باريس (وكالات) انتهت الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة الفرنسية مساء أمس الأحد بصعود مرشح اليسار الاشتراكي فرانسوا هولاند على حساب خصمه اليميني نيكولا ساركوزي بفارق ضئيل كذب كل استطلاعات الرأي السابقة لانطلاق الانتخابات فقد حصل هولاند على 28.63 بالمائة من أصوات الناخبين مقابل حصول ساركوزي على 27.18 بالمائة تلتهما مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان ب 17.9 بالمائة من أصوات الناخبين بينما كانت تشير استطلاعات الرأي الى أن الفارق بين مرشح يمين الوسط (ساركوزي) و المرشح الاشتراكي (هولاند) 12 نقطة .يضاف الى ذلك أن نسبة الأصوات التي حصلت عليها مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان جعلت الأبواب مفتوحة على كل الاحتمالات في الدورة الثانية مع أن المنافسة انحصرت بين ساركوزي و هولاند و من المتوقع أن تكون معركة كسر عزام بين المرشحين. ووفق نتائج الدورة الأولى لم ينجح ساركوزي في سحب البساط من تحت أقدام مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان التي حققت نتائج أفضل من تلك التي حققها والدها في انتخابات الرئاسة عام 2007 التي فاز بها ساركوزي . وعلى الرغم من ذلك (فشل ساركوزي في استقطاب أصوات اليمين المتطرف ) يرى مستشاره الخاص وراسم استراتيجيته الانتخابية باتريك بويسون، أن التعويل على خطاب اليمين المتطرف في الدورة الثانية يبقى هو الطريق السالك نحو الفوز بولاية رئاسية أخرى. من جهته سيسعى هولاند إلى طمأنة ناخبي اليسار الذين توزعت أصواتهم خلال الدور الأول بين ملنشون زعيم حزب جبهة اليسار وإيفا جولي وبوتو، واليمين الاجتماعي في حزب بايرو، مع الحرص على كسب بعض من أصوات الناخبين الذين صوتوا إلى اليمين المتطرف من منطلق احتجاجي غير إيديولوجي. و يبقى السباق إلى الإليزيه مفتوحا على كل الاحتمالات ، ويمكن للرئيس المنتهية ولايته أن يكذب نبوءات مؤسسات استطلاع الرأي، باستعمال ورقة الهجوم الحاد على منافسه لتشويه صورته وتحطيم رصيده الرمزي، وفق الاستراتيجية الانتخابية التي وضعها منظر و مستشار ساركوزي باتريك بويسون. لكن المرشح الاشتراكي فرانسوا هولاند الذي تحاشى خلال الحملة الدعائية الرد على انتقادات خصمه (ساركوزي) قرر هذه المرة مع انطلاق الجولة الثانية الرد بالمثل على انتقادات ساركوزي يضاف الى ذلك أن هولاند يملك روح دعابة قد تكون لاذعة -إن استعملها في الرد على خصمه. و يتوقع مراقبون أن تكون المنافسة بين الرجلين أشد شراسة حيث سيعمل كل منهما على تشويه صورة خصمه و استقطاب أصوات أنصار الأحزاب التي خسرت في الدورة الأولى لكن لا أحد حتى الآن يستطيع الجزم بأن هولاند سيكون الرئيس القادم لفرنسا أو أن ساركوزي سيفوز بولاية رئاسية جديدة بالرغم من أن كل المؤشرات ترجح كفة المرشح الاشتراكي .