وزير الثقافة المؤقت يقدم دروسا في التاريخ ويستعرض مقولة "روزفيلت" الأربعينية ويهدي المنتجين التونسيين فرصة التقاط صور مع "وودي آلين"... اقترحت على وزير الثقافة والاتصال الفرنسي "فريديريك ميتران" تكريم المخرج النوري بوزيد في افتتاح مهرجان "كان" السينمائي "على خاطر ضربوه" هكذا صرح وزير الثقافة المؤقت "عز الدين باش شاوش" في ندوة صحفية انتظمت صباح يوم أمس في مقر وزارة الثقافة والمحافظة على التراث للإعلان عن تفاصيل المشاركة التونسية في دورة هذا العام من مهرجان "كان" السينمائي... وحضرها عدد كبير من السينمائيين وتحديدا عدد من ممثلي الغرفة الوطنية لمنتجي الأفلام التي تقف على إعداد تفاصيل المشاركة التونسية في مهرجان "كان" هذا العام وكل عام وإن حرص وزير الثقافة المؤقت على نسب هذه التفاصيل إلى نفسه... وقد أثار قوله إن تكريم النوري في مهرجان "كان" بمثابة "جبر خاطره" بعد أن اعتدي عليه بآلة حادة على رأسه منذ أسابيع قليلة امتعاض الحاضرين، وكأن النوري بوزيد لا يمثل شيئا في السينما التونسية وتكريمه في "كان" بإيعاز من وزيرنا تقدير له على الضربة التي تلقاها في رأسه... مقولة روزفيلت الأربعينية ما قاله وزير الثقافة المؤقت "عز الدين باش شاوش" عن دواعي اختياره للمخرج النوري بوزيد في مهرجان كان السينمائي لم يكن الموقف المضحك الوحيد في الندوة الصحفية فقد قدم السيد الوزير دروسا في التاريخ متمسكا باهتماماته التراثية وظل يذكر بمقولة روزفيلت الأربعينية (1941) حول الحريات الأربعة... وفي سياق حديثه عن المشاركة التونسية في مهرجان كان السينمائي نسي السيد الوزير الكثير من التفاصيل فذكره "بحري بن يحمد" بالمائدة المستيرة التي تنظمها جمعية السينمائيين الفرنسيين مع نظيرتها التونسية أيام 16، 17، و18 ماي في كان، وتدخل "غانم غوار" ليعلن عن مشاركة فيلم من إنتاجه وإخراج "إيناس بن عثمان" بعنوان "ماء الورد" تم اختياره من المهرجان في قسم زاوية الفيلم القصير، وتدخل أيضا المنتج "محمد علي بن حمراء" ليعلن بدوره عن مشاركته في ورشة المنتجين... وذكره "ابراهيم اللطيف" بتكريم النوري بوزيد في افتتاح المهرجان وصحح له معلومة قالها عن اتصاله بالرئيس المدير العام للتلفزة التونسية لتخصيص فريق تلفزي يتنقل إلى "كان" لتغطية المشاركة التونسية في حين أن الدعوة وجهت للتلفزة التونسية من قبل التلفزة الفرنسية الدولية ضمن خمس قنوات تلفزية أخرى كما أكد "ابراهيم اللطيف"... واكتفى الوزير المؤقت بالإعلان عن مشاركة فيلم "لا خوف بعد اليوم" للمخرج "مراد بالشيخ" والمنتج "الحبيب عطية" في المسابقة الرسمية لمهرجان "كان" السينمائي ولم يحدد في أي قسم من الأقسام سيشارك الفيلم وهو قسم "حصص خاصة"... وقال عبارة مستفزة هي أن المهرجان "أكرم" إنتاجا تونسيا بعد سنوات من غيابها عن "كان" وكأن مشاركة هذا الفيلم في قسم "حصص خاصة" هبة من "كان" للسينما التونسية... كما تحدث عن تكريم "الطاهر شريعة" من قبل المنظمة العالمية للفرنكفونية ومشاركة خمسة