أثار فيلم «ديما براندو» للمخرج التونسي رضا الباهي موجة من الغضب في الجزائر أثناء عرضه ضمن فعاليات الفيلم المتوسطي بالجزائر. وحسب ما أكّده موقع «أم.بي.سي» فإن شقا كبيرا من الجمهور انسحب من قاعة العرض بعدما فوجئ ببعض المشاهد الحميمية التي احتواها الفيلم. وتعد هذه المرة الثانية التي يعرض فيها الفيلم في الجزائر إذ سبق وعرض السنة الفارطة في المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة لمهرجان الفيلم العربي بوهران في دورته الخامسة. وقد أثار آنذاك نفس ردود الأفعال حيث اعتبر عدد من الجمهور أن مثل هذه اللقطات تمثل جرأة كبيرة لدى الجزائريين. وحسب نفس المصدر برر رضا الباهي موقفه من الاتهامات التي وجهت له والتي كان أبرزها استعمال مشاهد «مخلّة بالآداب» لجلب الجمهور حيث قال إنّ دور المهرجان تنبيه الجمهور إلى محتوى الشريط و«يحب إعلام المشاهدين بضرورة عدم حمل أطفالهم معهم وهذا ليس دوري". وأضاف الباهي بأنه يرفض اتهام بعض الأشخاص تعمده استعمال هذه المشاهد لإثارة الجمهور، وقال: «توظيف هذه المشاهد كان في سياق درامي ولا علاقة له باللقطات الإباحية»، وأكمل المخرج: «أنا ابن إمام، حاج وأصلّي وأرفض تماما أن يتهمني أحد باستخدام هذه المشاهد لأغراض تجارية بل الهدف منها كان دراميا". الجدير بالذكر أن فيلم «ديما براندو» تحصل على جائزة أفضل انتاج في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة للدورة الخامسة لمهرجان أبوظبي السينمائي ولم يثر أية ردود أفعال سلبية حول مضمونه، ويطرح الشريط العلاقة بين العرب والأمريكيين بعد أحداث سبتمبر 2001 من خلال قصة حب تجمع بين بطله «أنيس» ويجسد الدور الممثل أنيس الرعاش وبين «زينة» وتلعب دورها الممثلة سهير عمارة، وتتعرض هذه العلاقة إلى الانهيار بعد تقديم البطلين لتنازلات أخلاقية من أجل معانقة حلم الشهرة العالمية. ويتقاسم أدوار البطولة في الفيلم كل من لطفي العبدلي ورؤوف بن عمر والممثل الراحل سفيان الشعري إلى جانب محمود الأرناؤوط. وللتذكير فإن «ديما براندو» هو بمثابة التكريم للممثل العالمي «مارلون براندو» الذي عرف بمناصرته للقضايا العادلة والشعوب المضطهدة وقد استغرقت كتابة سيناريو هذا العمل السينمائي أكثر من 7 سنوات إذ اضطرّ الباهي إلى إجراء بعض التغييرات في السيناريو بعد وفاة الممثل «مارلون براندو» والفيلم هو العمل السينمائي السابع في مسيرة المخرج والمنتج رضا الباهي إذ سبق وقدم «العتبات الممنوعة» و«شمس الضباع» و«السنونو لا يموت» و«صندوق عجب» و«الملائكة» و«شمبانيا مُرّة». وينكب الباهي في الوقت الراهن علي كتابة سيناريو فيلم جديد اختار له كعنوان أولي «جزيرة المخلوعين» وستتطرق قصة العمل السينمائي الجديدة إلى نهاية حلم الرؤساء العرب المخلوعين ابتداء من تونس ثم مصر وليبيا واليمن وغيرها من البلدان العربية.