من المنتظر أن تنعقد غدا بالمجلس الوطني التأسيسي جلسة ممتازة يحضرها الرئيس التركي عبد الله غول. هذا الحدث حمل العديد من التأويلات باعتبار أن حضور الرئيس التركي يعدّ أول حضور رسمي لشخصية أجنبية في جلسة عامة بالمجلس الوطني التأسيسي منذ انطلاق نشاطه و باعتبار انّه وقع في السابق التخلّي عن حضور عدد من رؤساء الدول الأجنبية التي كانت مبرمجة على غرار أمير قطر بعد الضجّة التي حملتها عقبات زيارته لدى الرأي العام و لدى الأطراف المعارضة التي اعتبروها تدخّلا في الشأن الداخلي. و في ظلّ الخلافات الداخلية التي يشهدها المجلس بين الترويكا و المعارضة خاصّة أنها أول جلسة تلي جلسة التوتر السابقة التي وقعت مقاطعتها بعد طلبتها المعارضة من الحكومة للحوار أثيرت عدّة تساؤلات حول كيفية استقبال عبد الله غول بالتأسيسي فقد اعتبر البعض أن هذا الحضور سيكون بروتوكوليا و لن يحمل في طياته أيّ جديد فيما أشار البعض الآخر إلى أنه يمكن أن يكون مرفوقا ببعض التصرّفات من قبل المعارضة كالدعوة إلى المقاطعة و رفضهم للدور التركي في السياسة التونسية باعتبار أنّ علاقة تركيا بحركة النهضة تعتبر وطيدة . و في اتصال ببعض نواب التأسيسي أفادت نادية شعبان الممثّلة عن القطب الديمقراطي الحداثي أنّه عمليا لم تتضح تفاصيل هذه الجلسة و أنهم في انتظار حصولهم على جدول اعمال الجلسة و أضافت انّ اجتماعات ستجمع رؤساء الكتل بالمكتب السياسي للنظر في خصوصيات هذه الجلسة. أمّا أيمن الزواغي ممثّلا عن العريضة الشعبيّة بالتأسيسي فقد عبّرعن ترحيبه بحضور الرئيس التركي في جلسة الخميس مشيرا إلى أن في ذلك تشريكا للمعارضة في الخصوصيات الخارجية قائلا إن استدعاءه و استضافته في جلسة عامّة أمام المجلس التأسيسي بحضور المعارضة يجنّب كثيرا من التظلّم و العودة إلى دكتاتورية التفرّد بالآراء و أفاد أن ذلك يجعل المسؤولية مشتركة بين الجميع حتى في حال فشل السياسة الخارجية. و أضاف أنّه يتقبل حضور أي رئيس بالتأسيسي سواء القطري أو الإيراني أو السعودي مادام الأمر يتعلّق بمصلحة البلاد و مادام سيتمّ فيه تشريك المعارضة و أكد أنّ التناقض الذي تشهده أقوال الحكومة و تصرّفاتها تجاه الأمور الخارجية على غرار موقفها من القضية السورية و طردها في مرّة أولى لسفيرها ثمّ تعرب في ما بعد عن استعدادها لفكرة لجوء رئيسها و عائلته في تونس يعود أساسا إلى عدم رجوعها للمجلس التأسيسي. من جهتها أشارت سعاد عبد الرحيم النائبة بالتأسيسي عن حركة النهضة إلى أن الرئيس التركي عبد الله غول هو ضيف رئيس المجلس و انّ الجلسة مخصّصة له صحبة الوفد البرلماني المصاحب له و بالتالي لن تشهد أي تدارس لأي ملف وطني أو دولي بل سيقع فيها إلقاء كلمة من قبله إضافة إلى كلمة كل من رئيس المجلس الوطني التأسيسي مصطفى بن جعفر ورئيس الجمهورية المنصف المرزوقي ورئيس الحكومة حمادي الجبالي. و عن ردة فعل المعارضة أثناء الجلسة المرتقبة أكّدت أنها تتوقّع كلّ السيناريوهات من قبلهم لتضيف أنّ حضوره لا يتطلّب ردّة فعل لا إيجابيا و لا سلبيا باعتباره ضيف رئيس المجلس بصفة رسميّة و ليس ضيف حزب من الأحزاب.