انعقد أمس اللقاء الإعلامي الثالث والخمسون بقصر الحكومة بالقصبة بحضور الوزير المكلف بالشؤون الاقتصادية والاجتماعية رضا السعيدي والرئيس المدير العام للوكالة العقارية الصناعية العبيدي بن عيسى وكاتب الدولة المكلف بالهجرة حسين الجزيري. وفي تدخله، أكد السيد رضا السعيدي الوزير المكلف بالشؤون الاقتصادية والاجتماعية أن زيارة رئيس الحكومة لكل من ألمانيا وإيطاليا تدخل في إطار السعي لتعزيز العلاقات والبحث عن آفاق للتعاون الاقتصادي والاجتماعي والسياسي مشيرا الى أنه تم خلال الزيارة الخوض في موضوع صياغة الدستور، كما وقع التطرق الى موجة المدّ السلفي التي تجتاح البلاد. وقال السيد رضا السعيدي إنه قد تم الاتفاق على أهمية تعزيز التعاون الأورومتوسطي مع الحرص على ترسيخ فكرة أن الأمن في أوروبا يمرّ عبر أمن واستقرار دول جنوب البحر الأبيض المتوسط، وأفاد الوزير أنه قد تم التباحث مع ألمانيا في إمكانية توفير خطوط تمويل خاصة بالنسبة للمشاريع التي سيطرحها الجانب التونسي في مجال التنمية وذلك في إطار اللجان الفنية المشتركة التي تمت الدعوة لعقدها في وقت قريب على أن تجتمع هذه اللجان على الأقل ثلاث مرّات في السنة، بالإضافة الى الاتفاق المتعلق بتنفيذ المبادرة الألمانية بإعادة رسكلة جزء من الديون المتخلدة بذمّة تونس والتي قيمتها 60 مليون أورو وذلك على أساس تخصيص 30 مليون أورو منها لتمويل مشاريع تونسية على أن يتم تنفيذ ذلك قبل موفى شهر جوان 2012. وأوضح السيد رضا السعيدي أن زيارة رئيس الحكومة لألمانيا تهدف إلى تشجيع المستثمرين الألمان على التوجه الى تونس وإلى مزيد دعم التعاون في مجال الطاقة الجديدة والمتجددة وتنفيذ مشاريع لربط الشركات الكهربائية بأوروبا عبر إيطاليا وتصدير الطاقة النظيفة مع تدعيم المؤسسات الصغرى والمتوسطة التونسية لتعزيز فرص عمل جديدة، فضلا عن تفعيل برامج التوأمة والشراكة بين جهات ومدن تونسية وألمانية. أما في ما يتعلق بزيارة رئيس الحكومة الى إيطاليا فقد بيّن السيد رضا السعيدي أنها قد تمخضت عن الاتفاق باستكمال برامج الدعم المالي لتونس في شكل منح واعتمادات وقروض تبلغ قيمتها 270 مليون أورو. وبخصوص موضوع الهجرة قال الوزير أنه قد تم الاتفاق على تنسيق الجهود والتشاور للتحكم في تدفق المهاجرين التونسيين نحو إيطاليا. أما عن المشاريع فأحدها يتعلق بإنشاء محطة إنتاج كهرباء في الوطن القبلي والآخر يخصّ مشروعا سياحيا كبيرا بين «بنزرت» و"طبرقة". ولدى تدخله، أكد الرئيس المدير العام للوكالة العقارية الصناعية العبيدي بن عيسى أن الحكومة بصدد الاهتمام بتهيئة الأرضية المثلى لاستقبال البرامج الاستثمارية وقد تم تخصيص قرابة 3000 هكتار ب 66 منطقة منها 35 منطقة صناعية سينفذها الخواص مشيرا الى أنه بوصول القروض والاعتمادات سيقع إحداث أقطاب صناعية وتكنولوجية ولوجستية. أما كاتب الدولة للهجرة حسين الجزيري فقد أكد أنه قد تم أول أمس القبض على 45 حارقا في «لامبيدوزا» انطلقوا من "جرجيس". وقال كاتب الدولة للهجرة إن ملف الهجرة غير الشرعية محلّ دراسة. وأفاد المتحدث بأن الدولة التونسية بصدد التباحث مع إيطاليا للنظر في إمكانية استرجاع المفقودين مع الحرص على وجوب فتح التحقيقات اللازمة بالنسبة للوفيات التي يكتنفها الغموض لمزيد التحرّي حول ظروف الوفاة. وأشار كاتب الدولة إلى أن تونس بصدد النقاش مع سويسرا للتوصل الى اتفاقية في شأن ما يقارب 3000 تونسي دخلوا سويسرا بمقتضى التأشيرة التي تحصلوا عليها بعد إقدامهم على الهجرة غير الشرعية إبان ثورة 14 جانفي. وقال السيد حسين الجزيري إن تونس تطالب عدة دول بتمتيع عدد من التونسيين بتأشيرات إضافية ب 6 أشهر للبحث عن عمل باعتبار أن عدد الحاصلين على الشهائد العليا سيناهز 85 ألفا لأن الحلّ الأمني وحده ليس كفيلا بالحدّ من الهجرة السرّية.