ينفذها: رأس الحربة يبدو أن التسيير الرياضي عندنا يمشي على رأسه، فهو غير قادر على الوقوف مستقيما حتى يرى الأمور على حقيقتها. أقول هذا وأنا من المتابعين لما يحدث في أوساط كرة القدم بصفة خاصة من ارتدادات ذات التأثير المباشر والخطير على تقدم هذه الرياضة بالإضافة إلى فرملة الطموح المشروع لمواهبنا الوطنية. وحتى لا يبقى كلامي في دائرة التعميم والتعتيم أوضّح لب المسألة التي تتعلق باحتراف لاعبينا خارج الحدود. فالمتابع للشأن الكروي عندنا يلاحظ أن الاحتراف بقي في وضعه الجنيني بسبب الفهم الخاطئ لمتطلبات الاحتراف من قبل المسيرين لأنديتنا وتطويعه لرغبات الهيآت بدل الاستجابة لطموحات اللاعبين المعنيين الأوائل بالمسألة. فكلما فكر أحد اللاعبين في الاحتراف «تقوم القيامة وتشوش النعامة» وتقع مهاجمة المعني بأشرس الطرق وأبشع الأساليب وكأنه ارتكب جرما لا يغتفر. تذكروا ما يحدث لأسامة الدراجي هذه الأيام وما حدث قبله لعديد اللاعبين الذين ابتسم لهم الحظ ولكنهم اصطدموا برفض نواديهم للعروض التي تلقوها. إن التفاعل السلبي للمسيرين في الأندية مع متطلبات الاحتراف ومقتضياته تثير الاستغراب إذا علمنا أننا في تونس تعاملنا مع هذه الظاهرة قبل ما يزيد عن 30 سنة بروح متفتحة وعقلية مستنيرة. فالتاريخ سجل مباشرة إثر كأس العالم بالأرجنتين (1978) احتراف عدد كبير من نجوم كرتنا أذكر منها على سبيل الذكر لا الحصر حمادي العقربي والمرحوم محمد علي عقيد وتميم الحزامي وطارق ذياب ونجيب الإمام وغيرهم!. معنى هذا أننا كنا مدركين أهمية الاحتراف ومردوديته على جميع المستويات رغم أن موضوع الاحتراف لم يكن مطروحا في تلك الأيام ولو على المستوى المحلي.. هل فهمتم الآن لماذا قلت إن التسيير عندنا يمشي على رأسه فأنتج احترافا مقلوبا ومعتلا؟!