بعد تدشينه لمقرات شركة سيفاكس ايرلاينز وطائرتيها الكرامة والحرية وبعد عقده لقاءات عمل مضيقة ومغلقة مع ممثلين عن بعض المنظمات الوطنية وبعد عقده لجلسة عمل موسعة بمقر الولاية مع عدد من المستثمرين والناشطين بالجهة للتعرف على المشاغل والتحديات والمطلوب في المرحلة المقبلة تحول رئيس الجمهورية محمد المنصف المروقي بعد ظهر امس الجمعة وفي ختام زيارته الى صفاقس الى كلية الطب حيث اكد هناك فيما يتعلق بالشان الصحي ان موضوع نقل معمل السياب الجاثم على قلوب الاهالي منذ عقود طويلة والذي اضر بالوضع البيئي برا وبحرا وجوا هو امر محسوم ونهائي ولا رجعة فيه . كما اكد ايضا ان مشروع انجاز مستشفى جامعي جديد بصفاقس بدوره محسوم بعد ما شهده هذا المشروع من تاخير كبير في الانجاز وهو مشروع كان منتظرا انطلاقه منذ عهد نظام الدكتاتور الهارب . كما اكد رئيس الدولة في لقاء له مع طلبة كلية الطب بصفاقس في اعقاب محاضرة القاها بمدرج الكلية انه لا سبيل الى احداث كليات طب خاصة مفندا الشائعات التي راجت بخصوص ذلك ومبددا مخاوف الطلبة من هذا المشروع الذي نظروا اليه على انه يستهدف ضرب مفهوم الصحة العمومية ولشعبية الدراسة في اختصاص الطب . من ناحية اخرى شدد رئيس الجمهورية على اهمية رد الاعتبار الى المنظومة القيمية في العمل الطبي باعتباره اساس نجاح المهمة النبيلة لهذا القطاع ودعا الى العناية بالمستوصفات ومراكز الصحة الاساسية وتمكينها من الكفاءات الطبية العالية قبل غيرها من المؤسسات الاستشفائية داعيا الاطباء الى الاقبال على العمل في هذه المستوصفات وفي الارياف بوصفها الخط الاول في منظومة الصحة العمومية . وكان رئيس الجمهورية تعرض في مداخلته العلمية التي تعلقت بالجوانب النظرية والتطبيقية لمفهوم الصحة الى العلاقة العضوية بين توفير ومراعاة الحقوق الاجتماعية والاقتصادية الاساسية ونجاح المنظومة الصحية باعتبار الترابط الوثيق بينها مشيرا الى ان الاسباب الرئيسية التي تقف وراء معظم الحالات المرضية في المستشفيات تعود وتتصل بظروف العيش وبمياه الشرب والغذاء وايضا بالبيئة والمحيط مستشهدا في هذا الصدد بانتشار الاوبئة والحالات السرطانية الكبيرة في بعض الولاياتكصفاقس وقابس جراء التلوث البيئي ومخلفات المصانع وهو امر يعكس استهتار الحكومات السابقة بصحة المواطنين وبنصائح المختصين والداعين الى وضع مقاربات اخرى تضمن العيش السليم والبيئة النقية والمحيط النظيف .