في اطار احتفالات بلادنا بالذكرى الاولى لثورة الحرية والكرامة نظمت بلدية العين بصفاقس الجنوبية تظاهرة اعلامية فريدة من نوعها تمثلت في اقامة معرض وثائقي حمل عنوان " ذاكرة الصحافة من 1920 الى ما بعد الثورة " وصاحب هذا المعرض و الفكرة المتميزة هو السيد محمد نجيب عبد المقصود الفكرة كانت رشيقة ومتميزة وتجلت اهمية هذا المعرض في بعده التوثيقي اذ تمثل في عرض العدد الاول من عشرات الصحف والمجلات والدوريات التونسية سواء كانت رسمية او خاصة او معارضة وذلك على امتداد 4 حقبات زمنية من تاريخ تونس المعاصر وهي حقبة الاستعمار الفرنسي وحقبة نظام حكم الرئيس الاسبق الحبيب بورقيبة وحقبة نظام حكم الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي وصولا الى الحقبة الحالية التي يمكن توصيفها بحقبة ما بعد الثورة الى الان ونجح هذا المعرض الطريف في شد اهتمام عديد الزوار من مواطنين ومهتمين بالشان العام كيف لا وهو اعاد الى الذاكرة اسهامات اعداد هامة من الصحفيين والمراسلين والمثقفين والمفكرين في الحركة الصحفية كما نجح في التذكير ببعض الصحف التي اندثرت منذ زمن بعيد على غرار صحف الزهرة والنهضة والعصر الجديد وجريدة مكارم الاخلاق وغيرها من النشريات كما اعادت الى الاذهان مقالات واسهامات نخبة من ابناء الجهة ومثقفيها مثل محمد خروف ومحمد الشرفي واحمد المهيري ومحمد معلى والطاهر السماوي ومحمد محفوظ والهادي محفوظ وحامد قدور ومحمد شبشوب وغيرهم من تحتفظ باسمائهم الذاكرة والمدونة الصحفية التونسية وقال صاحب المعرض محمد نجيب عبد المقصود ان اختياره لموعد الذكرى الاولى للثورة لكي يطلق مبادرته كان يحمل دلالات ورمزية كبيرة اذ اراد ان يرمز الى استعادته لحريته في اقامة مثل هذه الانشطة التي لم يكن متاحا القيام بها في ظل نظام الفساد والاستبداد الذي ضيق عليه وعلى حريته في العمل الفكري والابداعي وبخصوص احتفاظه بالاعداد الاولى من عدد كبير من الصحف والمجلات وعلى امتداد فترات زمنية طويلة ومتباعدة قال محمد نجيب عبد المقصود ان رصيده الهام والنادر منها يعود الى شغف كبير له بالصحافة ورثه عن والده وان اهتمامه بالتوثيق للاعداد الاولى من الصحف والمجلات انما باعتبارها شواهد على حقبات تاريخية متنوعة ومراة تعكس مدى ما بلغته حرية التعبير من تطور او تضييق على امتداد تلك الفترات