في اطار متابعتنا لحادث الانتحار الاليم الذي اقدمت عليه فتاة من صفاقس تدعى سعدية المعزون التي عمدت الى اضرام النار في جسدها بالمنزل لتلقى حتفها متفحمة وهو ما خلف الاسى واللوعة في قلوب افراد عائلتها والاجوار الى جانب الاسى الكبير للتفحم الذي اتى على الفقيدة تم يوم الخميس تشييع جثمانها الى مثواه الاخير وقد تحولت " التونسية " الى منزل العائلة لتقديم التعازي وهناك التقت بشقيق الهالكة علي محسن المعزون الذي كان حريصا على تمالك نفسه رغم هول الفاجعة وتحدثنا معه فقال لنا ان شقيقته الهالكة رحمها الله كانت تعاني من بعض الاضطرابات النفسية وانها في الايام الماضية قامت بمحاولة للانتحار بتناول كمية من حبوب الادوية لكن تم اسعافها ونقلها الى قسم العناية المركزة حيث بقيت اسبوعا كاملا ثم انتقلت من هناك الى قسم الامراض النفسية بالمستشفى الجامعي الهادي شاكر الذي غادرته عشية الثلاثاء ومباشرة صباح الاربعاء نفذت عملية الانتحار شقيق الهالكة قال انه كان يتمنى لو ان شقيقته وجدت العناية الكبيرة من المشرفين بقسم الامراض النفسية باعتبار ان حالتها تستوجب الكثير من العناية والاهتمام وتساءل عن الكيفية التي تم بها السماح لشقيقته بمغادرة القسم بنفسها ومن دون اي مرافقة من اي فرد من العائلة وتساءل بحرقة كبيرة عن التساهل في الخروج في قسم ليس كبقية الاقسام الطبية باعتباره يتعلق بالامراض العقلية وقال : انا الوم اعوان القسم بالمستشفى الجامعي الهادي شاكر لقلة الاهتمام بحالة شقيقتي رحمها الله ولعدم اخطارنا بخروجها وفي اطار متابعة خبر الانتحار كنا تحولنا الى المستشفى الجامعي الهادي شاكر بصفاقس مساء الاربعاء للاستفسار بخصوص المعلومات عن هروب الفتاة وما امكننا الحصول عليه حينها ان الهالكة وهي من مواليد فيفري 1966 كانت دخلت قسم الامراض النفسية يوم 4 جانفي الماضي بطلب منها وغادرته يوم الثلاثاء وتضاربت المعلومات بين قائل انها هربت من القسم او انها حصلت على اذن بالخروج وما لفت انتباهنا ان مكتب القبول والتسجيل تضمن تسجيلها بشكل ارادي في الدخول ولكن لم يكن هناك اي تنصيص على خروجها مما غذى شائعة الهروب وقد اتصلنا بالسيدة اسيا الزواري كاهية المدير المكلفة بشؤون المرضى فقالت لنا ان الهالكة دخلت الى قسم الامراض النفسية يوم 4 جانفي بايواء حر وانها بدت وقتها متوازنة كما انها متعودة منذ مدة طويلة على الاقامة لفترات بالقسم واضافت ان الهالكة خرجت بموافقة طبية بعد استقرار حالتها الصحية وذلك يوم 10 جانفي 2012 وشددت على ان حالة الهالكة نفسيا لم تكن خطيرة مضيفة بانه في حالات الهروب تقوم الادارة بابلاغ مكتب القبول في المستشفى واشعار الشرطة وبخصوص تساؤلنا عن سبب عدم ذكر تاريخ خروجها بمكتب القبول حينها اشارت الى ان التعامل مع نزلاء هذا القسم يختلف عن البقية والتعامل معهم يتم بشكل خاص باعتبار حالاتهم النفسية وان من يتم ايواؤه بشكل وجوبي فان معالجته تكون مجانية في حين ان من يدخل القسم بايواء حر فانه يدفع معلوم العلاج ولكن مع وجود ليونة في الدفع أمين