انطلقت منظمة الكشافة التونسية في تنفيذ برنامج ضخم يمتد على سنتين و نصف أطلق عليه اسم "قادة المستقبل" لبعث و إدارة المشاريع حتى تساهم مع بقية مكونات المجتمع المدني في التخفيض من نسبة البطالة في بلادنا. كما ستقوم بدعم و تطوير العمل الكشفي بما يتلاءم مع واقع المجتمع ما بعد الثورة و العمل على تحسين صورة الحركة الكشفية كمنظمة ريادية في العمل الاجتماعي و التنموي .و ياتي هذا البرنامج في نطاق تجديد اتفاقية الشراكة بين الكشافة التونسية و الكشافة الدنماركية التي تم التوقيع عليها سنة 2008 و التي ارتكزت في المرحلة الأولى على التبادل الشبابي بين المنظمتين . و يهدف البرنامج بالخصوص إلى تشجيع الشباب الكشفي على بعث مشاريع منتجة تحقق لهم الدخل المادي و تساهم في خلق مواطن شغل جديدة و تعويدهم على اتخاذ القرار و ممارسة الديمقراطية داخل الهياكل الكشفية و ذلك بالتنسيق مع السلطات و المنظمات و الجمعيات قصد تفعيل دور الحركة في العمل التنموي للبلاد. ويدخل في سياق هذا البرنامج تنظيم دورات تدريبية في مجال "إدارة و بعث المشاريع" للكشافين و القادة بين 15 و 35 سنة و تطوير إستراتيجية الكشافة التونسية على المدى القريب و البعيد و المساهمة في مراجعة و تحسين طريقة عمل الهياكل الكشفية و تطوير العمل الاجتماعي للمنظمة (الخدمة العامة، الواجب نحو الآخرين). و ستقوم الكشافة التونسية في مرحلة أولى بإعداد محتوى التدريب و تكوين 30 مدربا للسهر على حسن تسيير الدورات التدريبية التي سيشارك فيها 600 قائد و كشاف على الأقل تتراوح أعمارهم بين 15 و 35 سنة في مجال بعث و إدارة المشاريع، ثم سيتم الإعداد لتنظيم لقاء وطني مع رؤوس الأموال لدراسة كيفية تمويل مجموعة من المشاريع المقدمة و السعي إلى الحصول على موافقة سلطات الإشراف كوزارة التربية و وزارة التشغيل لاعتماد هذه الدورات و الحصول على شهادة معترف بها من قبل الدولة. كما ستتولى الكشافة التونسية تنظيم ورشة عمل حول إستراتيجية الكشافة التونسية و إعداد تقرير حول واقع المنظمة و مقترحات عملية للتحسين و التطوير من خلال الاستعانة بخبير مستشار في مجال التخطيط الاستراتيجي لتحديد الاحتياجات و خطوات العمل بطريقة علمية و تطوير و تحسين المنظومة التدريبية للجمعية و خاصة التأهيل القيادي و تكوين 24 قائدا في مجال الإعلام الكشفي . أما الجزء الأخير من البرنامج فيتمحور حول ترسيخ قيم المواطنة و الديمقراطية و تفعيل دور الشباب الكشفي من خلال تنظيم ورشات تدريبية حول المواطنة في الدورات التدريبية و تنظيم لقاء وطني يضمّ 100 مشارك و 4 مبادرات لتشجيع الشباب على تحمل المسؤولية و اتخاذ القرار. و سعت الكشافة التونسية و الكشافة الدنماركية لضمان نجاح المشروع الى توفير الامكانيات المادية و البشرية و وضع طريقة عمل واضحة إلى جانب انتداب 3 شبان للإشراف على إدارة و تنفيذ المشروع. و تسعى الكشافة التونسية في نهاية المشروع إلى الوصول الى أن يتمكن 60 من المشاركين على الأقل من تقديم برنامج مشروع متكامل و قابل للتطبيق اثر نهاية الدورات التدريبية. و هذه المشاريع تكون إما لتنمية المجتمع المدني أو لبعث مشروع اقتصادي لخلق مواطن شغل و موارد مالية. كما ستسعى الكشافة التونسية إلى تقديم مقترحات حول مشاكل و واقع الشباب و المنظمات ليتم إعتمادها من طرف الحكومة الجديدة و تغطية المشروع من قبل 5 أجهزة إعلام وطنية سواء في تونس أو في الدنمارك . و قد عقدت الكشافة التونسية منذ الانطلاق الرسمي في تنفيذ المشروع عدة اجتماعات قطاعية جمعت قيادات من الكشافة التونسية و مختصين قصد إعداد المحتوى التدريبي، و اختتم هذا العمل خلال الاجتماع الثنائي بين المنظمتين الكشفيتين ايام 17 و 18 و 19 فيفري الجاري بتونس بمشاركة 20 قائدا من تونس و 10 قادة من الدنمارك، حيث تم النظر في مختلف المقترحات من الجانبين و تم الاتفاق على المحتوى النهائي. و ستدخل اللجنة خلال الشهر القادم في تكوين المدربين الذين سيشرفون على الدورات التدريبية من ناحية و اختيار القيادات التي ستشارك في مختلف الدورات.