عودنا بعض أشباه المحترفين في بطولتنا التي لا تحمل من الاحتراف سوى التسمية والعقود بالتخلي عن واجباتهم تجاه النوادي التي احتضنتهم كلما واجهوا نواديهم الام او نواديهم السابقة. ولكن بما أن الغث والسمين في كل ميدان فإن الدروس ما انفكت تأتي من بعض الشبان الذين يستبسلون في الدفاع عن الالوان التي يحلمونها مهما كان اسم المنافس. آخر الدروس أطل علينا في لقاء بطولة الامال الذي جمع النادي الافريقي احد ابرز المتراهنين على اللقب بالاولمبي للنقل صاحب المرتبة الاخيرة. شاب اسمه ايمن العلوي نشأ وترعرع في الحديقة أ قبل ان يلفظه بعض المدربين لاسباب لا يعرفها سواهم وينتقل الى الاولمبي للنقل نزل بزي ناديه الجديد ولن نبالغ اذا قلنا انه «أوقف» النادي الافريقي (طبعا دون نكران مجهودات زملائه). لقد كان بمثابة الاسد دفاعا وهجوما وحتى في المرمى لما اقصى الحكم حارس الاولمبي للنقل في الشوط الثاني فتكفل العلوي بالمهمة وفاجأ الجميع بقفزاته الرشيقة وتصدياته طوال نصف ساعة حرم منها فريقه الام من التهديف وحكم عليه بالتعادل وخسارة نقطتين من ذهب. وكان النادي الافريقي قبل ذلك بأيام معدودات خرج من سباق كأس الاواسط على أيدي ابنائه السابقين. فقد قدم يومها حسام الحجاجي وفوزي الماجري والبقية أفضل لقاء في الموسم ودافعوا ببسالة عن القميص الذي يرتديانه... أما مدربهم فهو كذلك ابن النادي الافريقي لحما ودما اللاعب الدولي السابق قيس اليعقوبي. وقبلها بأيام وفي لقاء آمال النجم الساحلي والنادي الافريقي قدم ابن الافريقي سابقا وابن النجم حاليا فيتوري يحيى مردودا متميزا ولم يضع في حسبانه سوى الدفاع عن الزي الذي يرتديه رغم انه رضع حليب الكرة في الحديقة أ . هذه الدروس جاءت من شبان اكدوا انهم محترفون في عقلياتهم وكانوا عند ثقة مدربيهم وجمهور نواديهم رغم انهم لا يزالون هواة. في المقابل نجد عديد اللاعبين المحترفين بالعقود والجرايات والمنح يرفضون تعزيز النوادي التي تطعمهم بدعوى رفضهم اللعب امام نواديهم الاصلية. أما الوجه الاخر لما حدث فهو ان احباء النادي الافريقي يضربون كفا بكف على ضياع هذه الكنوز من الفريق الذي فرط في عدد لا يحصى من اللاعبين الصاعدين واستقدم مكانهم «محترفين» لن نقول أخذوا اضعاف ما قدموا بل نقول نفخوا ارصدتهم البنكية دون ان يقدموا للقلعة الحمراء والبيضاء شيئا يذكر.