سيدى بوزيد 20 فيفرى 2010 /وات/ تعد تونس البلد الوحيد في منطقة شمال افريقيا الذى بادر بزراعة نبتة الجوجوبا او ما يصطلح على تسميتها بالذهب الاخضر باعتبارها من اهم النباتات الصناعية الجديدة التي تستقطب الاهتمام. وتتميز نبتة الجوجوبا بفوائدها الصحية المتنوعة وبما تطرحه من افاق واعدة فى عديد المجالات على غرار استخراج مشتقات المحروقات والانشطة الصناعية النظيفة. وقد انطلقت التجربة الاولى لزراعة الجوجوبا بتونس سنة 1990 بمنطقة الغريس من معتمدية المكناسي ولاية سيدى بوزيد في اطار شراكة تونسية سويسرية مكنت من استغلال 500 هكتار من شجيرات الجوجوبا بمعدل 625 شجيرة في الهكتار الواحد. كما تشهد قرية الاعتزاز من معتمدية منزل بوزيان حاليا انجاز تجربة جديدة لزراعة الجوجوبا حيث تم تخصيص اكثر من 500 هكتار لما يتوفر بهذه المنطقة من ظروف طبيعية ملائمة. ووفر المشروع 12 موطن شغل. وتصدر الجهة كميات الجوجوبا الخام الى عديد الدول على غرار فرنسا والمانيا في انتظار الشروع في الفترة المقبلة في تحويل المنتوج بالضيعة بمنزل بوزيان. وتتمثل نبتة الجوجوبا في شجرة دائرية الشكل مستديمة الخضرة وكثيرة التفريع يتراوح ارتفاعها بين 60 صم و4 فاصل 5 متر وتنتج بذورا يغطيها غلاف بني بمعدل انتاج سنوى يبلغ 800 كغ في الهكتار الواحد. ومن اهم مميزات هذه النبتة البرية المعمرة قدرتها على تحمل الظروف المناخية الباردة والحارة وملوحة التربة العالية ونقص المياه ومقاومة الافات والامراض التي تصيب الاشجار. وهي شجرة زيتية تحتوى بذورها على اكثر من نصف وزنها زيوتا عطرية ذات جودة عالية تشبه في مواصفاتها زيت كبد الحوت حيث يمكن ان تحل محله في كثير من الصناعات الى جانب استخدامها في عديد الصناعات خاصة في مجال انتاج المحروقات المستعملة فى تشغيل المحركات الالية. وتعد هذه الزيوت ايضا من بدائل المشتقات البترولية نظرا لخلوها من المواد الكبريتية ولما لها من قدرة ونجاعة في صيانة المحركات وضمان ديمومتها.ولا ينتج عن احتراقها اية غازات ضارة بالبيئة. كما تستخدم نبتة الجوجوبا في صناعة مواد التجميل والادوية والمبيدات الطبيعية المختلفة وتشميع الفاكهة للتصدير اضافة الى الصناعات البلاستيكية. وتبقى زراعة الجوجوبا في تونس من بين التجارب التي تقيم الدليل على نجاح السياسة الوطنية فى مجال دعم الزراعات البيولوجية وتعميمها حرصا على استغلال الخصوصيات الطبيعية لمختلف المناطق ولاسيما الصحراوية منها بهدف مزيد احياء الاراضى وتحسين استغلالها وتوفير فرص شغل جديدة.