شهد مقر المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم بتونس يوم الإثنين 16 جانفي 2011 حدثا ثقافيا مهما تمثل في توقيع اتفاقية شراكة بين الألكسو وشبكة أورإتنو لمجلس أوروبا و"الكونسور سيوم دي جياري"لسردينيا الإيطالية تهدف إلى إنشاء المكنز العربي الدولي للألعاب التقليدية في إطار العناية بالتراث اللامادي . وقد وقع على هذه الاتفاقية الدولية الأستاذ الدكتور محمد العزيز بن عاشور المدير العام للألكسو والأستاذة جوسلين بوني كاربونيل رئيسة شبكة أوراتنو لمجلس أوروبا والأستاذ لينو زدا رئيس كونسورسيو دي جياري بسردينيا الإيطالية بحضور الأستاذ محمد الخليفي الأمين العام للجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم بتونس والدكتور عبد الرحمان أيوب الخبير المكلف بالتراث اللامادي بالمعهد الوطني للتراث بتونس وهو الذي بذل الجهود الوفيرة منذ فترة طويلة لإنجاز المكنز العربي الدولي للألعاب التقليدية ، فضلا عن حضور الأستاذة سميرة بدر ممثلة وزارة الثقافة في الحكومة التونسية وعدد من الإطارات العليا بالألكسو يتقدمهم الأستاذ الدكتور محمد عبد الباري القدسي المدير العام المساعد والدكتورة حياة قطاط القرمازي مديرة برنامج حماية التراث . وفي موكب التوقيع على الاتفاقية الدولية لإنشاء المكنز الدولي للألعاب التقليدية ألقى الأستاذ الدكتور محمد العزيز بن عاشور كلمة أبرز فيها أهمية هذا الحدث الثقافي الذي يجسم التعاون بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط وإمكانية مد جسوره ليشمل كافة أنحاء الوطن العربي وهو أنموذج رائع لتنشيط الحوار بين الثقافات وترسيخ احترام التنوع الثقافي في الأذهان لمزيد التقارب بين الشعوب وتعزيز قيم التسامح والوسطية واحترام الآخر في كنف حب المعرفة والتعلم . وأعتبر المدير العام للألكسو أن إنشاء المكنز العربي الدولي للألعاب التقليدية يدخل في إطار صيانة التراث الثقافي غير المادي وهو العمل الذي تحرص المنظمة العربية على جعله من أولوياتها في البرامج الثقافية التي تنفذها . وأكد الأستاذ لينو زدا رئيس الكونسورسيو دي جياري لسردينيا الإيطالية أن هذا المكنز الذي سيجمع بين ضفتي المتوسط في مجال العناية بالتراث الثقافي اللامادي يعطي مكانة هامة للألعاب التقليدية ، ملاحظا أن الكونسورسيو الذي يرأسه يندرج في منظومة الثقافة الإيطالية وهو يعمل على ترسيخ المعرفة والإبداع في مجال صيانة التراث الإنساني . أما الأستاذة جوسلين بوني كاريونيل الرئيسة المؤسسة لشبكة أوراتنو لمجلس أوروبا فإنها قدمت بسطة تاريخية لهذه الشبكة التي تأسست عام 1989 إثر الثوارات التي شهدتها أوروبا الشرقية ملاحظة أن التراث الشفوي اللامادي ساعد كثيرا في التقريب بين الشعوب الأوروبية التي فرقتها السياسة . وقالت إن هذه الشبكة تسعى منذ سنوات عديدة من خلال الدراسات المقارنة على التعاون بين الشعوب في مجال التراث الثقافي اللامادي . وعبر الدكتور الباحث عبد الرحمان أيوب عن سعادته لإنشاء هذا المكنز الثقافي للألعاب التقليدية شاكرا فضل الموقعين على هذه الاتفاقية الدولية التي حققت بعض ما بذل من أجله الوقت والجهد . ووصف الدكتور عبد الرحمان أيوب المكنز بكونه بنك معطيات ومعلومات شاملة ودقيقة وهو تفاعلي ينبني على القيمة المضافة ، لغاته متعددة ومن موارده ستستخرج مكانز صغيرة مقارنة للألعاب التراثية المشتركة بين الشعوب وستروج كتب ورقية ورقمية وسمعية بصرية حتى تعم الفائدة وتكون ضمانات جيدة لنسيج تعليمي في المؤسسات الثقافية والتربوية . واوضح عبد الرحمان أيوب أنه وجد من الأستاذ الدكتور محمد العزيز بن عاشور منذ أن كان يدير مركز الفنون والتقاليد الشعبية بالمعهد الوطني للآثار والفنون ثم وزيرا للثقافة والمحافظة على التراث في الحكومة التونسية كل الدعم المعنوي والمادي وها هو بصفته مديرا عام للألكسو يحقق ما كان يطمح إليه المهتمون بالتراث الثقافي اللامادي الإنساني من خلال هذه الاتفاقية الدولية . والجدير بالذكر فإنه وفق هذه الاتفاقية تتكفل الألكسو باحتضان الموقع الإلكتروني للمكنز العربي الثقافي الدولي للألعاب التراثية وبتنظيم نشاطات وبرامج على مستوى العالم العربي لجرد التراث اللامادي والمحافظة عليه وتثمين الألعاب التقليدية في البلاد العربية وعقد مؤتمر عالمي في هذا المجال في حين يتكفل الطرفان الآخران بتقديم الدعم المادي وتعزيز مجال الخبرات والجوانب اللوجستية .