على اثر استعادة جامع الزيتونة لدوره العلمي واسترجاعه لمقره بقرار قضائي صادر بتاريخ 9 مارس 2012 وبتاريخ تنفيذ الحكم في 30 مارس في ما يعرف بالقضية عدد 9605، عقدت أمس الهيئة العلمية لجامع الزيتونة ندوة علمية صحفية بقصر المؤتمرات بالعاصمة، قصد الإعلان عن استئناف المنارة العلمية لدورها وعن مباشرة أعمالها بقرار من القضاء وللكشف عمّا تعرض له جامع الزيتونة المعمور وشيوخه من مظالم وتنكيل خلال العهدين المنصرمين. تميزت الندوة الصحفية بحضور العديد من الشخصيات الوطنية على غرار وزير الشؤون الدينية السيد «نور الدين الخادمي» ووزير التعليم العالي السيد «المنصف بن سالم» وعضو حركة «النهضة» الشيخ «الحبيب اللوز» والشيخ «حسين العبيدي» ممثل الهيئة العلمية لجامع الزيتونة...وسط حضور جماهيري وإعلامي كبيرين. «إغلاق جامع الزيتونة مظلمة غير مبررة» و أعرب وزير الشؤون الدينية السيد «نور الدين الخادمي» شأنه شأن وزير التعليم العالي، عن عميق الأسف لما تعرض له جامع الزيتونة والزيتونيون من مظالم خلال عهدي الرئيسين «الحبيب بورقيبة وزين العابدين بن علي»، حيث اقر وزير الشؤون الدينية أن «اكبر المظالم التي لحقت الجامع المعمور هي ما أتاه بورقيبة من قرار بالغلق في حين أن جامع الزيتونة هو قاسم مشترك كبير بين الجميع» وأضاف أن «قرار غلقه مظلمة لان الكل يعرف أن اكبر ملفات الفساد هي تلك التي تطال العقيدة والأفكار»-على حد تعبيره-. من جانبه أكد وزير التعليم العالي السيد «منصف بن سالم» على توجه النية إلى إمضاء وثيقة مع ممثل الهيئة العلمية السيد «حسين العبيدي» ، تعيد لجامع الزيتونة دوره العلمي والتربوي وتعيده إلى سالف نشاطه. وفي كلمة ألقاها ممثل الهيئة العلمية لجامع الزيتونة وفروعه وتفاعل معها اغلب الحضور بالبكاء وذرف الدموع ، اكد السيد «حسين العبيدي» ان ما تعرض له جامع الزيتونة المعمور من قرار غلق في مناسبتين «لا يعد غير مظلمة غير مبررة»-حسب وصفه-، مضيفا «لم يقتصر ظلم الحكومات السابقة وجورها على غلق جامع الزيتونة فحسب وإنما حكمته وحكمت شيوخه بسياسة تجفيف المنابع». «التلفزة الوطنية... تلفزة بورقيبية لا وطنية» ! وشدد ممثل الهيئة العلمية لجامع الزيتونة وفروعه السيد «حسين العبيدي»، التأكيد على ان التلفزة الوطنية التونسية «ليست بتلفزة وطنية وإنما هي تلفزة بورقيبية حيث أن البورقيبيين كانوا ولازالوا يتحكمون في المادة التي تقدمها هذه التلفزة ويستغلونها خدمة لمصالحهم ومآربهم السياسية»-على حد تعبيره-. و تأكيدا على صحة ما يدعي، قال السيد «حسين العبيدي»: «ان كانت التلفزة الوطنية هي على حق وما اقول ادعاء فلتذع خطابات الحبيب بورقيبة التي كان يدنس فيها القرآن والاسلام ويسبهما». كما اعتبر السيد «حسين العبيدي» ان الوزير الاول في الحكومة السابقة السيد الباجي قائد السبسي شريك لبورقيبة في جريمته ضد الإسلام، قائلا «الباجي قائد السبسي هو الآخر الله يهديه كان شريكا باعتبار انه كان دائم الحضور خلف الحبيب بورقيبة في خطواته ولكنه لم يهمس ببنت شفة ولم يحاول ان يردع بورقيبة عن صنيعه ولذلك فهو شريك في الجرم». «ربحنا شوطا من المعركة لكننا لم نحسمها بعد» ! وردا على دعوة «حسين العبيدي» لكل الاطياف الاسلامية بأن تتوحد وتنصر حركة «النهضة» التي يرى انها تخوض المعارك في ساحة الوغى، أكد «الحبيب اللوز» عضو المجلس التأسيسي أن معركة الهوية لم تفصل بعد ، قائلا «يكذب من يقول ان معركة الهوية قد فصلت بحجة الاقرار بأن تونس دولة عربية اسلامية ، اذ ان القضية لن تحسم الا بالجهاد وستكون معركة ابدية تاريخية حتى تنتصب الدولة الاسلامية».-حسب قوله-. كما اشار «الحبيب اللوز» الى الشعور الذي يحتذيه من دنو النصر على من اعتبرهم «اعداء الاسلام والكائدين الماكرين»، مضيفا «لقد ربحنا شوطا من المعركة في الانتخابات الماضية ولكن المعركة لم تحسم بعد وستكون معركة ابدية تاريخية، اذ ان العدو لم يلق السلاح ولكن النصر آت وهذا يستحق منا هبّة كبيرة».