تعيش منطقة المناسة التابعة لعمادة وادي الحجل بمعتمدية حاجب العيون, منذ مدة تزيد عن الستة أشهر على وقع العديد من المشاكل الحياتية اليومية ,أهمها غياب الماء الصّالح للشراب. وفي ظل هذا الوضع المعيشي الصعب يضطر أغلبية المواطنين القاطنين بالجهة الى جلب حاجياتهم من المياه من البئر الوحيدة بالجهة والتي يطلق عليها تسمية «بئر احمد بن جمعة» ,وهي بئر رومانية وقعت اعادة استغلالها زمن الاحتلال الفرنسي. ولمزيد تسليط الأضواء حول المعاناة اليومية لمتساكني المنطقة, « التونسية» تحولت على عين المكان أين التقينا السيدة هنيّة السلطاني عمرها 60 سنة, فذكرت أن هذه البئر هي النقطة الوحيدة التي ينتظر الجميع أمامها العديد من الساعات يوميا لأخذ حصّته منها ,حيث كنا في السابق نقضي طول الليل ساهرين من أجل الحصول على نصيبنا من الماء الصالح للشراب ,وذلك في ظروف أكثر من صعبة في ظل عديد المخاطر التي تحيط ببئر غير مسيّجة ومثلما تشاهدون نحن نستعين في ذلك بالدواب و« الدلو» فالبئر يزيد عمقها عن 65 مترا ولذلك نستعين بحبل كثيرا ما يتمرّغ بالأتربة وبقايا الفواضل المختلفة ,مع الملاحظة أننا في السّابق كنا نتزود بالماء من « عين الثماد» التي تبعد عن المنطقة مسافة العشرين كلم ,أما السيد عبد السلام المنيسي عمره 43 سنة أصيل الجهة ,فقد اضاف بالقول مثلما تلاحظون منطقتنا قاحلة وجرداء يصعب فيها العيش في غياب العديد من المرافق لعلّ أبرزها رداءة الطريق المؤدية اليها انطلاقا من مدينة حاجب العيون اضافة الى عنصر الماء الصالح للشراب, الذي يصلنا أحيانا عبر الجمعية المائية ممزوجا بكثير من الأملاح المعدنية calcaire - الشيء وفي حالة سيئة الشيئ الذي نتج عنه اصابة العشرات من متساكني المنطقة بامراض الكلى, والحال أننا ندفع ماقدره دينار واحد معلوم استهلاك عن المتر المكعب, أما عن استغلال الماء المستخرج من « بئر أحمد بن جمعة» فهي عملية لا تخلو من المخاطر نظرا لعدم وجود ضمانات كافية لحماية البئر فهي تبعد مسافة 100 متر من المدرسة الإبتدائية فهي تستقطب عشرات التلاميذ يوميا .لذلك نحن اليوم نناشد السادة المسؤولين بالجهة ضرورة مراعاة ظروفنا الاجتماعية الصعبة والاسراع بإتمام أشغال حفر البئر العميقة sondage الذي شرع في انجازه مؤخرا بمحاذاة بئر «أحمد بن جمعة» والذي سيبعد عنا شبح العطش, وبالتالي أن ننعم بالماء الصالح للشراب الذي هو قوام كل الأنشطة بمنطقتنا التي ترتكز على القطاع الفلاحي بدرجة اولى .