تونس تحتفل بعيد الشغل العالمي وسط آمال عمالية بإصلاحات تشريعية جذرية    دوري ابطال اوروبا.. التعادل يحسم مباراة مجنونة بين البرسا وانتر    شهر مارس 2025 يُصنف ثاني الأشد حرارة منذ سنة 1950    يظلُّ «عليًّا» وإن لم ينجُ، فقد كان «حنظلة»...    الاتحاد يتلقى دعوة للمفاوضات    تُوّج بالبطولة عدد 37 في تاريخه: الترجي بطل تونس في كرة اليد    زراعة الحبوب صابة قياسية منتظرة والفلاحون ينتظرون مزيدا من التشجيعات    قضية مقتل منجية المناعي: إيداع ابن المحامية وطليقها والطرف الثالث السجن    رحل رائد المسرح التجريبي: وداعا أنور الشعافي    القيروان: مهرجان ربيع الفنون الدولي.. ندوة صحفية لتسليط الضوء على برنامج الدورة 27    الحرائق تزحف بسرعة على الكيان المحتل و تقترب من تل أبيب    منير بن صالحة حول جريمة قتل المحامية بمنوبة: الملف كبير ومعقد والمطلوب من عائلة الضحية يرزنو ويتجنبو التصريحات الجزافية    الليلة: سحب مع أمطار متفرقة والحرارة تتراوح بين 15 و28 درجة    عاجل/ الإفراج عن 714 سجينا    عاجل/ جريمة قتل المحامية منجية المناعي: تفاصيل جديدة وصادمة تُكشف لأول مرة    ترامب: نأمل أن نتوصل إلى اتفاق مع الصين    عاجل/ حرائق القدس: الاحتلال يعلن حالة الطوارئ    الدورة 39 من معرض الكتاب: تدعيم النقل في اتجاه قصر المعارض بالكرم    قريبا.. إطلاق البوابة الموحدة للخدمات الإدارية    وزير الإقتصاد يكشف عن عراقيل تُعيق الإستثمار في تونس.. #خبر_عاجل    المنستير: إجماع خلال ورشة تكوينية على أهمية دور الذكاء الاصطناعي في تطوير قطاع الصناعات التقليدية وديمومته    عاجل-الهند : حريق هائل في فندق يودي بحياة 14 شخصا    الكاف... اليوم افتتاح فعاليات الدورة العاشرة لمهرجان سيكا جاز    السبت القادم بقصر المعارض بالكرم: ندوة حوارية حول دور وكالة تونس إفريقيا للأنباء في نشر ثقافة الكتاب    عاجل/ سوريا: اشتباكات داخلية وغارات اسرائيلية وموجة نزوح..    وفاة فنانة سورية رغم انتصارها على مرض السرطان    بمناسبة عيد الإضحى: وصول شحنة أغنام من رومانيا إلى الجزائر    أبرز مباريات اليوم الإربعاء.    عملية تحيّل كبيرة في منوبة: سلب 500 ألف دينار عبر السحر والشعوذة    تفاديا لتسجيل حالات ضياع: وزير الشؤون الدينية يُطمئن الحجيج.. #خبر_عاجل    الجلسة العامة للشركة التونسية للبنك: المسيّرون يقترحون عدم توزيع حقوق المساهمين    قابس: انتعاشة ملحوظة للقطاع السياحي واستثمارات جديدة في القطاع    نقابة الفنانين تكرّم لطيفة العرفاوي تقديرًا لمسيرتها الفنية    زيارات وهمية وتعليمات زائفة: إيقاف شخص انتحل صفة مدير ديوان رئاسة الحكومة    إيكونوميست": زيلينسكي توسل إلى ترامب أن لا ينسحب من عملية التسوية الأوكرانية    رئيس الوزراء الباكستاني يحذر الهند ويحث الأمم المتحدة على التدخل    في تونس: بلاطو العظم ب 4 دينارات...شنوّا الحكاية؟    ابراهيم النّفزاوي: 'الإستقرار الحالي في قطاع الدواجن تام لكنّه مبطّن'    القيّمون والقيّمون العامّون يحتجون لهذه الأسباب    بطولة إفريقيا للمصارعة – تونس تحصد 9 ميداليات في اليوم الأول منها ذهبيتان    تامر حسني يكشف الوجه الآخر ل ''التيك توك''    معرض تكريمي للرسام والنحات، جابر المحجوب، بدار الفنون بالبلفيدير    أمطار بكميات ضعيفة اليوم بهذه المناطق..    