العائلة متمزقة بين فرضيتي الغرق والقتل إثر الاغتصاب... وهذه هي الحقيقة الأسبوعي- القسم القضائي: شيّع أهالي احدى المناطق الشعبية الواقعة غرب العاصمة خلال الأسبوع الفارط جثمان الفتاة مريم بنت طالب القاسمي (من مواليد 22 مارس 1977) إلى مثواها الأخير بعد خمسة أيام من وفاتها في ظروف جد مسترابة إذ علمنا أن أعوان الإدارة الفرعية للقضايا الإجرامية تعهدوا بالبحث في ملابسات الحادثة وتحديد أسباب وفاة الضحية. في الأثناء تداول أهالي المنطقة التي تنحدر منها الهالكة خبرا مفاده تعرض مريم لتحويل وجهتها من قبل مجهول واغتصابها وقتلها بواسطة حجارة ثم الإلقاء بها في البحر بالضاحية الشمالية للعاصمة. خبر الاغتصاب وبناء على هذه الأقاويل تحولت «الأسبوعي» إلى منزل عائلة الضحية حيث كان الحزن يلف قلوب الجميع وخاصة إخوتها ووالدتها التي يفوق عمرها ال70 سنة وقد تحدث إلينا الشقيق الأكبر للهالكة ويدعى محمد علي عن الحادثة بكثير من الألم خاصة بسبب الغموض الكبير - حسب قوله - الذي يحيط بمصرع شقيقته وكذلك بسبب انتشار خبر تعرّضها للاغتصاب والقتل بعد تحويل وجهتها دون أن يتمكن من معرفة الحقيقة في ظلّ عدم تسلمه لتقرير الطبيب الشرعي. بطاقة تفتيش يقول محدثنا: «بسبب المرض العصبي الذي تعاني منه شقيقتي منذ 14 سنة فقد غادرت قبل عدة أيام من وفاتها المنزل الذي تقطن فيه رفقة شقيقي ووالدتي المسنّة ورغم عمليات البحث والتفتيش فإن مصيرها ظلّ غامضا لذلك اتصلنا بأعوان الشرطة الذين أصدروا في شأنها ملحوظة تفتيش لفائدة العائلة». الوفاة غرقا! ويواصل محمد علي حديثه بالقول: «في بداية الأسبوع الفارط (22 ديسمبر) اتصل بنا أعوان الأمن وأعلمونا بأنهم عثروا على شقيقتي بعد غرقها في البحر بالضاحية الشمالية للعاصمة وأنه علينا الاتصال بقسم الطب الشرعي بمستشفى شارل نيكول بالعاصمة لتسلّم الجثة ومواراتها التراب وهو ما قمنا به بتاريخ 23 ديسمبر الجاري غير أننا لم نتسلّم أي تقرير طبي يؤكد أسباب وفاة مريم». حيرة وأضاف: «لقد انتباتنا كعائلة الحيرة فالأعوان أعلمونا بأنها غرقت في البحر دون مزيد من التوضيحات والأهالي يتحدثون عن استهدافها لجريمة قتل وذلك بإصابتها بحجارة في الرأس ثم الإلقاء بها في البحر بعد تحويل وجهتها واغتصابها حتى أن احدى الجارات أعلمتنا بأنها طالعت الخبر في إحدى الصحف وهو ما ضاعف من حيرتنا وآلمنا كثيرا». تأزم الحالة النفسية في انتظار تسلّم العائلة لتقرير الطبيب الشرعي تظل الحادثة بالنسبة لأفرادها غامضة غير أننا بحثنا من جانبنا عن الحقيقة سواء من مصادر أمنية أو طبية فتأكدنا بما لا يدع مجالا للشك بأن الضحية ماتت غرقا. غير أن شقيقها تساءل: «لقد عثروا على مريم منذ يوم 18 ديسمبر فلماذا لم يعلمونا إلا بعد مضي أربعة أيام رغم أن بطاقة هويتها بحوزتها؟». وذكر محدثنا أن شقيقته أصيبت قبل أسبوع من عيد الاضحى بنوبة عصبية نقلوها إثرها إلى مستشفى الرازي حيث احتفظ بها ولم تغادر إلا يوم عرفة «ولكن حالتها تأزمت ثاني أيام العيد» - يتابع محمد علي - «فاصطحبتها رفقة أحد أشقائي مجدّدا إلى مستشفى الرازي ولكن الطبيبة رفضت الاحتفاظ بها بعد فحصها وطلبت منا إعادتها في الموعد المقرّر لها سلفا (5 جانفي) ولكن بالعودة إلى البيت غافلت الجميع وغادرته ولم نعثر عليها إلا جثة...» وتساءل محدّثنا: «من يتحمّل المسؤولية؟». صابر المكشر للتعليق على هذا الموضوع: