هو مؤلف وملحن ومغن باللغتين العربية والفرنسية، قدم انتاجات غنائية حملت أغلبها مضامين سياسية، امتزج فيها النقد بالسخرية حيث لخّص فيها حقيقة الأنظمة العربية وتعاملها مع شعوبها باسم «الديمقراطية» أنتج العديد من الأغاني على غرار «احذر من ليل يا سوزان» و«99 في المية» و«البطل المنافق» و«كل زعيم بطل».. إنه الفنان الصاعد بيرم الكيلاني أو "بنديرمان". للوقوف على جديده الفني وموقفه من بعض القضايا السياسية في البلاد كان ل«التونسية» معه هذا الحديث. ما جديدك على الساحة الفنية؟ أنكب حاليا على تسجيل ألبومي الثاني الذي يضمّ 10 أغان وسيكون حاضرا خلال شهر أفريل القادم ثم سأقوم بتسويقه في فرنسا في انتظار أن يتم الاتفاق بيني وبين بعض الفضاءات التجارية الكبرى بتونس لأتمكن من توزيعه محليا. في ظل غياب شركات الإنتاج ستعوّل كالعادة إذا على امكانياتك المادية لتسويق ألبومك محليا؟ هناك شركة انتاج فرنسية تدعم انتاجي الفني في الخارج، أما محليا فسأعول على المواقع الاجتماعية وعلى الاذاعات الخاصة والحكومية لتسويق الألبوم وكما ذكرت سأحاول الاتفاق مع فضاءات تجارية لاتمام هذه العملية. ألم تطلب دعما من وزارة الثقافة؟ منذ أشهر عديدة قدمت مطلبا للوزارة للحصول على الدعم لكني لم أتلق أية إجابة وفي اعتقادي أن الدعم حكر على الفنانين «الكبار» فقط قبل وبعد الثورة. وقد يكون تعاقب الوزراء على هذه الوزارة أحد أسباب هذه العراقيل، لكنه عذر غير كاف لتبرير هذا التأخير. الوزارة مطالبة بالارتجال في العمل وهذا لن يحدث الا بتغيير المنظومة الثقافية ككل. انظروا الى المغرب كيف استطاعت بثقافتها جلب اسماء فنية عالمية وأصبحت الثقافة في هذا البلد الداعم الأساسي للسياحة. لماذا يجب علينا اعتبار الثقافة قطاعا حياتيا يساهم في التنمية الاقتصادية وليس قطاعا لشحذ الدعم فقط، ثم الذهاب الى «الأعراس لأخذ العرابن". ألم تفكر في تقديم اقتراحاتك للجان الفنية المختصة صلب الوزارة؟ عن أي لجان تتحدثين ؟!! لم أسمع عنها سابقا. أنا مستعد للتعاون والتشاور مع أي طرف لكني أرفض التحدث مع أشخاص في الوزارة لا يفرقون بين الفن الذي أقدمه وبين فن "الراب"!! حسب رأيك هل تمكنت الأغنية الملتزمة من افتكاك مكانتها في الساحة الفنية؟ هناك نقاط استفهام عديدة حول مكانة الأغنية بجميع تصنيفاتها، فالأغنية الملتزمة اصبحت تمرر في وسائل الاعلام المرئية والمسموعة لكن اشكالية الانتاجات الغنائية تتلخص في حقوق التأليف وخاصة القرصنة. فالإذاعات تمرر الأغاني دون دفع أية معاليم وهذا يضر بالقطاع الفني ويجعل شركات الإنتاج تعزف عن الاستثمار في هذا المجال. أقولها وبكل صراحة، وزارة الثقافة لا تملك الامكانيات المادية اللازمة لدعم كل الفنانين واقناع المستثمرين باقتحام القطاع الفني مما يحتم رسم استراتيجية جديدة لتوفير الامكانيات المادية وهذا لن يحدث الا بخروج الثقافة من منطق الجمعية الذي تقتات منه بعض الأسماء. أغلب الأغاني التي تقدمها تحمل مضامين سياسية ألا تعتقد أنك بهذا الاختيار تختزل جمهورك في فئة معينة؟ أغلب الأغاني وليس كلها لكن حتى في السياسية منها يوجد الكثير من الضحك و«التفرهيد» وما أقدمه يمس جميع الفئات فهو نقل لوضعيات سياسية واجتماعية تصادفنا يوميا. تؤلف وتلحن وتغني وتعزف على القيتار ..هل تنتهج سياسة فنية تقشفيّة؟ لا، ليس تقشفا لكن النقد الذي أقدمه نابع من نظرتي الشخصية لقضية ما وأنا مستعد للتعامل مع بقية زملائي في الميدان الفني. هل الخلفية السياسية لوالدك محمد الكيلاني أمين عام "الحزب الاشتراكي اليساري" حاليا وراء اختيارك «للنضال» السياسي الفني؟ طبيعي.. فقد تأثرت كثيرا بانتماء والدي وبكفاحه عبر العديد من المحطات السياسية واكتسبت منذ الصغر «تكوينا» في الثقافة السياسية. ما تقييمك لأداء اليساريين على الساحة السياسية بعد الثورة؟ «كلهم مطفّين الضوء» لا أجد فرقا بين احمد ابراهيم وبين نجيب الشابي أو حمة الهمامي. اليساريون واليمينيون وجهان لعملة واحدة في كثير من المرات وعند مشاهدتي أداء بعض السياسيين أخال نفسي في برنامج "ستار أكاديمي". ما تقييمك لأداء رئيس الدولة السيد المنصف المرزوقي؟ أنا لا أوافقك الرأي حول من يرأس بلادنا ففي اعتقادي الشخصي أن الشيخ راشد الغنوشي هو الرئيس الحقيقي والفعلي للبلاد. إذا فهناك حكومة ظلّ؟ بل هي حكومة «شمس»، فالشيخ راشد الغنوشي يستقبل الشخصيات السياسية الأجنبية ويمثل بلادنا في التظاهرات الاقتصادية العالمية. كان لك موقف معاد من زيارة الداعية وجدي غنيم، ألا ترى أن الديمقراطية التي اكتسبناها تحتم علينا تقبل الآخر مهما كان انتماؤه وأفكاره؟ لنتفق منذ البداية على تقبل أفكار الآخر والحال ان وجدي غنيم لا يحمل أفكارا بل يزرع الفتن بين مكونات المجتمع التونسي، أنا ضد كل تدخل في حرية الأشخاص وضد كل من يتدخل في الحريات الشخصية لغيره. أؤمن بالمثل القائل: «تقف حريتي عندما تبدأ حرية غيري» وهذا ما أطبقه في تعاملي مع السلفيين، أرفض كل الذين يطالبون بالقصاص منهم على خلفية لباسهم أو شكلهم الخارجي وشخصيا لي أصدقاء ينتمون الى التيار السلفي ونتحدث في أحيان كثيرة عن انتاجاتي الفنية.