علم النفس: خلال المآزق.. 5 ردود فعل أساسية للسيطرة على زمام الأمور    بشراكة بين تونس و جمهورية كوريا: تدشين وحدة متخصصة للأطفال المصابين بالثلاسيميا في صفاقس    اغتال ضابطا بالحرس الثوري.. إيران تعدم جاسوسا كبيرا للموساد الإسرائيلي    نهائي البطولة الوطنية بين النجم و الترجي : التوقيت    اتحاد الفلاحة: أضاحي العيد متوفرة ولن يتم اللجوء إلى التوريد    في جلسة ماراتونية دامت أكثر من 15 ساعة... هذا ما تقرر في ملف التسفير    ديوكوفيتش ينسحب من بطولة إيطاليا المفتوحة للتنس    رابطة ابطال اوروبا : باريس سان جيرمان يتغلب على أرسنال بهدف دون رد في ذهاب نصف النهائي    سؤال إلى أصدقائي في هذا الفضاء : هل تعتقدون أني أحرث في البحر؟مصطفى عطيّة    أذكار المساء وفضائلها    شحنة الدواء العراقي لعلاج السرطان تواصل إثارة الجدل في ليبيا    الميكروبات في ''ديارنا''... أماكن غير متوقعة وخطر غير مرئي    غرة ذي القعدة تُطلق العد التنازلي لعيد الأضحى: 39 يومًا فقط    تونس والدنمارك تبحثان سبل تعزيز التعاون في الصحة والصناعات الدوائية    اليوم يبدأ: تعرف على فضائل شهر ذي القعدة لعام 1446ه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السيد "سعيد جاسم الحيّاني" (سفير العراق بتونس) ل "التونسية" :هذا عدد سجناء تونس في العراق.. والعفو في قضايا الدم العراقي ليس أمرا هيّنا
نشر في التونسية يوم 16 - 03 - 2012

مرحبا برجال الأعمال التونسيين للمشاركة في إعادة إعمار العراق
نعمل على أن يكون الحلّ في سوريا عربيّا بعيدا عن أي تدخل أجنبيّ
العراق العدائي انتهى
حلّ الأستاذ سعد جاسم الحيّاني ببلادنا يوم 3 جانفي 2011، أياما قليلة قبل الحدث الكبير. التقى بكمال مرجان وزير الخارجية آنذاك في انتظار استقباله وعدد من السفراء من طرف بن علي، ولكن الأحداث أخذت مسارا آخر واستعجل بن علي الهروب ، ولا يخفي «سعادة السفير» في لحظات تحرره من واجب التحفظ أنه تأكد من نهاية بن علي حين شاهد خطابه الأخير يوما قبل الهروب.
درس سعد جاسم الحياني البغدادي المولد بجامعة بغداد ومنها تخرّج سنة 1969، عمل بوزارة الخارجية بين سنتي 1970 و1980 في سفارات بلاده بباريس والسينيغال ولبنان، وحين تولى صدام حسين دفة الأمور استغنى عن خدماته بعد أن كان سجنه قبل عشر سنوات (1969) لأسباب سياسية.
لم يغادر الحياني وطنه قطّ، حتى استعاد مكانه في وزارة الخارجية سنة 2003 وكيلا للوزارة مكلفا بالشؤون الإدارية والفنية ثم عين سفيرا في الأردن(2006-2010) حتى التحاقه بسفارة العراق في تونس .
على امتداد لقائنا طيلة ساعتين لم ينطق الرجل مفردة «طوائف» سوى في سياق قوله " نحن الدبلوماسيون أكبر من الأحزاب والطوائف، وأفضل الحديث عن فئات في بلدي العراق لا عن طوائف"
في ما يلي نص الحوار الذي جمعنا بالأستاذ سعد جاسم الحياني بمناسبة احتضان العراق للقمة العربية...
كيف هي العلاقات التونسية العراقية التي تبلغ من العمر 55 سنة؟
في البدء نرحب بكم وصحيفتكم الفتية التي دخلت الساحة الصحفية في تونس بعد الثورة.
