شهد اليوم كل من مطار جربة ومطار تونسقرطاج مشاحنات عنيفة بين أعوان الخدمات الأرضية للخطوط التونسية وأعوان شركة سيفاكس آرلاينز والبعض من ركابها من الأوروبيين . وتأتي هذه المناوشات نتيجة عدة أسباب من بينها رفض أعوان الخدمات الأرضية تجهيز طائرات" سيفاكس آرلاينز" وهنا يوضح السيد شهاب بن حمد المدير العام للخدمات الأرضية بالخطوط التونسية مشيرا إلى أن شركة" سيفاكس آرلاينز " نكثت الاتفاق الذي أبرم معها مؤكدا ان الخطوط التونسية وفرت الأرضية الملائمة لانطلاقة جيدة لسيفاكس آرلاينز التي التزمت بان يكون نشاطها الأساسي انطلاقا من صفاقس مع تمكينها من ثلاث سفرات إلى فرنسا عبر تونسقرطاج وهو ما تم بالفعل ، لكن المدير العام للخدمات الأرضية كشف أن سيفاكس آرلاينز غيرت رأيها فجأة وحاولت أن يكون لها سفرات يومية من مطار تونسقرطاج وجربة وهو أمر مرفوض بحسب محدثنا لأنه مخالف للاتفاق الأولي. ولدى اتصالنا بالنقابات التابعة للاتحاد العام التونسي للشغل اكدت مصادرنا أن عمال الخدمات التونسية تعرضوا اليوم إلى الاعتداء والسب والشتم من قبل بعض الميليشيات التي حاولت منع رحلات الخطوط التونسية من الرحيل -خصوصا في مطار تونسقرطاج - لكن تم التصدي لها . واكدت النقابات الأساسية أنها أصدرت منذ أيام بيانا وضحت فيه موقفها من نشاط الشركة الجديدة حيث عبرت عن عميق انشغالها لما بلغها من أخبار عن تمكين وزارة النقل شركة "سيفاكس آرلاينز " من رخصة استغلال انطلاقا من مطار تونسقرطاج الدولي لخطوط دفعت فيها الخطوط التونسية الكثير من الأموال والمجهودات من أجل إرسائها وتطويرها . وجاء في لائحة النقابات الأساسية أن البرنامج المزعوم لشركة سيفاكس عند ظهورها هو تطوير قطاع التقل البري بجهة صفاقس وفتح خطوط جديدة وحذرت النقابات من تكرار تجربة الماضي حيث سخرت حكومات النظام السابق إمكانيات وخبرات الخطوط التونسية من أجل إنشاء شركة قرطاج للطيران كارتاقو وما صاحب ذاك من فساد مالي واستغلال نفوذ . وطالبت النقابات سلطة الاشراف بتحمل مسؤولياتها التاريخية وأن تحذو حذو حكومات عدة في دول الاتحاد الأوروبي سهرت على حماية شركاتها الوطنية من أخرى ذات صبغة فقاعية تسوق لنفسها أهداف نبيلة كدفع الاستثمار والتشغيل وتخفي هدفها الحقيقي المتمثل في تحطيم الشركات الوطنية العريقة في ذلك القطاع لإزاحتها من الساحة خدمة لمصالح شركات عالمية كبرى . وأكدت النقابات ترحيبها بأي مشروع استثماري جدي لتطوير قطاع النقل الجوي يخلق مواطن شغل حقيقية في إطار قواعد المنافسة الشريفة وأعلنت النقابات عن رفضها لأي برنامج لإنشاء أو تطوير شركات منافسة على حساب الخطوط التونسية باستغلال خبراتها أو مقدراتها أو شبكات استغلالها التي ضحى من أجلها أجيال تعاقبت على هذه المؤسسة التي تعد مكسبا لكل التونسيين . ويبدو أن الوضع مرشح لتطورات أكثر خطورة في صورة تواصل سوء التفاهم الحاصل الآن بين الخطوط التونسية وشركة سيفاكس آرلانز فكيف ستتعامل وزارة النقل مع هذه التطورات التي تضرب في الصميم سمعة البلاد على مستوى خدمات الطيران ؟