باريس (وكالات) يعيش اليمين الفرنسي المتطرف أزمة حقيقية تنذر بانسحاب مرشحته مارين لوبان ابنة زعيم "الجبهة الوطنية "جان ماري لوبان من سباق الانتخابات الرئاسية بعد عجزها عن الحصول على التوقيعات اللازمة (500 توقيع ) من نواب المجالس الإقليمية و رؤساء البلديات طبقا لما ينص عليه قانون الانتخابات ليصبح ترشحها رسميا. وقبل اقل من عشرة أسابيع عن الانتخابات الرئاسية في فرنسا، بدأت فرضية غياب مرشحة أقصى اليمين مارين لوبان عن الاقتراع مطروحة بقوة لعدم حصولها على التوقيعات الضرورية، فيما يعمل معسكر نيكولا ساركوزي على استمالة ناخبيها . و دفعت هذه التطورات مارين لوبان الى تهديد الرئيس المنتهية ولايته (ساركوزي) مشيرة إلى أن أنصار حزبها سينتقمون من حزب "الاتحاد من أجل حركة شعبية " الحاكم حاليا في الانتخابات التشريعية القادمة التي تلي الانتخابات الرئاسية. و ترجح استطلاعات الرأي الأخيرة حصول مارين لوبان التي ورثت زعامة الجبهة الوطنية عن أبيها جان ماري لوبان، على ما بين 16 الى 20% من الأصوات مقابل 26% للرئيس المنتهية ولايته الذي يعاني من تداعيات حصيلته على الصعيد الاجتماعي، والذي يتوقع أن يفوز عليه المرشح الاشتراكي فرانسوا هولاند بفارق كبير (34%.). واتهمت لوبان أول أمس الحزب الحاكم، (الاتحاد من اجل حركة شعبية)، بالضغط على النواب كي يرفضوا التوقيع على ترشيحها . وقالت مارين لوبن محذرة "لا يحرم ملايين الفرنسيين من إمكانية اختيار مرشحهم بدون أن تترتب عن ذلك انعكاسات". ورفعت طعنا أمام المجلس الدستوري لإلغاء الاجهار بالتوقيعات، ويرتقب أن يعلن المجلس قراره قبل 22 فيفري. وتقول الجبهة الوطنية إن مرشحتها لم تحصل سوى على 340 أو 350 تعهد بالتوقيع قبل شهر تقريبا من نهاية مهلة الترشحات الرسمية لرئاسة الجمهورية. ويرى العديد من المسؤولين السياسيين أن غياب مارين لوبان عن الاقتراع الرئاسي سيطرح مشكلة ديموقراطية لكن السمعة السيئة جدا التي ما زالت الجبهة الوطنية تعاني منها تحول دون اجهار النواب بتوقيعاتهم رغم ما بذلته مارين لوبان من جهود للتخلص من جزء من ارث ابيها الذي تعود على الاستفزازات العنصرية. واعتبر المحلل السياسي جان ايف كامو ان "ثمة نوع من التشكي التقليدي لكن نواب الجبهة الوطنية هم اقل عددا من ذي قبل" في 2007 وبالنسبة للاخرين فان "الاجهار بتوقيعاتهم لا يشجعهم" على منحها.