حرص العراق منذ تأسيسه كدولة حديثة في العشرينات من القرن الماضي على العلاقات العربية، فهو من مؤسسي الجامعة العربية، وفي ما يخص تونس كان للعراق دور في مسار استقلالها فالعراق هو الذي قدم الوفد التونسي في الأمم المتحدة وكان وقتها وزير الخارجية الدكتور محمد فاضل الجمالي الذي عاش في تونس منذ بداية الستينات بدعوة من الرئيس بورقيبة وتوفي سنة 1997 وفي هذه الأرض دفن بناء على وصيّته وسمي شارع باسمه.
ويكنّ العراقيون لتونس كل المحبة، كما نشعر نحن بحب التونسيين للعراق وللعراقيين. ويهمني أن أذكّر بأن السفارة التونسية في بغداد لم تغلق يوما أبوابها رغم كل الظروف التي مر بها العراق منذ تسعينات القرن الماضي، فعلاقات العراق وتونس متميزة في مجالات الاقتصاد والسياسة وأذكر أن علاقاتنا التجارية في الفترة السابقة بلغت أكثر من ملياري دولار في إطار برنامج النفط مقابل الغذاء في منتجات السيراميك والأبواب والألبان والمواد الكهربائية والشاحنات... وبعد سقوط النظام في العراق سنة 2003 لم يحاول نظام بن علي أن يفعّل العلاقات مع العراق الجديد وكنا نقدّر أن النظام كان واقعا تحت ضغط القذافي.
نأمل اليوم بعد نجاح الثورة التونسية أن ترتقي العلاقات التونسية العراقية إلى ما هو أحسن، وأن تبادر تونس برفع تمثيلها الدبلوماسي وتعيين سفير في بغداد في أقرب الآجال. كنا نتمنى أن تكون العلاقات بين شعبينا أقوى ولكن إجراءات الأنظمة السابقة كانت تمنع ذلك وكان نظام بن علي لا يرغب في دخول العراقيين لاسياحا ولا رجال أعمال، ولقد تحدثنا إلى المسؤولين التونسيين لرفع هذه القيود لأنه من غير المعقول أن يفد الأجنبي بكل ترحاب وعندما يأتي العراقي تغلق في وجهه الأبواب ، ومن المهم الإشارة إلى أن الإجراءات بدأت تخف عن السابق ونأمل في أن ترفع التأشيرة بين البلدين وقد شرعنا في التنسيق لتسهيل دخول رجال الأعمال. وبالنسبة إلى السياحة على سبيل المثال فاعتقادي أن المراهنة على الشرق أفضل من المراهنة على الغرب فلو أتى عشرة آلاف سائح عراقي في السنة أفضل من مائة ألف سائح أوروبي في معدل الإنفاق. وقد بدأنا في الخطوات الأولى وهناك محاولات لدعوة مدراء وكالات سياحية عراقية ونرجو الأفضل في قادم الأيام.
كان لافتا للانتباه استقبالك من طرف راشد الغنوشي رئيس حركة «النهضة»، ماذا سمعت منه؟
نحن بحكم علاقتنا بتونس اتصلنا بكل الحركات والوجوه السياسية، وأنا زرت الشيخ راشد أكثر من مرة في مقر الحركة للتهنئة والتشاور وحضرنا مؤتمراتهم ونتوسم الخير فيهم ونحن نكن له الاحترام والتقدير. وبالنسبة للشأن الداخلي فيهم التونسيين في ما بينهم. أما نحن فنتباحث مع الأحزاب أو المسؤولين في ما يهمّ العلاقات بين البلدين وليس في موضوع القضايا الداخلية ولكن قد يستفيدون من التجربة العراقية بعد سقوط النظام الدكتاتوري.
الاستفادة من الأخطاء ومن الإيجابيات؟
المهم أن تدرسوا تجربة العراق، أنا شخصيا اعتقد أن تونس هي الأقدر من بين بلدان الربيع العربي على تقديم النموذج الناجح للثورات العربية.
ونحن في العراق نقدم الدعم الكامل لتونس في هذا المجال لأنه يهمنا أن تنجح مرحلة الانتقال الديمقراطي في بلدان الربيع العربي حتى لا تصبح الدكتاتوريات أسرا لا فكاك منه.
