يبدو أن معركة الجناح التونسي في القرية الدولية بمهرجان "كان" قد بلغت فصلها الأخير يوم الجمعة الماضي من خلال تصريحات مهدي مبروك وزير الثقافة لإذاعة شمس في برنامج"La Matinale" وانتخاب رضا التركي بالإجماع رئيسا للغرفة الوطنية لمنتجي الأفلام ، فلئن دافع الوزير عن تفرده باتخاذ القرار السيادي وبأنه لا يحق لأحد أن يسطو على صلاحيات الوزارة ولم يفت الوزير أن يهدّد بطريقة ذكية بفتح ما أسماها ملفات لا يريدها أن تكون مجال تداول عام ، فإنه صرح بأنه مستعد لدعم الغرفة ماديا ورمزيا إن هي تمسكت برغبتها في المشاركة في مهرجان "كان"، وهو موقف مختلف عن بيانات الوزارة السابقة والتي لم تخل من حسم وجزم ، وكانت التونسية نشرت في عدد الجمعة الماضي تصريحا لعبد العزيز بن ملوكة منتج أهم الأفلام التونسية في العشرية الأخيرة(أفلام النوري بوزيد وسلمى بكار ومحمد دمق وإلياس بكار ومختار العجيمي وعبد اللطيف بن عمار...) دعا فيها الوزير بشكل شخصي ومباشر إلى التسامي عن التوتر والاختلافات الظرفية وتجميع كل الأطراف حول طاولة واحدة ، وقد تأكدت هذه النزعة التصالحية مع أول حوار أدلى به الرئيس الجديد للغرفة الوطنية لمنتجي الأفلام رضا التركي الذي اعتبر المصالحة مع وزارة الثقافة أول ملف لابد من معالجته ووضع حد لحرب البيانات والبيانات المضادة . وقد التقى صباح اليوم السبت رضا التركي بوزير الثقافة الذي هنأه على فوزه برئاسة الغرفة ووعده بتقديم كل التسهيلات المادية والمعنوية لمشاركة الغرفة في مهرجان "كان " كالعادة بالتنسيق مع السيد فتحر الخراط الذي مهما تنوعت المواقف الشخصية منه فإنه يظل إبن السينما و لا يمكن لأحد أن ينكر دوره الإيجابي في أكثر من ملف يهم قطاع السينما طيلة سنوات . وربما مهّد لقاء التركي –الخراط لاجتماع وزير الثقافة بالمكتب الجديد للغرفة في أقرب الأوقات .