أكد تقرير صادر عن منظمة «مراسلون بلا حدود» مؤخرا أن إيران فرضت طوقا الكترونيا «وحشيا» على المواقع الالكترونية وأنها نجحت في حظر محركات البحث مثل «غوغل» و«ياهو» لتدفع بالإيرانيين لاستخدام شبكة محلية بهدف الترويج لما بات يعرف ب «الانترنات الحلال". وذكرت نشرة «نظرة إلى الشرق الأوسط المعاصر» أن أحكام الإعدام التي صدرت بحق المدونين والصحفيين، وحملات الاعتقال والقيود الصارمة على شبكات التفاعل الاجتماعي وازدياد فعالية «الجدران النارية» التي تقع تحت إدارة الدولة، زودت إيران بوسائل صارمة لإحكام القبضة على الانترنات وفرض الرقابة على الشبكات. وفي رسالة إلى الشعب الإيراني بمناسبة عيد «نوروز» أدان الرئيس الأمريكي باراك أوباما «الستار الإلكتروني» الذي تفرضه إيران باعتباره "حاجزاً أمام الانتشار الحر للمعلومات والأفكار، ويحرم بقية دول العالم من الاستفادة من التفاعل مع الشعب الإيراني". ووفقاً لمنظمة «مراسلون بلا حدود»، صدرت في إيران أربعة أحكام بالإعدام بحق مواطنين على خلفية نشاطاتهم عبر «الانترنات». وحُكم على هؤلاء الأربعة بالإعدام حتى الموت لمخالفتهم الشريعة وصدر قرار الاعدام عن نفس القاضي بتهم تتعلق بإثارة الفوضى ضد الحكومة والإساءة للإسلام. وقد تم تثبيت أحكام الإعدام بحقهم في أوائل جانفي. وفقاً لما ورد عن منظمة العفو الدولية، فقد تم اعتقال عشرة أشخاص من العاملين في مجال الإعلام وكُتّاب المدونات في شهر واحد فقط في الفترة ما بين ديسمبر 2011 وجانفي 2012، مما يعكس النوايا الواضحة لدى الحكومة الإيرانية بفرض القيود على حرية التعبير. ويخشى النظام الإيراني إستخدام مواقع التواصل الاجتماعي على غرار ما حدث في دول الربيع العربي لتنسيق المظاهرات والتمرد على نظام الحكم خاصة وأن المعارضة الإيرانية التي يخضع أهم رموزها للإقامة الجبرية بدأت تتململ مستفيدة من تجربة الثورات العربية لكن الحرس الثوري الإيراني يواصل إحكام قبضته على الشارع وعلى وسائل التواصل الالكتروني وخصص «جيشا» من التقنيين المهنيين ليفرض طوقا الكترونيا على مستخدمي "الانترنات".