تعاني عديد الواحات بربوع الجريد خاصة واحة نفطة من نقص في مياه الري لعدم تجدد الموارد المائية بالإضافة إلى شيخوخة جل الآبار وترمل وتملح مياه البعض منها. لذلك انطلقت مؤخرا بالجهة أشغال إحداث آبار عميقة وتعويضية جديدة لدعم الري الفلاحي بالواحات ورفع مردودية المنتوج. وقد تمت برمجة بئر تدعيمية رمادة بنفطة وذلك لدعم الري بهذه الواحة التي استفحل فيها العطش إلى درجة أن الفلاحين أطلقوا صيحات فزع في العديد من المرات لإنقاذ زراعاتهم الفلاحية التي تضررت بصفة ملحوظة من هذه الوضعية الشيء الذي أثر سلبا على دخل الفلاح فضلا عن تراجع الانتاج والإنتاجية وانعدام التنوع البيولوجي بهذه الفضاءات الفلاحية ليقتصر الانتاج على التمور فانعدمت زراعة الطوابق الثلاثة: تمور، خضروات وأشجار مثمرة، بسبب العطش وتملح مياه الري في بعض المناطق. هذا وتقدر كلفة أشغال البئرب 440 ألف دينار. مشروع فلاحي ضخم ... يتبخر وقد كان في الحسبان أن يتم الشروع خلال الأيام القليلة القادمة في تنفيذ مشروع تنموي جديد يتمثل في استغلال المياه الجيوحرارية. هذا المشروع الذي كان من المنتظر أن يمتد على مساحة تقدر ب 3 آلاف هك كان قادرا لو تم تنفيذه على بعث مئات مواطن الشغل لأبناء الجهة هم الآن وأكثر من أي وقت مضى في حاجة إليها. وقد عرفت مدينة نفطة مؤخرا زيارة مستثمرين اثنين واحد من السعودية والثاني من كندا للنظر في إمكانية بعث هذا المشروع على الطريق الرابطة بين نفطة وحزوة ومن مكوناته زراعة مساحات شاسعة من النخيل والزراعات الجيوحرارية. وبصفة موازية مع ذلك كان في الحسبان أن يتم بعث مصانع لتعليب هذه المنتجات وتصديرها بما من شأنه أن ينشط الحركة التجارية والاقتصادية ويدعم القاعدة الفلاحية والطاقة التشغيلية كما كان من المنتظر أن يتم توفير حوالي 300 مقسم فلاحي كهبة لشباب المنطقة للعمل في الميدان الفلاحي. لكن هذا المشروع اصطدم بعدة إشكاليات أبرزها قلة الموارد المائية ليتبخر هو الآخر كما تبخرت نوايا الاستثمار الأخرى. ...السياحة تحتضر ... !! الفلاحة ليست هي المشكل الوحيد بنفطة بل أن عديد القطاعات الأخرى تعيش ألوانا من التهميش لم تساعد على تطوير التنمية بها فرغم شهرتها العالمية الواسعة وخصوصياتها المعمارية والطبيعية التي أسالت لعاب عدد كبير من رؤساء الدول والفنانين المشهورين ونجوم السينما فإن السياحة بالمنطقة ظلت تعاني من عديد الإشكاليات وهو ما أحال بعض النزل على التقاعد فأغلقت أبوابها وتسببت في بطالة مئات الشباب إذ أن أكثر من 5 نزل أوصدت أبوابها بسبب التهميش والإقصاء الذي يعيش على وقعه القطاع السياحي بمدينة نفطة التي تعتبر ثاني ركائز السياحة الصحراوية.