تضم العيادة الخارجية التابعة للمستشفى الجهوي بالمحرس عديد الاختصاصات الطبية التي يقصدها المرضى من أهالي ومتساكني معتمدية المحرس والصخيرة والشعال و"نقطة" وعديد المناطق المجاورة الأخرى . وكل من يقصد هذه المؤسسة الصحية هو ينتمي غالبا إلى طبقة من المجتمع لا تسمح إمكانياتها التداوي بالعيادات والمصحات الخاصة واقتناء ما يحتاجه من الأدوية بدون مقابل غير أن هذه المطالب لا تتوفر حقيقة بهذه المؤسسة الصحية خلال هذه الأيام . ولا يجد المريض ما يحتاجه من عناية طبية جادة ، ولا أدوية بالشكل المطلوب، فطوابير المرضى التي تتشكل منذ الصباح الباكر أمام مختلف الاختصاصات الطبية ، لا يحصل أصحابها على فحص جاد من طرف الأطباء المباشرين ، وفي غالب الأحيان لا تتجاوز عيادة المريض الدقيقة الواحدة ، وفي أقصى الحالات الثلاث دقائق(3 دق) ليحصل على وصفة طبية تتضمن أدوية غالبا غير متوفرة وإن وجدت فبكميات ضئيلة ّ، ويجد المريض نفسه مضطرا لإجراء فحوصات خاصة رغم ضعف إمكانياته المادية .... "نمشي نداوي بالفلوس ..." جملة كثيرا ما وردت على ألسنة البعض يرددها المريض فور خروجه من العيادة الطبية بالمستشفى ، معللا ذلك بعدم تمكنه من كشف طبي جاد وعلاج حقيقي يشخص حالته الصحية ، وكثيرا ما يقتصر الأمر على طرح أسئلة سريعة ومختصرة ... هذا الوضع لم يلق رضا العديد من المرضى ، فتساءل بعضهم عن حقيقة العلاج المجاني وعن معاناة ضعاف الحال أمام هذه الظروف وهل من مراجعة لمثل هذه الفحوصات عديمة الجدوى ، التي تفتقر إلى رعاية وإهتمام ، تغني الفقير عن التداين من أجل العلاج ...