بمناسبة الاحتفال بالذكرى 36 ليوم الأرض ، الذي جاء نتاج هبّة جماهيرية عربية في الأراضي الفلسطينية (اراضي48)عام 1976 وقفت في وجه سياسات المصادرة والاقتلاع والتهويد التي ينتهجها العدو الصهيوني، نظّمت أمس مجموعة كبيرة من مكونات المجتمع المدني والأحزاب والقوى التقدّمية... وقفة احتجاجية أمام مقر المجلس التأسيسي بالعاصمة، رفع خلالها المحتجون شعارات عدة تطالب بالتنصيص على تجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني في الدستور التونسي، منددين بأية محاولة للتطبيع مع إسرائيل والتعامل معها بأي شكل من الأشكال ومجدّدين حرصهم على ضرورة القطع نهائيا مع سياسات النظام البائد الذي اعتبروه من مناصري الكيان الصهيوني. وفي خطوة للتعبير عن تشبثهم بتحقيق الأهداف والمطالب التي قامت من أجلها الثورة والتصدّي لكل محاولات الانحراف بالثورة التونسية خاصة وبالثورات العربية عامة، عن مسار الحق ونصرة المظلوم، ومطالبة بإدراج بند تجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني ضمن الدستور الجديد، رفع المتظاهرون شعارات عدة من قبيل «يا تأسيسي فيق فيق... التطبيع لا يليق»، «هاو الحل هاو الحل... لا تطبيع مع المحتل» ، «الشهيد خلى وصية لا تنازل عن القضية» و«الشعب يريد دستورا بلا تطبيع»، «يا تأسيسي مش مزية تاقف ضد الصهيونية»، «تونس تونس حرّة حرّة والتطبيع على برة»، «لا سلام لا حرية للعصابة الصهيونية"... وأكد رئيس الجمعية التونسية للأطباء الشبان الدكتور «الياس بن داود» أن الذكرى ال36 ليوم الأرض هذا العام تكتسي أهمية خاصة ، حيث تأتي مع حراك الربيع العربي «الذي نتمنّى أن يأتي على الأراضي الفلسطينية فيخلصها من سياسة الاحتلال والاستيطان". من جانبه أشار الشاب «بسام بن رجب» إلى أن ذكرى «يوم الأرض» لا يجب أن تكون هذا العام احتفالا فقط، بل «يجب توظيف واستثمار مشروع الثورات العربية وتجميعها كلها علنا نتمكن بوحدة صفوفنا وتكاتف جهودنا ...من أن نحافظ على بعض مما تبقى من فلسطين ونفرض شرعيتها الدولية ونوفر لشعبها شيئا من الحماية التي يرفض المجتمع الدولي إقرارها". الشعب يريد دستورا بلا تطبيع أعرب المتظاهرون عن شديد تمسكهم بفلسطين أرضا عربية حرة باعتبارها جزءا لا يتجزأ من الوطن العربي، داعين كل القوى الوطنية التقدمية إلى المساهمة الفعلية في مساندة الشعب الفلسطيني وتركيز الاهتمام على مسألة الصراع العربي الصهيوني عنوانا للتحرر القومي والانعتاق الاجتماعي...مطالبين المجلس التأسيسي بضرورة سن قانون يجرم التطبيع. وفي هذا الإطار صرح الشاب «الياس المحمدي» أن الوقفة تنبثق عن مطلب أساسي ألا وهو إصدار قانون يجرم جميع أشكال التطبيع. ومن جهته اقر «نضال جوادي» احد منظمي اعتصامات القصبة، أنه يرغب في القطع النهائي مع سياسات النظام البائد المناصر للكيان الصهيوني، مشددا على استمرارية المطالبة بإصدار قانون يجرم التطبيع في الدستور الجديد بوصفه «مطلبا أزليا لا ينتهي إلا بانتهاء وزوال العدوان الإسرائيلي الغاشم، وذلك لا يأتي إلا عبر مقاطعتنا للبضائع الإسرائيلية والكشف عن كل المطبّعين في البلاد مهما كانت المناصب أو المراكز التي يشغلونها". أما أمين عام «حزب العمال الشيوعي» السيد «حمة الهمامي» فقد طالب من جهته المجلس التأسيسي بسنّ قانون التطبيع والابتعاد عن «التّعلات والحجج التي لا أساس لها من الصحة، إذ أن القضية أهم بكثير من أن تحل بمجرد التنصيص عليها في الدستور ولكن هذا اضعف الإيمان حتى نشعر بشيء من الطمأنينة ونضمن سلامة وأمن وطننا في زمن هيمنت فيه دولة إسرائيل وخالفت فيه كل القوانين والأعراف". وأضاف حمّة أن التطبيع مع إسرائيل جريمة ضد الوطن وضد الإنسانية لأن من أهداف الكيان الصهيوني السيطرة على العالم وذلك من جراء التفاعل والتلاحم الدائمين بين الكيان الصهيوني مما جعل "دولة إسرائيل" من الدول التي تهيمن على كل الأحداث العالمية وتتحدى وتخالف جميع القوانين الدولية. من فلسطين... إلى سوريا ! ولئن كان الموضوع العام لهذه الوقفة هو معاناة الشعب الفلسطيني والمطالبة بسن قانون يجرم التطبيع كسبيل من سبل العقاب التي يمكن أن تسلط على إسرائيل، فإن الوقفة لم تخل من بعض النقاشات والحوارات ذات الصلة بوضع باقي الدول العربية وخاصة منها الملف السوري، واخذ الحوار منحى جغرافيا آخر بعد أن عمد احدهم إلى رفع صورة للرئيس السوري «بشار الأسد» خط عليها بالبنط العريض «كلنا معك يا بشار" !