هل هناك ربيع عربي بلا فلسطين... ها هي الثورة المعطّلة تفاقم مآسي الشعوب العربية... من ليبيا المدمّرة إلى سوريا المعمرة... هل هناك ربيع عربي بلا فلسطين مظلمة القرنين.. ومن سمّاها كذلك سمّمها لأن الخراب لا يسمّى ربيعا.. أين تجار الحرب أين السماسرة.. أين المشائخ.. أين حمد آل ثاني أوكسيد الكربون.. أين جاسم عراب الحروب الأخوية.. أين الجامعة العربية.. ألم يبلغهم ما يجري في غزّة... حتى بيانات التنديد استقالت.. سكوت.. نحن نصوّر سكوت نحن نتفرج في الصور ولا نبالي... أشلاء الأطفال المتفحّمة على مائدة الطعام ولا نشعر بالحزن وحتى بالغثيان.. غزّة تنزف.. غزة تحترق.. غزّة... حوصرت بالصمت العربي.. أغلق الشيوخ هواتفهم.. الرقم الذي تطلبونه ليس في وضع استخدام.. والعرابون ليسوا في وضع استخدام.. تأديب غزّة ضروري لينبطح الممانعون.. العربي أمين عام جامعة العرب في عطلة ربيعية كما الثورات.. لا يردّ.. لا يرى... لا يسمع.. لا يتكلم.. وهناك الجزيرة نشرة الأخبار.. عفوا نشرة الأحبار تبدو «لايت» جدّا وكأن الذي يجري هو فرقعات شماريخ احتفالية وليست صواريخ وحمما تنصبّ على رؤوس الهاربين من الموت إلى القبر.. سماء غزّة رصاصيّة اللون والمعتصم لا يهرع للمستغيث... ويل لحمّالة الخطب.. ويل لأقزام يرتفعون على جثث إخوتهم.. ويل لمن دلّ الأعداء على مقتلنا... ويل لمن علّم إبليس كيف يهزمنا.. لا حياة لمن تنادي ولا قلب لمن تعادي.. وها هو ربيع العرب يباع في سوق النخّاسين بالمزاد..