احتجاجا منهم على ما اعتبروه تهميشا لمطالبهم المشروعة و مواصلة العمل وفق سياسة الأبواب المغلقة و المماطلة في معالجة قضية التشغيل بما يعكس أهميّة هذا الملف على ارض الواقع ، دخل منذ صباح امس الاثنين عدد كبير من حاملي الشهائد العليا المعطلين عن العمل في اعتصام مفتوح بمقر المكتب الجهوي للتشغيل بولاية سيدي بوزيد. و أكد رئيس الجمعية التونسية للمعطلين عن العمل السيد "مراد الصّالحي" أن عدد المعتصمين أمام مقر المكتب الجهوي يقدر ب457 عاطلا عن العمل من حاملي الشهائد الجامعية العليا ، مضيفا "أدرك جيدا انه سيتواصل اعتصام هؤلاء إلى أن تشيّد السلطات المعنية جسر الحوار الحقيقي الفعال مما يعطي عناية واهتماما حقيقيين في ما يخص أوضاعهم الصعبة التي طال بها الوقت من دون أي حلّ يذكر حد اللّحظة". كما أشار السيد "مراد الصّالحي" إلى إمكانية تصاعد الأمور حتى تبلغ درجة من الخطورة "لا تحمد عقباها" إن لم يتم النظر في مطالبهم على وجه السرعة ، مؤكدا أن "من تضيق به السبل السلمية لا يرى مانعا حتى في أن يبذل الجهد و يتحمل عناء السفر بغية الاعتصام أمام مقر الوزارة مطالبا بحقه و هو ما لاحظناه خلال الأيام القليلة الأخيرة أمام مقر وزارة التشغيل و التكوين المهني ". ووصف السيد "مراد الصّالحي" طريقة تعامل الحكومة مع مطالب المعتصمين ب"اللاّمبالية بحساسية الوضع الخانق الذي يعيشه معظم هؤلاء" ، مضيفا "ليس لنا أي نية في الضغط على الدولة أو إثقال كاهل البلاد و أن نحملها ما لا طاقة لها به ، و إنما نطالب بحقوق مشروعة لا يستوي بدونها الإنسان إنسانا و لكن ما قد يثير حفيظة هؤلاء هو كما قلت طريقة المماطلة التي تتخذها سلطات الإشراف حيث لا يدرك قيمة الشيء إلا فاقده". و عن تردي الأوضاع الاقتصادية التي قد تكون عائقا أمام تلبية مطالب المعطلين عن العمل من حاملي الشهائد العليا ، أكد السيد "مراد" أن "ما يقف عائقا أمام الاستثمار في تونس لا علاقة له بالملف الأمني كما تدعي الحكومة و إنما يتمثل في عدم تمكين الدولة للمستثمرين من تسهيلات تجعلهم يسارعون إلى الاستثمار في تونس ، حيث لاحظنا ذلك بعد أن قمنا بمجهوداتنا الفرديّة كجمعية بجلب المستثمرين الذين فروا هاربين عائدين إلى ديارهم بعد أن صرحوا لنا بهذه المعضلة التي واجهتهم". و تطرق رئيس الجمعية التونسية للمعطلين عن العمل إلى سعي الجمعية لإحداث لجنة تعنى بالاستثمار الداخلي و الخارجي تعمل في إطار من الشراكة و التوافق مع عدد من الوزارات و جمعيات المجتمع المدني "و هو ما يفند كل الأقاويل التي تخرجنا في صورة حجر العثرة الذي يعترض سبيل النهوض باقتصادنا الوطني".