نواكشوط (وكالات) نفت موريتانيا أن تكون قد تعهدت بتسليم ليبيا عبد الله السنوسي رئيس جهاز الاستخبارات الليبي سابقًا المعتقل في العاصمة نواكشوط، والتي غادرها وفد ليبي أول أمس من دون تسلمه، لكنه أبدى تفاؤله بتحقيق ذلك قريبًا. وقال مصدر رسمي موريتاني اليوم الخميس: إن بلاده "لم تقطع أي تعهد" لليبيا بشأن تسليمها عبد الله السنوسي، نافيًا بذلك ما أعلنه نائب المجلس الانتقالي مصطفى أبو شاقور الذي ترأس الوفد الليبي الى موريتانيا للتفاوض حول تسليم السنوسي. وقللت مصادر موريتانية من شأن التلميحات الليبية بأنه تم التوصل إلى اتفاق أنجز تقريبًا بشأن تسلم رئيس المخابرات الليبية السابق ، وقال مصدر آخر قريب من القضية: "لم يتعهد الجانب الموريتاني بأي التزام في هذه المرحلة، ويبدو أن الجانب الليبي يعبر عما يتمناه". وفي وقت سابق، قال مصدر أمني موريتاني: "إن دولاً أخرى لها رأي في مصير السنوسي" الذي كان آخر الرموز البارزين في نظام العقيد معمر القذافي الفارين بعد الإطاحة به. وكان مستشار الحكومة الليبية والمتحدث باسمها ناصر المانع قد أعلن أن موريتانيا التزمت بتسليم السنوسي إلى بلاده، "حيث سيحظى بمحاكمة عادلة"، لكنه لم يحدد أي موعد لذلك، مكتفيًا بالقول: إنه "سيكون قريبًا جدًّا". وأضاف: "نحترم الإجراءات القضائية الخاصة بموريتانيا التي ستأخذ الوقت لإنجازها، لكنها ستكون مجرد مسألة وقت". وتسعى فرنسا أيضا إلى تسلم السنوسي لاتهامه بالضلوع في حادث تفجير طائرة ركاب فوق النيجر عام 1989 قتل فيه 54 فرنسيًّا، وقال مصدر أمني موريتاني: إن فرنسا تقول: إن طلبها له الأولوية على باقي الجهات المطالبة بتسلم السنوسي لأنها ساعدت في القبض عليه. يذكر أن الرئيس الموريتاني يحظى بتأييد قوي من باريس التي ساعدته في تأمين الاحترام الدولي، وفي الحصول على تمويل من صندوق النقد الدولي. ويعتقد أن السنوسي محتجز في المركز الرئيسي لتدريب الشرطة في نواكشوط، وقالت مصادر أمنية محلية: إن الموقع المحاط بأسوار عالية هو المكان الوحيد الذي يمكن أن يكفل أمنًا كافيًا للسنوسي.