مغادرة منزل العائلة والاقامة بمبيت جامعي ضرورة لا مناص منها لآلاف الطالبات القاطنات بعيدا عن الكليات التي سيدرسن بها. ومغادرة بيت الاهل والاستقلال عنهم ودخول دائرة جديدة من العلاقات قد تكون ناجحة وقد لا تكون كذلك تجعل بعض الطالبات يرهبن من هذه التجربة قبل خوضها. ويزداد نفور هؤلاء من الاقامة بالمبيت الجامعي بعد ان يخضن التجربة. حكايات وأحداث تتسم بالغرابة أحيانا ترويها بعض الطالبات وتتمحور حول الخلافات القائمة بين الفتيات الجامعيات لعدة أسباب نكتشفها تباعا من خلال هذه الشهادات. تقول روضة (طالبة بالمعهد الاعلى للعلوم الانسانية) : «حملت فكرة طيبة عن السكن بالمبيت الجامعي لكنني صدمت بالكمّ الهائل من المشاكل التي تحدث داخل المبيت وخاصة داخل الغرفة الواحدة فبحكم عدم معرفتي السابقة للفتيات اللاتي شاركنني الغرفة وجدت صعوبة كبيرة في التواصل معهن فكانت حياتنا مليئة بالمشاحنات اليومية التي لا تنتهي حتى آخر السنة». **اختلاف الطباع لكل فتاة أسلوبها وطريقتها الخاصة في الحياة كما تسعى كل من موقعها الى التشبث برأيها وعدم التنازل لصالح الأخريات مما جعل الحياة وسط غرفة لا تتجاوز مساحتها م.م مسرحا لخصومات ونقاشات حادة تكاد لا تنتهي، تلك هي الوضعية التي عاشتها الطالبة مريم خلال السنة المنقضية بسبب اختلاف طباع زميلاتها في الاقامة. وتضيف مريم قائلة كنت كلما أعود الى المبيت بعد يوم من الدراسة أشعر وأنني أدخل الجحيم لكثرة ما يقع بيني وبين زميلاتي في السكن من شجار يومي مستمر. وتقول مريم «سوف أكون حريصة هذه السنة على اختيار من سيسكن معي حتى أتجنب ما عانيته خلال السنة الفارطة». وئام ايضا تقرّ أنه رغم ما يوفره المبيت الجامعي من أمان بالنسبة للطالبات الا ان جمعه لفتيات من جهات مختلفة تجعلنا نواجه مشكل الاندماج نظرا لاختلاف الطباع وطريقة تربية كل واحدةمن المقيمات بالمبيت. وتروي قصتها مع زميلاتها بالمبيت قائلة لا أخفي سرّّا حين أقول انني رسبت بسبب الظروف النفسية التي عشتها العام الماضي نظرا لعدم توفر الارضية المثلى للدراسة. فأنا وزميلتي ننتمي الى مناطق مختلفة من البلاد لذلك وجدنا صعوبة كبرى في الاندماج والتأقلم مع بعضنا البعض وظلت كل واحدة متمسكة بطريقة حياتها الخاصة حتى نهاية السنة الدراسية. **سرقة وتشويش التقينا سناء ببهو ديوان الخدمات الجامعية عندما كانت بصدد تقديم ملف تجديد السكن الجامعي فسألناها عن تجربتها الاولى مع السكن الجامعي فانبرت تقول : اعتبرها تجربة هامة في حياتي فقد قدمت لي دروسا على غاية من الأهمية لكن ذلك لا يمنع من ان أقول عنها انها كانت ايضا مليئة بالمشاكل فقد تعرضت للسرقة أكثر من مرة بسبب ثقتي الزائدة في الفتيات المقيمات معي. أما آمال فقد أثارت نقطة أخرى تتمثل بالأساس في التشويش والضجيج والضحك يصوت عال آخر الليل وعدم احترام من هي بصدد مراجعة دروسها الذي تسببه بعض الفتيات اللاتي يتسمن بعدم المبالاة وأحيانا بالاستهتار، وهذا الامر يزعج آمال كثيرا ويجعلها تقبل السكن بالمبيت الجامعي على مضض. **من سرقة الملابس الى سرقة الخطيب سهام طالبة بالسنة الثانية انقليزية مخطوبة وتحرص على عدم اصطحاب خطيبها معها الى المبيت خوفا من بنات السوء. وخوف سهام من هذه الناحية لم يأت من فراغ وانما من الواقع الملموس الذي شهد حكايات مماثلة. أما سرقة الملابس وأدوات التجميل فهي من الامور البديهية كما تقول وداد فالعديد من الفتيات يعمدن الى فعل ذلك نظرا لعدم تمكنهم من شراء ما يحتاجونه بسبب انتمائهن الى طبقة اجتماعية معينة. وتبقى هذه المشاكل نزرا قليلا من قائمة تطول من المشكلات التي لا تنتهي والتي تحدث في صمت داخل أسوار المبيتات الجامعية.