هل صحيح أنكم قدمتم دعما ماليا للحكومة التونسية؟
لا، لم يكن دعما للحكومة التونسية ولكنه دعم للهيئة المستقلة للانتخابات، وقد قدمنا مبلغ مليون دولار، كنا نتمنى أن تكون مساهمة العراق أكبر ولكن تعلمون الظروف التي نمر بها. وقد أرسلنا وفدا من المفوضية العراقية المستقلة للانتخابات تابع انتخابات 23 أكتوبر ومن واجبي كسفير أن نعيد العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين إلى أفضل مما كانت عليه في عهد النظامين الدكتاتوريين وهذا جزء من الدعم لتونس وشعبها.
ويهمني أن أقول لإخواني «التوانسة» إن العراق مقبل على ثورة عمرانية واليوم ميزانية العراق هي الأكبر في بلدان المنطقة إذ تبلغ هذا العام 100 مليار دولار منها 45 مليار دولار ميزانية استثمارية لمشاريع الطرقات والجسور والبناء والكهرباء وشبكات الماء... ولتونس إمكانيات كبيرة للمشاركة في إعادة إعمار العراق ونأمل أن يتحرك رجال الأعمال وليعلموا أنه مرحب بهم خاصة وأن الصناعة التونسية لها مستوى عال بحكم تعاملها مع السوق الأوروبية، ونحن نتحدث مع الجميع على صعيد الحكومة التونسية وهناك جهود حثيثة لإحياء اللجنة العليا المشتركة بين البلدين ونأمل أن تنعقد هذه اللجنة خلال الأشهر القليلة القادمة لتفعيل العلاقات ونسعى كذلك إلى عودة الارتباط الجوي بين البلدين كما كان في السنوات السابقة بما يخدم التواصل بين الشعبين.
بعد إعدام يسري الطريقي أثير ملف السجناء التونسيين في العراق، ما هي المعطيات التي يمكن تقديمها عن هؤلاء؟
أولا هذه المسألة تهم البلدين ونحن على تواصل مع الحكومة التونسية في هذا الموضوع، تعلمون أن العراق تعرض بعد سقوط النظام السابق لحملة شرسة من التخريب والإرهاب بحجة قتال الأمريكيين ودخلت عناصر بطرق غير مشروعة إلى العراق واعتقادنا أنه غرّر بعدد من شباب الدول العربية والإسلامية فقاموا بأعمال إرهابية تأذّى منها العراقيون ودمرت البنى التحتية.
الثابت أن كل من يتورط في جريمة يقدم للقضاء ، يحقق معه ويحاكم وقد بلّغنا الجهات التونسية منذ سنوات بالمساجين التونسيين وجميعهم دخلوا العراق بطريقة غير مشروعة وقاموا بأعمال مسلحة.
كم عددهم؟
حسب المعلومات المتوفرة لدينا يتراوح عدد المحكومين والموقوفين التونسيين في العراق بين 22 و25 شخصا ، قسم منهم رهن التحقيق، وزوّدنا الجهات الرسمية بأسماء الذين صدرت في شأنهم أحكام قضائية ويمكن تصنيفهم إلى ثلاثة أصناف، منهم من حوكم في قضايا قتل وإرهاب وصنف حوكم في جنح وجنايات دون القتل، وصنف ثالث كانوا معتقلين لدى القوات الأمريكية وسلموا للسلطات العراقية بعد الانسحاب الأمريكي، وهم الآن رهن التحقيق، ونحن ننسق مع الحكومة التونسية لتقديم المعلومات عنهم أولا بأول والحكومة التونسية أولى باتخاذ الإجراءات لتعرف مصير هؤلاء.
يسأل عدد من التونسيين لماذا لايصدر رئيس الجمهورية العراقية عفوا في حق هؤلاء؟
أنتم تعلمون أن السلطة التنفيذية لا تتدخل في السلطة القضائية، كما أن العفو له شروطه.
فالنظام العراقي برلماني كما أن العفو في قضايا تهمّ الدم العراقي ليس أمرا هيّنا. يجب أن تشعر بآلام العراقيين من جراء جرائم الإرهابيين الذين فجروا دور العبادة والجامعات والجسور وقتلوا أبرياء دون وجه حق وأنتم تعلمون أن عدد العراقيين ضحايا عمليات إرهابية تجاوز ال400 ألف.
