تبقى الحياة الطلابية مشوار حياة تطيب ذكراه، حيث تؤلف ردهاتها باقة من الذكريات. رغم حلوها ومرّها تمثل مصدر افتخار للمستجوب بقطع النظر عن المحطة التي اختارها أو اختارته. ضيفنا اليوم هو السيد خالد الكريشي عضو مؤسس لحركة الشعب، ناشط سياسي وحقوقي، متزوج وأب لطفلين هما جمال عبد الناصر ومحمد ناصر الكريشي. عن فترة دراسته الجامعية تحدث فقال: "تحصلت على شهادة الباكالوريا من معهد خاص بالقيروان سنة 1993 بعد أن غادرت السجن سنة 1991. وتوجهت الى كلية الحقوق بتونس بالرغم من أني مولع بالأدب، لكن تجربة السجن أثرت في اختياري وجعلتني أفضل دراسة العلوم السياسية.. تحصلت على الأستاذية في القانون سنة 1997 وتحصلت على دكتوراه مرحلة ثالثة سنة 2000 وطوال السنوات الأربع التي قضيتها بالجامعة انكببت على الدراسة وعلى متابعة أنشطة الاتحاد العام لطلبة تونس وشاركت في انتخابات المجالس العلمية وتعرضت الى اعتداءات بالعنف من قبل طلبة «التجمع» المحلّ وخاصة إثر أحداث «الخميس الأسود» في شهر نوفمبر سنة 1996، حين اقتحم الطلبة التجمعيون كلية الحقوق والعلوم السياسية لما رأوا أن نتيجة انتخابات المجالس العلمية ليست في صالحهم واعتدوا على الطلبة بالعنف وكنت من بين المعتدى عليهم ولولا تدخل نوفل الزيادي أمين عام اتحاد الطلبة آنذاك لأصبت بالأذى. وقد كان لتلك الواقعة أثرها الكبير في نفسي فقد أوشكت على مغادرة الجامعة نهائيا". وعن حياته بالمبيت الجامعي والمنحة الجامعة، قال محدثنا: «كنت أتمتع بالمنحة الجامعية لكنها لم تكن كافية، لذلك كنت أعوّل على عملي بالفلاحة في الصيف لأدخر جزءا من المال أنفقه على مستلزمات الدراسة... وقد أقمت بمبيت المروج الثالث وكنت أنهض باكرا حتى أستطيع حضور الدروس. وكانت لي ذاكرة قوية، خاصة في مادة العلاقات الدولية، إذ استطعت حفظ كتاب عبد المجيد العبدلي عن ظهر قلب وهو كتاب يحتوي على 400 صفحة وحصلت بذلك على عدد 18 من 20 في مادة العلاقات الدولية". وعن العلاقات بين الطلبة والطالبات، قال خالد الكريشي: «كانت الألفة تجمع بين كل الطلبة وقد تعرّفت على زوجتي «أم جمال عبد الناصر» في الجامعة. وعموما كانت العلاقة بين الطلبة القوميين متينة، حيث كنا نحاول التصدّي لحفلات الطلبة التجمعيين التي لا ترتقي الى مستوى جيّد وكنا نعاني من التضييق من قبل إدارة المبيت".