ما حصل عشية اليوم في المكنين تجاوز كل التوقعات حيث توقف لقاء سبورتينغ المكان والترجي الرياضي في دقيقته الخامسة بسبب خلع مجموعة من المشاغبين باب القاعة وتهشيم البلور والدخول عنوة والإنطلاق بصفة مباشرة في الإعتداء بالحجارة على اللاعبين وطاقم التحكيم وإلقاء الشماريخ على أرضية القاعة الشيء الذي أجبر الجميع على الإختباء لساعات بحجرات الملابس فيما تكفل رجال الأمن بمواجهة المشاغبين ومنعهم من الوصول إلى حجرة ملابس الترجيين ... هذه المجموعة لم تدخل القاعة لحضور المباراة التي كانت مبرمجمة بدون جمهور ولم تكن تهمها النتيجة بدليل إيقاف اللقاء في دقيقته الخامسة بل كانت غايتها واحدة وهي الإعتداء على لاعبي فريق باب سويقة وإحداث الشغب وهي حادثة خطيرة جدا تشكل القطرة التي أفاضت الكأس بما أن رياضيينا أصبحوا غير آمنين على حياتهم حتى في مقابلات بدون حضور الجمهور ... هذه الحادثة تأتي بعد أعمال العنف والشغب التي حدثت في دربي العاصمة وبعد أحداث أخرى جدت في العديد من الملاعب والقاعات وتطلق بالتالي صفارة الخطر والإنذار لأننا سائرون إلى " كارثة بور سعيد " إن تمادت الأوضاع على ما هي عليه ولم يتم تطريق هذا الغول الذي يهدد الرياضة والرياضيين والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو ما الذي سيحصل يا ترى في مقابلات كرة القدم عندما تستأنف البطولة نشاطها وتتقدم الجولات وتصبح المواجهات مصيرية وهامة ؟ ... فنحن لا نزال في بداية الموسم وها أننا نعيش في كل أسبوع أحداث عنف وشغب مريعة وغير متوقعة فكيف سيكون الحال في نهاية الموسم عندما يشتد التنافس على اللقب وعلى تفادي النزول؟... بكل أسف وبكل صراحة نقول إننا قادمون على ما هو أسوأ وهذا واقع علينا أن نعترف به ونقوم بكل ما يجب من أجل التصدي له كل من موقعه لتفادي ما لا تحمد عقباه وأول ما يجب اتخاذه من قرارات هو إجراء كل المقابلات في كل الرياضات بدون جمهور وخاصة لقاءات كرة القدم لأن أحداث الشغب في الملاعب تتفاقم يوما بعد يوم حتى بين عناصر الفريق الواحد وأصبحت المدارج مرتعا للمعارك وتبادل العنف ... قرار " الويكلو " إذن أصبح يفرض نفسه مع تأمين الملاعب والأبواب بكل شدة من خلال حراسة أمنية كبيرة ومن يرى عكس ذلك من المسؤولين فليتحمل المسؤولية كاملة في حالة حدوث أي شيء ، وعلى نوادينا تقبل هذا القرار وعدم التفكير في النواحي المادية لأن المال لا يساوي شيئا أمام الأرواح البشرية و" ودم التونسي " ... نعود إلى حادثة اليوم بقاعة المكنين لنشير إلى أن لاعبي الترجي الرياضي بقوا لفترة طويلة بحجرة الملابس في الوقت الذي كان خلاله رجال الأمن يواجهون المشاغبين لمنعهم من الوصول إلى اللاعبين وإجبارهم على مغادرة القاعو والإبتعاد عنها فبل السماح لحافلة فريق باب سويقة بمغادرة المدينة تحت حراسة أمنية مشددة إلى غاية محطة سيدي خليفة على الطريق السريعة.