اشرف السيد نور الدين الخادمي وزير الشؤون الدينية الاحد 25 مارس 2012 على لقاء مع الائمة والخطباء بولاية صفاقس بقاعة المؤتمرات بطريق قرمدة حيث تحدث عن ضرورة الاهتمام بالشأن الديني واعادة الاعتبار الى جامع الزيتونة كمنارة دينية وعلمية واسلامية ضاربة في عمق التاريخ معتبرا ان التهميش الذي طال هذه المنارة الاسلامية طيلة عقود والغاء دور جامع الزيتونة سواء منه الشرعي او العلمي والتربوي وحصر استغلاله في اداء الصلوات والاحتفال بالمناسبات الدينية ادى الى كثير من المزالق وضعف التربية والتنشئة الدينية الصحيحة واستنكر الوزير مظاهر الانحراف بالوظائف الاساسية والدينية للمساجد مطالبا باحترام هذه الاماكن كبيوت لعبادة الله والذكر والتربية ونشر القيم السمحة لديننا الاسلامي الحنيف ودعا الى تحييدها عن مظاهر التوظيف والدعاية السياسية والابتعاد عن مظاهر التشنج والصخب والعنف والجدال العقيم واعتبر السيد نور الدين الخادمي ان ما تعرفه بعض المساجد في تونس بعد الثورة من تجاوزات وتبادل اتهامات يتنافى مع تعاليم الدين السمحة ومع ما يدعو اليه ديننا من اهمية تعظيم المساجد حيث انها بيوت للعبادة والذكر وهي اماكن للهدوء والسكينة وتكريس الاخوة واعتبر الوزير ان ما تعرض له جامع الزيتونة المعمور من تهميش وتحييد لهذه المنارة يستوجب الاسراع برفعه ليعود الى الاضطلاع بدوره الحقيقي في التكوين العلمي والشرعي والتربوي وذكر السيد نور الدين الخادمي ان وزارته شرعت في عملية اصلاح الشان الديني وان الامر يحتاج الى تضافر جهود الجميع ومن ضمنهم الائمة والوعاظ وشدد على ان الاسلام يبقى دين الوسطية والاعتدال ثم استمع الى مداخلات من عدد من الائمة والخطباء بولاية صفاقس تناولت شتى المواضيع منها اعادة احياء دور ومكانة جامع الزيتونة واعادة الاعتبار للاطار الديني والعناية بالمساجد في الارياف والاهتمام بالاعلام الديني وتم استعراض بعض الوضعيات في بعض المساجد ووضعية بعض الائمة والخطباء وفي ردوده على جملة هذه المداخلات قال نور الدين الخادمي وزير الشؤون الدينية ان المساجد بيوت عبادة وتربية وليست بيوتا للدعاية الحزبية والانتخابية واضاف انه يجوز للامام ان يتحدث عن شؤون حياتية متصلة بقضايا الواقع للنصح والتوجيه ولكن من دون ان يتضمن ذلك دعاية حزبية لاي طرف او جهة وتحدث عن المقاييس التي ينبغي ان تتوفر في الائمة الخطباء فقال انه لا بد من توفر شرط التكوين والتاهيل العلمي وكذلك شرط التحلي بالاخلاق الحسنة معتبرا ان الخبرة والقدرة على الخطابة وشد الناس والمصلين مهمة لان الامام الخطيب هو بمثابة القائد وتحدث عن مسالة تدخل وزارته في نصوص الخطب والاملاءات والتوجيه فقال ان عهد الاملاءات والتوجيه انتهى بنهاية نظام الفساد والاستبداد واعتبر ان الاملاءات السابقة كانت في اطار المفسدة والدعاية لراس النظام وقال ان وزارته لا تقوم باملاء الخطب على الائمة ولكن يمكن في اطار الانسجام والتوافق اقتراح مواضيع للحديث عنها كيوم وطني للقران او يوم لنصرة الدين ويبقى كل امام حرا في اختيار الموضوع وطريقة التطرق اليه وبخصوص موسمي العمرة والحج لهذه السنة افاد وزير الشؤون الدينية ان الاجراءات متواصلة لانجاز اصلاح جوهري في تنظيمهما بشكل يقطع الطريق مع الاشكال والاساليب الخاطئة والفاسدة التي كانت موجودة قائمة في السابق على ان يتواصل العمل بالطريقة القائمة بالنسبة لهذه السنة باعتبار ضيق الوقت والالتزامات مع الجانب السعودي لا تسمح بانجاز هذه الاجراءات خلال ذروة فترة العمرة لهذه السنة التي اصبحت على الابواب وبعد هذا اللقاء تحول وزير الشؤون الدينية نور الدين الخادمي الى جامع اللخمي حيث ادى صلاة الظهر ثم القى درسا تعلق باهمية العلم ومكانة العلماء في الامة وادوارهم باعتبارهم مرجعا للشباب ومصادر للتوجيه وتحدث عن الامام والعلامة والفقيه ابو الحسن اللخمي ثم عقد الوزير لقاء مع الوعاظ بغرفة في جامع اللخمي للاستماع الى مشاغلهم