الجزائر (وكالات) نشرت صحيفة "الخبر " الجزائرية خبرا مفاده أن تقريرا ليبيا رسميا كشف عن وقوع جرائم ضد السكان المدنيين في الجنوب، وأشار إلى أن ميليشيا مسلحة، يدّعي قادتها الولاء للمجلس الانتقالي في ليبيا، ارتكبت جرائم خطف واغتصاب وقتل واعتداء على الأملاك الخاصة، طيلة الفترة الممتدة بين سبتمبر2011 ومارس 2012. و حسب نفس المصدر شهدت منطقة "موييل"، جنوب مدينة "غات"، أقرب مناطق صحراء ليبيا إلى الحدود الجزائرية، معركة استعملت فيها أسلحة ثقيلة، بين مليشيات تابعة لإحدى قبائل طوارق ليبيا بقيادة قنوس عبد الكريم، ومليشيا تابعة للحكومة. وقالت مصادر مطلعة بأن المعركة خلفت أكثر من 10 قتلى، وسمع يوم السبت دوي عدة انفجارات، في مدينة "غات" الليبية، في تطور خطير للوضع الأمني المتردي الذي تشهده مناطق جنوب شرق ليبيا، أو ما يسمى "إقليم فزان". وتأتي هذه التطورات بعد اختطاف مسلحين لأحد أعيان الطوارق، هو الشيخ محمد الأمين البخاري. وتحول إقليم فزان الليبي، المتأخم للحدود الجزائية، إلى ميدان صراع بين مجموعات عرقية، أهمها الطوارق العرب و "التبو" المنحدرين من أصول افريقية. وقال تقرير رسمي ليبي أعده أعيان من قبائل "فزان "و"سبها"، وأرسلوه إلى رئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل، وحصلت ''الخبر'' على نسخة منه، إن ميليشيات مسلحة يدّعي قادتها وعناصرها الانتساب للحكومة الليبية مارسوا جرائم ضد الإنسانية، منها عمليات قتل وخطف واغتصاب. وقدر التقرير وقوع ما يتراوح بين 300 إلى 400 حادثة قتل وإعدام من قبل مسلحين قبليين يسيطرون على قرى ومدن "إقليم فزان"، بالإضافة إلى اعتداء على الملكيات الخاصة في 8 مدن في الجنوب الغربي لليبيا قرب الحدود الجزائرية. وأشار التقرير إلى أن قادة فصائل مسلحة نفذوا أكثر من 200 عميلة اختطاف في مدن "سبها"، "تراغن"، "مرزوق"، "أوباري"، "القطرون"، "زويلة"،" العوينات"، و"غات". مؤكدا أن عددا من المختطفين اكتشفت جثثهم، وهي ملقاة في بعض الشوارع بعد يومين من اختطافهم، وسمى بعض أهم المختطفين، ومنهم الدكتور السنوسي الأمين، مهدي عليوه، المهدي فضيل، ، عبد السلام علي أحمد وآخرين. وفصّل التقرير في سبب الصراع الحالي في الأقاليم الجنوبيةالشرقية لليبيا، ويتعلق بسيطرة أمراء حرب على المنطقة، وهيمنتهم على مخازن أسلحة ثقيلة، ثم حصولهم على تأييد سياسي ودعم مباشر من السلطات الليبية الانتقالية. وأشار التقرير إلى أن المنطقة باتت خارج سيطرة الحكومة، وأنها تدين بالولاء لثلاثة مجموعات مسلحة كبيرة، أهمها ميليشيا يقودها المدعو ''وردكو'' لقبائل "التبو "ذات الأصول الإفريقية، ثم مجموعة ثانية يقودها سليمان واقي، وهو قائد من الطوارق محسوب على زعيم طوارق ليبيا موسى الكوني، والجماعة أقل قوة وتنتمي لقبيلة أولاد سليمان العربية وقبائل الزنتان. وقدرت الوثيقة وجود مئات النازحين والفارين من مدن وقرى الجنوب الغربي لليبيا، وأشارت إلى وقوع عمليات قصف مدفعي ضد مبان سكنية، وحالات نهب ضد شركات نفط خاصة، منها شركة صينية وشركة "سوناطراك" الجزائرية