تزخر ربوع الجريد بثروات باطنية يمكن استغلالها في عديد المجالات لا سيما المجال الصناعي. فشط الجريد كان يمثل ملاّحة طبيعية للأهالي الذين كانوا يقبلون على استهلاك الملح وبالإمكان تركيز وحدة صناعية لاستخراجه وتحويله وتعليبه على عين المكان كما أن الجهة تزخر بمادة «البوطاس» ويمكن الاستثمار في هذا المجال ببعث مصنع من شأنه أن يعزز القطاع الصناعي بالجهة ويحدث مواطن شغل قارة ويدعم الحركة الاقتصادية وينهض بالمسيرة التنموية. وحتى شجرة «الجوجوبا» بإمكانها التأقلم مع مناخ ربوع الجريد إذ يذكر في هذا الإطار أن شركة سويسرية تحمل اسم «سرفيفا 2000» أعدت دراسة فنية لتركيز مشروع فلاحي جديد يختص في زراعة «الجوجوبا». وراجت أخبار مفادها أن الشركة كانت تنوي إعداد حوالي 30 هك لشجرة «الجوجوبا» فيما قدرت تكاليف المشروع آنذاك بحوالي 200 مليار وقد كان من المفروض أن تخصص اعتمادات قدرها 130 مليون دينار في مرحلة أولى. زيوت محركات الطائرات وشجرة «الجوجوبا» هي نبتة تنتج حبوبا يقع عصرها لاستخراج مواد الزينة والتجميل وزيوت محركات الطائرات وقد تم الاتفاق على بعث هذا المشروع بولاية توزر لعدة أسباب منها الاتفاقية الدولية التي تمنع صيد الحوت «البالان» الذي كانت تستخرج منه هذه المواد ثم مناخ الجهة الذي يتلاءم مع نمو هذه النبتة التي توجد بالمناطق الجافة كأستراليا وناميبيا والسودان وجنوب إفريقيا وولاية أريزونا بالولايات المتحدةالأمريكية وقد بينت الدراسات آنذاك أن المناخ والتربة عاملان يتوفران بأرض الجريد وساهما في اختيار الجهة لتركيز هذا «المشروع» الذي حسب البحوث والدراسات التي أجريت للغرض لا يتطلب كميات كبيرة من مياه الري. وقد تقرر وقتها استغلال مياه الخنادق بالواحات إذ كان من المقرر أن يتم تركيز هذا المشروع بين توزر ونفطة وتم سنة 1996 الانتهاء كليا من جميع المراحل الفنية وتقرر الانطلاق في تنفيذ المشروع على مساحة 6 هك في البداية قابلة للزيادة في فترة لاحقة. كما كان مقررا في مرحلة ثانية بعد دخول المشروع طور الانتاج تركيز مصنع بتوزر لاستخراج زيوت محركات الطائرات ومستحضرات التجميل من ثمار هذا النوع من الشجر ولكن كل هذه الدراسات والبحوث بقيت حبرا على ورق وظل مشروع «الجوجوبا» سرابا. كحول وغاز فحمي وأرض الجريد ليست ملحا و«بوطاسا» و«جوجوبا» وفسفاطا فقط بل إنها عاصمة الواحات والنخيل ولئن يخصص قسط لا بأس به من الإنتاج للتصدير وقسط آخر للسوق الداخلية فإن كميات لا تصلح لا لهذا ولا لذاك يمكن استغلالها في عديد الميادين. المؤسسة التونسية للأنشطة البترولية أعدت دراسة تهدف إلى تركيز مصنع لاستغلال كميات التمور غير الصالحة للاستهلاك لإنتاج مادة الكحول والغاز الفحمي والمواد العلفية المركزة ذات النوعية الممتازة ويحتاج المشروع إلى استثمارات تناهز 20 مليون دينار وقد يوفر ما لا يقل عن 500 موطن شغل وهذا المشروع ينتظر كغيره المستثمرين لتجسيده على أرض الواقع.