أبدى عدد من الناشطين الحقوقيين و النخبة التونسية بالخارج من خلال رسالة مفتوحة بعثوا بها إلى "الترويكا" وخاصة حزب النهضة ,قلقهم الشديد حول مصير الحريات في تونس بعد تحركات الأصوليين والسلفيين الأخيرة المعادية للحريات وحول ما آلت إليه الأوضاع في وطنهم العزيز تونس . وقالت الرسالة "إن بلدنا اليوم يقف على مفترق الطرق وإن الخيار المفصلي الذي سيقوم به الشعب في الظرف الحالي يرتهن ضرورة مستقبل الأجيال القادمة، فثورة17 ديسمبر/ 14 جانفي المجيدة عبرت بكل وضوح عن هموم ومطامح الشباب والنساء والشغالين والعاطلين عن العمل في الحرية والكرامة الوطنية والعدالة الاجتماعية والمساواة بين الرجال والنساء و بين الشرائح الاجتماعية والجهات." وتابعوا في الرسالة "من الضروري اليوم ترجمة مجمل هذه الطموحات في صلب الدستور المرتقب، وهو الهدف الرئيسي الذي نظمت من أجله انتخابات23 أكتوبر ، وعليه، فمن غير المقبول بتاتا أن تحيد السلطة الشرعية التي أفرزتها الانتخابات عن هذا الهدف أو أن تتعارض سياساتها مع أهداف الثورة التي ضحى من أجلها المئات من التونسيين". كما أضافوا "إن سلسلة التجاوزات والخروقات الفاضحة التي تقع في معظمها تحت طائلة القانون الجنائي، ترتكب باسم السلفية وفي بعض الأحيان الجهادية، بغاية فرض رؤى دغمائية متحجرة لأقلية تلجأ إلى وسائل العنف والترهيب الغريبة عن تقاليدنا وثقافتنا السياسية، وهي كذلك بعيدة كل البعد عن طموحات الأغلبية الكاسحة للتونسيين الذين يرغبون في إرساء أسس التعايش السلمي والتسامح وفق مبادئ التعاقد المدني الديمقراطي". واستغربوا "صمت مسؤولي حزب حركة النهضة"، مذكرين في رسالتهم بحادثة سجن رئيس تحرير جريدتنا السيد نصر الدين بن سعيدة واصفين الأمر ب"السرعة الفائقة التي تم بها ايقاف أحد الصحافيين والزج به في السجن في حين أفلت من العقاب مرتكبو الجرائم الإرهابية". وأكدوا ان " الوضع يزداد حدة لما يرون الجمعيات الإسلامية القريبة من حزب النهضة جنبا إلى جنب مع السلفيين يطالبون في تجمعات ومظاهرات عامة بفرض الشريعة كمصدر وحيد أو على الأقل أساسي للتشريع في الدستور المقبل". وخاطبوا مسؤولي حزب النهضة قائلين "كيف لا ننشغل أو لا نستغرب من مثل هذه المغالاة التي ترعونها بسكوتكم الرسمي في حين أنها تزيد في توتير الجو العام بما يهدد تونس بالفتنة والتناحر الداخلي؟ أين نحن من التزاماتكم المكتوبة والشفوية العديدة والمتكررة في الدفاع عن الطبيعة المدنية للدولة و عن السلم الاجتماعية؟" واختتموا الرسالة بالقول:"لذلك فنحن التونسيات والتونسيين المقيمين بالمهجر، قد ناضلنا ضد الدكتاتورية وساهمنا من موقعنا في انتصار ثورة الحرية والكرامة والمساواة، نطلب منكم رسميا إيضاح مواقفكم من كل هذه المسائل والتحديات الخطيرة والجسام، والتعبير علنيا عما إذا كنتم لا تزالون متشبثين أم لا بما سبق وأن تبنيتموه من دولة مدنية، دستور مدني، مساواة في الحقوق، احترام كامل ودونما تجزئة للشرعية الدولية ولحقوق الإنسان".