تحت شعار «مع بعضنا.. لتونس» أعلنت قيادات ثلاثة أحزاب سياسية وعدد من المستقلين في اجتماع انعقد مؤخرا بالمسرح البلدي بصفاقس عن تشكيل حزب شعبي وسطي جديد خلال شهر مارس القادم. افتتح الاجتماع السيد صلاح الزحاف رئيس القائمة المستقلة «صوت المستقل» وسط حضور جماهيري مكثف بكلمة تحدث فيها عن الآفاق الجديدة التي فتحتها ثورة الحرية والكرامة من خلال مساهمتها في تغيير المشهد السياسي التونسي، وفي هذا الإطار تتنزل هذه المبادرة السياسية التي تضم حاليا ثلاثة أحزاب، وعددا من الكفاءات المستقلة تشترك في نفس المبادئ والتوجهات تقريبا قررت الانصهار وتشكيل حزب قوي باسم ونظام داخلي جديدين قادر على تلبية طموحات الشعب التونسي في بناء دولة ديمقراطية وسطية متجذرة في هويتها العربية الإسلامية. الأمينة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي مية الجريبي أشارت بدورها أن المرحلة التاريخية الحاسمة التي تعيشها البلاد تقتضي بناء ديمقراطية تقوم على الاعتدال والتوازن، مضيفة أن حالة التوجس والأوضاع الصعبة والمتفاقمة على كل المستويات لا يمكن الخروج منها دفعة واحدة بقطع النظر عمن كان في السلطة، لكن رغم ذلك فان حكومة «الترويكا» لم تنجح إلى حد الآن على الأقل حتى في إرسال إشارات طمأنة للمواطن، وواصلت في انتهاج سياسة الوعود المفرطة والمبالغ فيها، وتمادت في مراكمة الأخطاء، واعتماد سياسة تواصلية بدت «مبهمة» وضبابية، في حين أن التونسي اليوم يريد الإنصات إلى مشاكله، وفتح أبواب الأمل بطريقة واقعية ومتدرجة وهو دور الحكومة والمعارضة ومختلف مكونات المجتمع المدني. وفي ذات السياق أكدت الجريبي أن هذه المبادرة التوحيدية تهدف إلى تشكيل قوة وسطية معتدلة يمكن أن تضفي التوازن على المشهد السياسي الوطني، وأن تلعب دورا وطنيا في معارضة السلطة الذي يمثل أحد أهم أسس الديمقراطية. أما السيد ياسين ابراهيم المدير التنفيذي لحزب آفاق تونس فقد بيّن أن الحزب الجديد الذي سيتم الإعلان عنه في مؤتمر الحزب الديمقراطي التقدمي المنعقد أيام 17و18 و19 مارس القادم من المنتظر أن يلتحق به علاوة على الديمقراطي التقدمي وآفاق والحزب الجمهوري وشخصيات مستقلة على غرار صلاح الزحاف ووزير التكوين المهني والتشغيل السابق سعيد العايدي عدة أحزاب مثل حزب العمل والتجديد يجري النقاش معها حاليا، إضافة إلى وجوه وكفاءات أخرى سيكشف عنها لاحقا، كما سيعمل هذا الحزب على تركيز فروع له في كل الجهات في محاولة للاقتراب من نبض وهموم المواطن والتواصل معه من خلال خطاب سياسي يقطع مع النمط القديم. ومن جهته شدّد السيد سليم العزابي الأمين العام للحزب الجمهوري أن الأطراف المشاركة في هذه المبادرة خيّرت الانصهار في حزب جديد بدل التجمع في إطار تحالف لأنه لا يستجيب إلى طموحاتهم وأهدافهم التي يمكن تلخيصها في ثلاث نقاط أساسية تشكيل حزب وسطي معتدل ممثل في كل جهات البلاد على المدى الطويل، وبناء معارضة مسؤولة وايجابية تطرح بدائل ملموسة قادرة على تحسين الحياة اليومية للتونسي، وإنشاء قوة سياسية منفتحة على كافة الأطراف السياسية والشخصيات المستقلة التي تشاطرهم نفس المبادئ، مضيفا أن هذا الحزب سيعتمد مبدأ الديمقراطية في تسيير هياكله، وسيولي أهمية خاصة للشباب صلبه بالاستناد على مقياسي الجدارة والكفاءة بالأساس. بقي أن نشير أن نهاية أشغال هذا الاجتماع شهدت بعض الاحتجاجات والمناوشات من قبل قلة من الحاضرين حاولت التشويش على المتحدثين من خلال الصياح ورفع شعارات تتهم المنظمين بالموالاة للنظام البائد، إلا أن الإسراع باختتام فعاليات الاجتماع حال دون ذلك.