شاركت أمس أغلب الأحزاب السياسية والمنظمات والجمعيات الأهلية في احتفالات الاتحاد العام التونسي للشغل وهو أعرق منظمة نقابية في البلاد، إلى جانب المنظمات النقابية الثلاث ،حيث منحت السلطات الأمنية تراخيص لها للاحتفال بالعيد في أماكن مختلفة. وضمت مسيرة الاتحاد حوالي 20 ألفا من العمال والنقابيين وأنصار من التيارات اليسارية، كما شاركت في المسيرة منظمات غير حكومية وأحزاب سياسية منها «حركة النهضة» التي تقود الائتلاف الثلاثي الحاكم. ويرى مراقبون أن مشاركة حركة «النهضة» في احتفالات الاتحاد «تكتيكية» وأن الغاية منها «تحجيم دور الاتحاد التونسي للشغل وقدرته على التعبئة والتموقع كجبهة قادرة على إرباك السلطة» فيما اعتبرها آخرون محاولة من «النهضة» لتحسين علاقتها بالاتحاد ودعوة الى المصالحة الوطنية. وعلى عكس الاتهامات الموجهة الى حركة «النهضة» بتحريكها للمسيرات المضادة، حاول أنصارها أمس تجنب الشعارات الاستفزازية ضد أنصار اتحاد الشغل مع التأكيد على الوحدة الوطنية وشرعية الحكومة المنتخبة من الشعب. «التونسية» التقت بعض السياسيين الذين شاركوا في احتفالات الاتحاد العام التونسي للشغل بعيد العمال وحصلت منهم على الآراء التالية: الصحبي عتيق عن حزب حركة "النهضة": أكد الصحبي عتيق عن حزب حركة «النهضة» أن «الاحتفال بعيد الشغالين مناسبة للتعبير عن الوحدة الوطنية ودعم مطالب العمال وهو عيد وطني يجمع كل التونسيين بعيدا عن التجاذبات الحزبية الضيقة». وأضاف عتيق قائلا «جئنا للاحتفال كبقية التونسيين ولنؤكد أنه ليست لنا أية مشاكل مع الاتحاد بل نريد أن يقوم الاتحاد بدوره كمنظمة مستقلة لتحقيق مطالب العمال بعيدا عن التجاذبات الحزبية». ودعا عتيق كل التونسيين الى الوحدة الوطنية ودعم الوفاق وتوحيد الجهود من عمال ورجال اعمال وأحزاب من أجل تحقيق اهداف الثورة أهمها العدالة والتنمية. "ناجي البغوري" (عضو الهيئة الوطنية لإصلاح الإعلام والإتصال) : قال ناجي البغوري عضو الهيئة الوطنية لإصلاح الإعلام والاتصال أن «الاحتفال بهذا اليوم رمزي لكل أحرار العالم الذين يحتفلون بعيد الشغالين ونحن هنا لنشارك كل الشغالين احتفالاتهم من أجل تحقيق أهداف الثورة". وأضاف البغوري أن "على الحكومة أن تقرأ جيدا ما حدث الآن في شارع الحبيب بورقيبة وعليها أيضا أن تزن حقيقة القوى النقابية، وأن تفكر بشكل مختلف قصد تغيير تكتيك الهجوم الذي تتبعه لأن تونس محتاجة إلى الوفاق وإلى جميع أبنائها". محمد الحامدي عن "الحزب الديمقراطي التقدمي": قال محمد الحامدي عن الحزب الديمقراطي التقدمي «جئنا اليوم لنشارك في احتفالات الشغالين ولندافع عن أهداف الثورة خاصة حق التشغيل» مشيرا الى «ضرورة تعديل وتصحيح التجاذب السياسي في البلاد لان أهداف الثورة تكاد تضيع في ظل هذه التجاذبات الضيقة". واضاف أن «مشاركة الآلاف في هذا اليوم التاريخي تؤكد أن ما يجمع التونسيين أكثر مما يفرقهم». عبد الجبار المدوري عن "حزب العمال الشيوعي" : قال عبد الجبار المدوري عن حزب العمال الشيوعي إن هذا اليوم يعتبر عرسا احتفاليا شاركت فيه كل القوى السياسية من أحزاب وجمعيات وهيئات نقابية منها الموالي للحكومة ومنها المعارض لها. وأضاف المدوري «لم ألاحظ شخصيا أية نية لدى أي كان لإفساد هذا العرس الاحتفالي. لكن لابد أن نتذكر في هذا اليوم شهداء الحركة العمالية في العالم وفي تونس، ويكون مناسبة لإعادة الاعتبار للعامل وتخليصه نهائيا من الاستغلال والاستعباد. ونذكّر بالمطالب العاجلة للشغالين التونسيين ومن بينها إلغاء كل أشكال العمل الهش وترسيم كل العمال وانخراطهم في منظومة الضمان الاجتماعي وإقرار أجر أدنى لا يقل عن 600 دينار مع منحة بطالة للعاطلين".