هل طلبت منكم الحكومة التونسية زيارة المساجين التونسيين في العراق؟
لا، لم يصلنا أي طلب في هذا الصدد ونحن مستعدون للتجاوب مع أي طلب في هذا الغرض، مؤخرا حل بالعراق وفد ليبي لزيارة المساجين الليبيين، فالأبواب مفتوحة للتعاون خاصة وأن البلدين موقعان على اتفاقية الرياض للتعاون القضائي.
ماهي استعدادات العراق لاحتضان القمة العربية؟
أنت تعرف أنه كان من المفروض أن يستضيف العراق القمة سنة 2010 ولكن بعض الدول العربية رأت أن الظروف لم تكن مواتية بسبب وجود قوات أمريكية في بلدنا فتنازل العراق عن حقه لليبيا ونظمت القمة في سرت على أن تنعقد القمة في العراق في السنة الموالية، ولكن الأحداث التي جدّت في بلدان الربيع العربي حتمت تأجيل القمة إلى العام الجاري. فكل الاستعدادات إذن تم اتخاذها منذ السنة الماضية وفعلا نحن جاهزون من كل النواحي اللوجستية والتنظيمية والأمنية بالتنسيق مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية لاحتضان القمة العربية وقد انطلق مبعوثو رئيس الجمهورية الأستاذ جلال الطالباني للرؤساء والملوك العرب في مهامهم بتبليغ دعوات القمّة للقادة العرب.
من بينهم الرئيس التونسي المنصف المرزوقي؟
طبعا، وقد قدم إلى تونس الأستاذ علي الأديب وزير التعليم العالي والبحث العلمي ومبعوث رئيس الجمهورية وسلمنا يوم 2 مارس دعوة السيد رئيس الجمهورية محمد المنصف المرزوقي.
هل أكد المرزوقي حضوره؟
نعم، أكد حضوره وشكر هذه الدعوة وأكد أهمية انعقاد المؤتمر في هذا الوضع.
ونأمل أن يساهم حضور فخامة الرئيس التونسي في دفع العلاقات الثنائية إلى أفضل مما كانت عليه.
هل ستوجه الدعوة إلى سوريا للمشاركة في القمة؟
دعوات مؤتمر القمة لا يقررها العراق، الجامعة العربية هي الجهة المخولة والمسؤولة وبما أن عضوية سوريا معلقة في الجامعة العربية فإن الدعوة لم توجه لها، والعراق ملتزم بقرارات الجامعة العربية.
تردد في الصحافة العراقية أن قطر ترغب في الإطاحة برئاسة العراق للقمة بسبب التقارب بين العراق والنظام السوري؟
هذا «كلام جرائد»، تنظيم القمة في العراق هو استحقاق عراقي لا ينازعه فيه أحد ولا يمكن لقطر ولا لغير قطر أن تنتزع هذا الاستحقاق من العراق لأن العراق ليس عاجزا عن تنظيم القمة ورئاستها. العراق بلد مؤسس للجامعة العربية عندما كانت الدول العربية تعد على أصابع اليد الواحدة، والظروف الآن مهيأة لانعقاد القمة في بغداد لإصلاح ما يمكن إصلاحه في الوطن العربي وعودة العراق إلى محيطه العربي وإلى دوره العربي والإقليمي.
ماذا عن المخاوف الأمنية؟
العراق أكمل استعداداته لتأمين سلامة ضيوفه بشهادة كل الخبراء في الجامعة والدول العربية ولا وجود لأي مخاوف في هذا الصدد.
فسرت عودة الدفء إلى العلاقات العراقية السعودية (عودة السفير السعودي إلى بغداد) على أنها سعي إلى تحييد العراق وعزل النظام السوري؟
للصحافة وبعض الساسة تفسيراتهم وتأويلاتهم، ما أقوله إنه من الطبيعي أن تكون علاقاتنا مع السعودية جيدة ضمن سياسة العراق العربية. فالعراق العدائي انتهى اليوم... العراق يسعى إلى علاقات متوازنة مع جيرانه، لدينا أربعة جيران عرب ودولتان من العالم الإسلامي ونحن نسعى إلى أن تكون علاقاتنا مع جيراننا علاقات احترام متبادل ومصالح مشتركة.
