مجددا تعود القلاقل الى مصحة مينياي بصفاقس وهي التي شهدت على امتداد الاشهر الماضية عديد الاعتصامات والاضراب عن العمل بسبب انسداد افاق الحوار بين الادارة وممثلي الاتحاد العام التونسي للشغل وبالخصوص الكاتب العام للفرع الجامعي للصحة عادل الزواغي وتعتبر النقابة االمنضوية تحت لواء الاتحاد العام التونسي للشغل ان الرئيس المدير العام للمصحة يبدي دائما التعنت ويسعى الى اقصاء الاتحاد من المفاوضات والاقتصار على التعامل مع النقابة التابعة لاتحاد عمال تونس مع اتهام هذه الاخيرة بان الرئيس المدير العام للمصحة اسسها لضرب الاتحاد وانها نقابة وهمية في حين ان مطالب نقابة الاتحاد العام التونسي للشغل واضحة وهي تطبيق الاتفاقية المشتركة للمصحات الخاصة بكلّ بُنودها وترسيم الاعوان وتحديد ساعات العمل والغاء العمل بشركات المناولة وتوفير مكتب للنقابة الاساسية وتجهيزه في حين ترى الادارة العامة للمصحة انها ابدت استعدادا للتطرق لهذه النقاط وتطبيق القانون وفي صورة وجود أي اشكال يكون الاحتكام الى تفقدية الشغل واستغربت الادارة طلب الاتحاد العام التونسي للشغل الاطلاع على ملفات كل العمال دون استثناء رغم ان الامر مخالف لاحكام الفصل 243 من مجلة الشغل الذي ينص على ان الاتحاد يناضل من اجل حقوق منخرطيه لا غير في وقت يوجد فيه عديد الاعوان ينتمون الى نقابة اتحاد عمال تونس . واستغربت الادارة تمسك اتحاد الشغل بالتفاوض معه كطرف نقابي وحيد بالمؤسسة وطلبه من الادارة حل النقابة التابعة لاتحاد عمال تونس وغلق مكتبها واعتبرت الادارة ان استفحال المشكل لا يتعلق بتحقيق مطالب نقابية مهنية وانما هو يتعلق بمواقف صريحة للاتحاد العام التونسي للشغل تجاه وجود تمثيلية نقابية ثانية بالمؤسسة وتبعا لذلك تدفع المصحة ورئيسها المدير العام ثمن هذه التعددية من خلال تنفيذ تحركات واحتجاجات واعتصامات تعتبرها تعسفية وغير شرعية وان قرار اي اضراب اصبح غاية في حد ذاته وليس وسيلة لتحقيق مطالب نقابية . اتهامات ونفي منذ مساء السبت عادت الاجواء لتتكهرب بشدة داخل مصحة مينياي حيث اعتبرت الادارة ان هناك حركة احتجاجية غير مفهومة وغير قانونية وغير مبررة حصلت بتجمع عدد قليل من الاعوان امام قاعة العمليات الجراحية مع احداث الهرج والمرج ورفض اطباء التبنيج ومساعديهم القيام بتخدير احد المرضى الليبيين الذي بقي ينتظر ساعتين لإجراء عملية جراحية وتصرف المبنجين قالت الادارة انه كان في اطار مساندتهم للمحتجين من الاعوان واعتبرت الادارة ان الوضع اصبح خطيرا بالمؤسسة الصحية الخاصة وان الرئيس المدير العام الدكتور عبد الرؤوف العذار قام بالاتفاق مع عائلات المرضى الليبيين بنقلهم الى مصحات اخرى بالعاصمة حيث يجدون العناية الطبية اللازمة والراحة والهدوء ولذلك تم توفير عديد سيارات الاسعاف لنقل المرضى الليبيين الى العاصمة لكن احد اطباء التخدير والانعاش نفى ان يكون هو او زملاؤه رفضوا العمل او تبنيج مريض في حالة استعجالية وقالوا ان الحالة التي تحدثت عنها الادارة انما هي تتعلق بتغيير ضمادات احد المرضى وانه لا صحة