار كانت نتيجة مشاورات عديدة بين منخرطي الحزب وأن الجامعة ستسعى الى القيام بزيارات ولقاءات بمختلف معتمديات الجهة قصد التعريف بهذه المبادرة خاصة وأن فروع الحزب بمختلف المناطق بولاية سوسة شهدت منذ الإعلان عن البوادر الأولى لإمكانية الإنصهار تدفقا للمنخرطين ونداءات متكررة للتوحد أما منى القروي وهي ناشطة في المجتمع المدني فإنها عبرت " للتونسية" عن تثمينها لهذه المبادرة والتي تأتي قصد توحيد الرؤى مطالبة الأحزاب الوسطية بمزيد العمل والنضال من أجل عدم المساس بالحقوق المكتسبة وخاصة منها حقوق المرأة .