تدوالت عدة صفحات على الشبكة الاجتماعية برنامج زيارة يوسف القرضاوي رئيس الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين إلى تونس بدعوة من الشيخ راشد الغنوشي رئيس حركة «النهضة» وتضمن لقاء في القاعة الرياضية برادس يوم 3ماي وإمامة صلاة الجمعة يوم 4 ماي بجامع عقبة بن نافع بالقيروان ولقاء بسوسة في اليوم ذاته. أما يوم 5 ماي فسيكون الموعد في مسرح الهواء الطلق بجربة، ويبدو أن زيارة القرضاوي المرتقبة إلى جزيرة جربة لن تمرّ دون أن تثير جدلا، وتخلّف آثارها. فقد علمت «التونسية» أن عددا من اليهود الفرنسيين الذين يعتزمون زيارة «الغريبة» يومي 9 و10 ماي في موسم الحج السنوي لليهود- الذي ألغي السنة المنقضية بسبب الانفلات الأمني- قد عبروا عن خشيتهم من زيارة القرضاوي أياما قليلة قبل احتفالات اليهود بمعبد الغريبة. وفي اتصال هاتفي من باريس استغرب أحد اليهود التونسيين من إدراج جربة في برنامج زيارة القرضاوي إلى تونس وأضاف: «نحن نحاول تأكيد صورة تونس الحرّة المتسامحة التي تحتضن كل أبنائها ولكن يبدو أن بعض الأطراف لا تريد الخير لبلادنا وإلا فما معنى زيارة القرضاوي للجزيرة ؟ هل بهذه الزيارة يتم تشجيع السياحة ونطمئن السياح على سلامتهم من أي اعتداء حتى لو كان بالتحريض عليهم» ؟ يذكر أن الرئيس المؤقت محمد المنصف المرزوقي قام بزيارة «الغريبة» في الذكرى العاشرة لحادثة الاعتداء على المعبد (11 أفريل 2001)، وكان إيلي طرابلسي (نجل بيريز طرابلسي رئيس معبد «الغريبة») قد صرّح لفرانس براس: «إنها المرة الأولى التي يحضر فيها رئيس رسميا هذه المناسبة، بالنسبة إلينا إنها رسالة قوية وهذا مهم جدا» وأضاف: «إنها بادرة استثنائية أعادت الثقة». ومن المعلوم أن منظم الرحلات الجوية للسياح اليهود إلى جربة هو رينيه الطرابلسي (ابن بيريز الطرابلسي رئيس الطائفة اليهودية بجربة). ويتوقع مبدئيا قدوم 400 سائح للمشاركة في احتفالات الغريبة يومي 9و10 ماي إن لم تعكّر زيارة القرضاوي المفترضة الأجواء بطبيعة الحال. يذكر أن اليهود التونسيين كانوا عبروا عن استيائهم من إطلاق شعارات معادية للسامية بعد ثورة 14 جانفي. وفي نهاية مارس الماضي بعد ثالث حادث من نوعه منذ مطلع السنة، رفع روجيه بيزموت رئيس الجالية اليهودية في تونس شكوى ضد مطلقي الشعارات المعادية لليهود..