بعد البداية السلمية لمسيرة أهالي مدينة نفزة أمس الإثنين والتي طالبوا من خلالها بحق جهتهم في التشغيل والتنمية والعدالة الإجتماعية ومراعاة حالة البطالة المتفشية بأرقام كبيرة خاصة وأن المعطلين عبّروا عن شعورهم باليأس الكبير جراء عدم إيلاء نفزة أي إهتمام تنموي من شأنه أن يحد من البطالة وينعش الحياة الإقتصادية بالجهة... لجأ المحتجون إلى غلق الطريق الرابط بين باجةوطبرقة وعطلوا حركة السير في الإتجاهين قبل أن يرفعوا الحواجز في ساعة متأخرة من ليلة الإثنين... إحتجاجات وقطع كافة الطرق... وتجددت صباح اليوم الثلاثاء الإحتجاجات وأخذت منحى تصعيديا بعد أن غادر التلاميذ مقاعد الدراسة وأغلقت معاهد المدينة لتتجدد المسيرات المنددة بالتهميش والتغافل عن مصالح نفزة من قبل المسؤولين في الحكومة حيث رفعت عديد الشعارات المنادية بالحق في التنمية والتشغيل وقد عمد المحتجون إلى غلق كافة مداخل المدينة من جميع الإتجاهات المؤدية إلى ولاية بنزرت ومدينة طبرقة الأمر الذي عطّل حركة المرور وأثّر سلبا على مستعملي الطريق خاصة منهم أصحاب شاحنات نقل البضائع بمن فيهم الأشقاء الجزائريون... غلق المؤسسات الإدارية بالإضافة إلى توّقف عمل كافة المعاهد الثانوية بنفزة بعد مغادرة التلاميذ للفصول منذ صباح اليوم فقد أغلقت أغلب المؤسسات الإدارية الحيوية على غرار مكتب البريد والفروع البنكية والقباضة المالية والمصالح البلدية والمعتمدية بما أدخل المدينة في شبه شلل إداري أثّر على حياة المواطن في نفزة...وحافظت بعض المؤسسات الحيوية الأخرى على عملها بشكل طبيعي على غرار المستشفى المحلي ومركز الشرطة...كما سجّلت وحدات الجيش الوطني تواجدها بشكل لافت منذ الصباح تحسبا لأي شرارة للعنف أو الإنفلات الذي قد يحدث رغم تأكيد مجموعة من المحتجين للتونسية أن إحتجاجاتهم ستبقى سلمية إلى حين تلبية مطالبهم وإصغاء الحكومة لنداءاتهم مع تأكيدهم على إمكانية الدخول في إضراب عام بداية من يوم الخميس متى تواصل التجاهل والتغافل عن حق الجهة في التشغيل والتنمية رغم ما تزخر به نفزة من موارد طبيعية تحتاج للإستثمار والتمويلات حتى يتجنب أهلها الخصاصة والحرمان...