تتسارع الأحداث وتتواتر داخل مركب النادي الإفريقي وخارجه بنسق غير مسبوق، فبعد رحيل المدرب الجزائري «عبد الحق بن شيخة» وتعويضه بالمدرب الفرنسي «باتريك لوفيغ» تترقب الجماهير خط السطور الأخيرة في مشوار الهيئة المديرة الحالية على رأس الفريق، خاصة بعد إعلان رئيس النادي جمال العتروس عن انسحاب غير مشروط من منصبه في الفريق ولكن مع تأجيل التنفيذ... جمال العتروس أكد من خلال اتصال هاتفي مع «التونسية» انه لم يستقل بعد من مهامه وانه الرئيس الشرعي لفريق باب الجديد لكنه في المقابل ونزولا عند رغبة البعض وافق على الانسحاب وتعيين موعد لجلسة عامة استثنائية لتنقيح القوانين الداخلية للفريق لم يتم تحديد موعدها بعد بصفة رسمية... جلسة تمهيدية... الجلسة العامة الاستثنائية المرتقبة وحسب ما أكده لنا مصدر مسؤول بفريق باب الجديد ستكون على الأرجح في أجل لا يتعدى 15 ماي القادم وتسهر الهيئة حاليا على ترتيب كل الجزئيات التنظيمية واللوجيستية الخاصة بهذه الجلسة، خاصة وان الهيئة ترغب في تشريك عدد كبير من جماهير النادي من خلال حثهم على اقتناء الانخراطات التي ستخول لهم المساهمة في عملية الانتقال الديمقراطي من مرحلة العتروس إلى سلفه المرتقب... هذه الجلسة ستكون مقدمة لجلسة ثانية ستعقبها وستكون مبدئيا مع موفى شهر جوان وسيتم خلالها انتخاب رئيس جديد للنادي الإفريقي بالاعتماد على بعض المقاييس الجديدة التي قد تتم المصادقة عليها لاحقا... وللتوضيح فإن الهيئة المديرة الحالية تنتهي مهامها فعليا في 30 جوان القادم وليس في 2013 كما يعتقد البعض بما أنها تسلّمت مقاليد الفريق على اثر جلسة انتخابية استثنائية قامت على أساس سد ّ الشغور بعد التوعك الصحي الذي ألمّ بالرئيس السابق للفريق المرحوم الشريف باللامين وعليه فان الهيئة الحالية تنتهي صلاحياتها مع انتهاء المدة النيابية الخاصة بهيئة المرحوم باللامين. مخاوف ومطالب مشروعة... جماهير النادي الإفريقي تنتظر الآن على أيّ أساس سترتكز جلسة تنقيح القوانين بما أن البعض يخشى أن تكون القوانين منقحة على المقاس لتمهد الطريق لبعض الأسماء الوافدة حديثا على مركب الفريق, شق كبير من جمهور الإفريقي يرى ان الهيئة الحالية لا يمكن لها أن تشرف على الجلسة الخاصة بتنقيح القوانين على اعتبار خشيتها من عدم التزام هذه الأخيرة بالحياد مع المطالبة بالتنصيص على بعض الأساسيات التي تصرّ على حصر الفريق في خانة بعض الأسماء دون البعض الآخر مما قد يجعل ملامح الفريق في الفترة القادمة هي نفسها ولكن بعناوين مغايرة بما أن الطريق ستكون سالكة لعودة «الأسماء القديمة» في ثوب جديدة...في المقابل يرى البعض أن الإفريقي في حاجة اليوم إلى ضخّ دماء جديدة والقطع مع سياسات ورموز الماضي، لذلك يشترط هؤلاء تنقيح القوانين التي تكرّس سياسة الإقصاء وحرمان الحالمين برئاسة الفريق من طموحاتهم المشروعة... الجدل سينحصر حاليا الآن بين التنصيص على سنوات الأقدمية في التسيير الرياضي في الفريق من جهة أو فتح مركب الفريق أمام الجميع بلا استثناء من جهة ثانية مع التنصيص فقط على ضبط المستوى التعليمي لاغير، كما أن الانتخاب سيتم على أساس القائمات هذه المرة ولن يقع الاحتكام إلى تعيين الأعضاء تفاديا لتكرار أخطاء الماضي...الخلاف هنا ينحصر بالأساس في شخص سليم الرياحي الذي سيكون بطل المرحلة القادمة في تجاذبات الفريق بلا منازع... هل يفعلها "العتروس"...؟ رئيس النادي الإفريقي «المؤقت» جمال العتروس ونقول مؤقتا لأنه سيسهر خلال المدة المتبقية من نيابته على إعداد العدة لتسليم المشعل إلى الهيئة الجديدة ساءه كثيرا أن يصل به الحال إلى ما هو عليه الآن وقد أسرّ لبعض مقربيه بأنه لم يكن يتصور أبدا أن يكون هذا هو حال الإفريقي أو حال بعض جماهيره، مضيفا انه ينتظر، بفارغ الصبر، وصول الرئيس الجديد... العتروس ينشد الرحيل وهذا مما لاشك فيه، لكن فرضية ترشحه من جديد إلى رئاسة الفريق تبقى قائمة الذات بما أن الرجل عنيد إلى درجة تلامس «الهوس» وهو لم يقبل بعد أن تنتهي مسيرته مع الأحمر والأبيض بهذه الطريقة، لذلك قد يفعلها ويترشح مرة أخرى أسوة بما فعله وديع الجريء رئيس الجامعة التونسية لكرة القدم الذي فرّ من جلباب الحدّاد وقفز باسم الشرعية الثورية إلى صدارة الأحداث بعد أن كان مجرّد رقم بسيط في معاملات جامعة الحداد ومن سبقه... "الذوادي" يستأنف التمارين... تم الاتفاق بين الهيئة المديرة والإطار الفني الجديد على عودة قائد الفريق زهيّر الذوادي لاستئناف التمارين بعد غياب طويل نتيجة الخلاف الشهير بينه وبين الجنرال...ومن المنتظر أن يكون الذوادي قد مثل أمس على مجلس التأديب للنظر في ا لعقوبات التي ستتخذ بشأنه بعد شطحاته في الآونة الأخيرة، لكن وحسب ما تأكد لنا فان الذوادي سيباشر تمارينه بصفة عادية سواء حضر مجلس التأديب أو لا، لكن تبقى ماهية القرار الذي سيتخذ في شأنه مؤجلا إلى ما بعد جلسة الأمس...