باريس (وكالات) افتتح المرشحون لرئاسة فرنسا حملاتهم الانتخابية وسط أجواء مشحونة و متوترة تميزت بلهجة تشدد غير مسبوقة بين المتنافسين وصلت إلى حد الشتم و السخرية وبادر الرئيس المنتهية ولايته نيكولا ساركوزي في تجمع لأنصاره بمهاجمة المرشح الاشتراكي فرانسوا هولاند و رد عليه الاشتراكيون بالقول إن تصريحاته غير لائقة و كان يفترض أن لا تصدر عن شخص في منصبه. وقال ساركوزي: ''إن فرانسوا هولاند اليوم رهينة جون لوك ميلونشون (احد المرشحين لانتخابات الرئاسة) بعدما كان في قبضة إيفا جولي (مرشحة أيضا) وفصائل الحزب الاشتراكي ومع ذلك يريد التحدث باسم الشعب برمته (...) لكن بأي ثمن ... ما هو ثمن التكلفة في الدور الثاني؟''. ويشير ساركوزي في كلامه إلى المفاوضات التي سيجريها هولاند مع ميلونشون الذي أعلن عن عدم مشاركته في الحكومة المقبلة. وبالتالي لا يوجد ضمان لاستفادة هولاند من أصوات جبهة اليسار دون تعليمات من ميلونشون الذي يمتلك 15 بالمائة من نوايا التصويت، حسب استطلاعات الرأي. لكن الوضع يختلف مع إيفا جولي، زعيمة الخضر، التي قالت ان الحزب الاشتراكي ''سيلتزم'' بالاتفاق الذي وقّعه معهم والقاضي بتخفيض المنشآت النووية. من جهته رد عمدة باريس برتران دولانوي، من الحزب الاشتراكي،على ساركوزي بالقول ان تحامله على هولاند ''لا يشرف الوظيفة الرئاسية''. وأكد أن مرشحه لا يريد الخوض في مثل هذا الجدل لأنه التزم ''بالتقيّد بالشهامة ضد القذف، وبالتعالي على التهريج''. وقامت هيئة التحكيم، المتمثلة في المجلس الأعلى للسمعي البصري، بمنع الإشهار الذي تبثّه مؤسسة ''مونتني'' في قنوات إذاعية وتلفزية لصالح ساركوزي خلال الحملة الانتخابية الرسمية. واستجابت المؤسسة المذكورة وأوقفت البث. وبعد نحو شهرين من النقاش المحتدم وتبادل الاتهامات والتراشق اللفظي، بدأت الحملة الرسمية للانتخابات الرئاسية الفرنسية، التي ستجري الدورة الأولى منها يوم 22 من الشهر الجاري على أن تكون الدورة الثانية والحاسمة في 6 ماي المقبل. ويبقى فرانسوا هولاند مرشح "الحزب الاشتراكي" الأوفر حظا، بحسب استطلاعات الرأي، لخلافة نيكولا ساركوزي الرئيس اليميني المنتهية ولايته في قصر الإليزيه. لكن تقليص ساركوزي لفارق النقاط بينه و بين متصدر استطلاعات الرأي هولاند يجعل الانتخابات الفرنسية أكثر تشويقًا و يفتح باب التساؤل ما إذا كان ساركوزي الذي استعاد شعبيته نسبيا بعد هجمات "تولوز" و "مونتوبان" و بعد حملته الأمنية على المسلمين و المهاجرين ,سيحدث المفاجأة و يطيح بخصمه فرانسوا هولاند؟.