لكون اطباء التخدير رفضوا القيام بواجباتهم تجاه المرضى . الادارة ترفض حضور اجتماع لجنة التصالح في خضم هذه المشاكل الحادة التي وترت المناخ الاجتماعي داخل هذه المؤسسة الصحية العريقة انعقد اليوم 6 فيفري اجتماع للجنة الجهوية للتصالح بمقر ولاية صفاقس وما كان لافتا غياب اي ممثل عن الادارة اذ حضر 3 اشخاص يمثلون تفقدية الشغل الى جانب ممثل عن الاتحاد الجهوي للشغل والكاتب العام للفرع الجامعي للصحة واعضاء من نقابة المؤسسة . وجاء في محضر الجلسة موقف الطرف النقابي الذي اشار الى ان صاحب المؤسسة واصل اتباع سياسة التهرب من التفاوض والمماطلة ومعاداة العمل النقابي والاتحاد العام التونسي للشغل مع اختلاق اسباب واهية الهدف منها التهرب من ارجاع حقوق الاعوان واتهم الطرف النقابي صاحب المؤسسة بالغطرسة وممارسة السمسرة في الطب واتباع سياسة الطرد التعسفي لكل من ينخرط في الاتحاد العام التونسي للشغل حيث وصل عدد الموقوفين والمطرودين الى 25 . واعتبر الطرف النقابي ان صاحب المؤسسة اتبع سياسة غلق عدة مصالح وقاعة المنظار المعدي ومنع مختلف الاطباء من ايواء المرضى بالمصحة ونقلة المرضى المقيمين بها الى مصحة التوفيق بتونس العاصمة وقال الطرف النقابي ان صاحب المؤسسة ادعى ان العمل النقابي جاء خدمة لاغراض شخصية لبعض الاطباء او لمصلحة مصحات منافسة التمسك باضراب لمدة 4 ايام امام ما اعتبره الطرف النقابي تصعيدا من جانب صاحب المؤسسة فانه قام بتحميله مسؤولية ما سينجر عن سياسته من انخرام الوضع الاجتماعي للمؤسسة وللقطاع وتمسك الطرف النقابي بتنفيذ الاضراب المقرر لايام 8 و9 و10 و11 فيفري الجاري كما تمسك بكافة مطالب الاعوان المرفوعة وبالدفاع عن الاتحاد العام التونسي للشغل وعن العمل النقابي . وهذا الاضراب متى تم شنه فانه بحسب الاضرابات السابقة لا يعني مجرد التوقف عن العمل وانما سيتم ايضا حرمان الاعوان الراغبين في العمل من الالتحاق بمراكز عملهم ونعني بالاساس الاعوان المنخرطين في اتحاد عمال تونس وسبق لهؤلاء ان توجهوا نحو مقر ولاية صفاقس في وقفة احتجاجية مطالبين فيها بممارسة حقهم في العمل والامر ذاته من المنتظر ان يتكرر ... موقف المؤسسة من رفض حضور اجتماع لجنة التصالح باستفسارنا عن سبب عدم حضور اي ممثل عن الادارة في اجتماع اللجنة الجهوية للتصالح قال جوهر العذار وهو محامي المصحة والذي كان يحضر جلسات لجنة التصالح انه اتضح جليا للادارة ان الهدف الاساسي والوحيد للحركة النقابية داخل مصحة مينياي هو الاضراب لا غير رغم ما ينجر عن ذلك من اضرار بسمعة الشركة وتعطيل سير نشاطها الطبيعي. وتهديد لما يفوق 170 موطن شغل واعتبر ان ممثل الاتحاد العام التونسي للشغل والذي تلقت الادارة وعودا صريحة بتعويضه اثناء الجلسات يعمد دائما الى الاساءة والتعدي على شخص الرئيس المدير العام للمصحة لخدمة اغراض شخصية لبعض الاطباء وعدة مؤسسات منافسة للمصحة وقال ان العمل النقابي بهذا الشكل لا خير يرجى منه وانه تبعا لذلك اعتبرت ادارة المؤسسة انه لا جدوى من مواصلة الحوار مع الاتحاد العام التونسي للشغل .