هل ستتم دعوة إيران وتركيا إلى مؤتمر القمة كما حدث سابقا أكثر من مرة؟
حسب معلوماتي ليس مبرمجا دعوة تركيا وإيران وقد صادق اجتماع وزراء الخارجية العرب المنعقد بالقاهرة يوم 10 مارس على دعوة الأمم المتحدة والإتحاد الأوروبي والإتحاد الإفريقي ومنظمة التعاون الإسلامي.
هل هناك مبادرة عراقية لحل الملف السوري؟
طبعا، الموضوع السوري يهمنا كثيرا كعراقيين، فسوريا دولة مجاورة وما يحدث فيها يؤثر بشكل مباشر على العراق. ولذلك لا يمكننا القبول بالتدخل الأجنبي في سوريا مهما كانت الحجج والمبررات كما حدث في ليبيا لأن النتائج ستكون كارثية على العرب جميعا. العراق يعمل على أن يكون الحل عربيا بعيدا عن التدخل الأجنبي وسوف تعرض المبادرة العراقية على القادة العرب وهي في اعتقادي قريبة من الحل الذي اعتمد لحل الملف اليمني بإجراء حوار تحت غطاء عربي وتنظيم انتخابات تحت إشراف عربي ودولي ثم فترة انتقالية.
هل من تأكيدات بخصوص مستوى تمثيل الدول العربية في قمة بغداد؟
تعلمون أنه لم يحدث أن حضر كل القادة في قمّة عربية ولم يتجاوز العدد في أفضل الحالات 13 وهو ذات عدد الرؤساء والملوك والأمراء الذين أكدوا حضورهم في قمة بغداد، خاصة وأن قمة الرؤساء ستكون يوما واحدا هو يوم 29 مارس أما يوم 27 مارس فيخصص لاجتماع وزراء الاقتصاد والتجارة ويوم 28 لاجتماع وزراء الخارجية العرب
حللت بتونس أياما قليلة قبل 14 جانفي 2011، كيف عشت تلك الفترة؟
عند وصولي إلى تونس يوم 3 جانفي كانت تونس تغلي، وكنت أراقب الوضع. ويمكنني أن أعبر عن بعض ملاحظاتي حول ما حدث. فالثورة التونسية ليست حزبية كما أنها بلا زعامات، هي ثورة الشباب الذين كانوا مثالا للثورات العربية.
مع الأسف حدثت بعد ذلك إنفلاتات تبقى مع ذلك قليلة مقارنة بما حدث في دول المشرق، أعجبني إلتزام الشعب التونسي بدولته وتقديري كبير للجيش الوطني الذي حمى تونس ولم يكن في حماية الحاكم
متى كان يفترض أن يستقبلك بن علي؟
أنا قدمت نسخة من أوراق اعتمادي لوزير الخارجية آنذاك السيد كمال مرجان يوم 6 جانفي وبلغنا أنه سيتم استقبالنا أنا وعدد من السفراء من طرف بن علي نهاية شهر جانفي ولكن لم يكن لنا نصيب إذ يبدو أن بن علي استعجل الرحيل، والطريف أني من قلة من السفراء الذين قدموا نوعين من أوراق الاعتماد للرئيس السابق ثم للرئيس فؤاد المبزع.
تردد أن «الإتحاد الوطني الحر» سيستدعي السيد عمار الحكيم فهل لديكم علم بالموضوع؟
صحيح وجهت للسيد عمار الحكيم دعوة ، لكني لا أعتقد أنه سيحضر
كيف تختم هذه المقابلة؟
نحن نعتبر أن القمة العربية ببغداد هي قمة تونس والربيع العربي، وهي أول قمة بعد التغيير وتونس هي أول دولة من دول الربيع العربي التي جرت فيه انتخابات شفافة ونأمل أن يكون في حضور تونس للقمة العربية ببغداد عودة للعلاقات مع العراق الذي يكن كل التقدير والمحبة للشعب التونسي ونحث الشعب التونسي على ضمان الاستقرار لأنه البوابة التي من خلالها تتحقق عدة مطالب من مطالب الثورة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.