أفلام قصيرة في زاوية الفيلم القصير وهي "قاع البير" لمعز بن حسين، "موجة" لمحمد بن عطية، "صابون نظيف" لمليك عمارة، "الوحل" لآمال الغرني، "والمنعرج" لنصر الدين معاطي... فرصة مع وودي آلين تحدث وزير الثقافة المؤقت عن مساهمة وزارة السياحة في المشاركة التونسية في مهرجان "كان" بعد أن انزعج وزير السياحة من كلام روج في الصفحة الاجتماعية "فايس بوك" يستخف بمساهمة وزارة السياحة، ووصف وزير الثقافة المؤقت "الفايس بوك" بأنه نقمة وقال إن وزارة السياحة ستكون مساهمة فاعلة في المشاركة التونسية الكانية باعتبار أن هذه الخطوة تشرف وجه تونس... في حين تؤكد مصادرنا أن وزارة السياحة لم تساهم بشيء حتى الآن قبل أربعة أيام من انطلاق المهرجان... وفي موقف مضحك آخر قال وزير الثقافة المؤقت "الحجرة" النقابية في إشارة إلى الغرفة الوطنية لمنتجي الأفلام، وأضاف بأنه سيمكن المنتجين التونسين من فرصة التقاط صورة مع المخرج "وودي آلين" الذي سيفتتح مهرجان "كان" بفيلمه "منتصف الليل في باريس" وتظهر فيه "سيدة فرنسا الأولى" كارلا بروني ساركوزي ممثلة... وهذه الفرصة التي تحدث عنها الوزير المؤقت بإعجاب فيها مس من قيمة منتجينا ومخرجينا الذين لا ينقصهم شيء ليكونوا في أهمية "وودي آلين" وأكثر ولا يحتاجون إلى التقاط صورة تذكارية معه ليؤكدوا قيمتهم... وأعلن وزير الثقافة المؤقت في الندوة الصحفية عن تأسيس مركز وطني للسينما التونسية في مدينة الثقافة التي وصفها ب"تركة خلاوها لا ذات ولا صفات"، ويبدو أنه تراجع عن تصريحاته السابقة إذ اختصر "فسادها" في الذوق الهندسي مشيرا إلا أنه شاهد أغلب المدن الثقافية في العالم ولم ير إحداها تشيد" عامود فوق عامود"... وعموما لم تكن الندوة الصحفية في حجم الانتظارات إذ تكلم الوزير المؤقت بصيغة الأنا الفرد، وقدم دروسا في التاريخ أكثر من حديثه عن المشاركة التونسية في كان هذا العام التي غفل عن نقاط كثير فيها... في ندوة صحفية سينمائية رباعية الأهداف:الهيئة المؤقتة لجمعية السينمائيين تعدد إنجازاتها... جمعية للمخرجين لرد الاعتبار للمخرج والمؤلف... واحتفاء خاص بمراد الشيخ... اختلف السينمائيون في ندوتهم الصحفية حول أهداف بعث جمعية للمخرجين التي رآها البعض تتعارض مع جمعية السينمائيين... ولكنهم اتفقوا حول التعاطف مع المخرج "النوري بوزيد" الذي تعرض للإهانة والتهديد بالتصفية الجسدية في أغنية رددها "بسيكوم أم" على هامش اجتماع حزب النهضة في قصر المؤتمرات بتاريخ 17 أفريل... ومن رحم هذا الاتفاق ولدت فكرة بعث جبهة ثقافية دفاعا عن الحق في الثقافة وواجب احترام المبدع في كل المجالات الفنية... وكان المخرج "مراد بالشيخ" نجم هذا اللقاء السينمائي إذ تلقى التهاني من الجميع بعد اختيار فيلمه الوثائقي عن ثورة الأحرار بعنوان "لا خوف بعد اليوم" من إنتاج "الحبيب عطية" في مسابقة "حصص خاصة" للدورة 64 لمهرجان "كان السينمائي" ليتحمل بذلك عبء تمثيل السينما التونسية في "كان" هذا العام... هذا قليل من ندوة صحفية رباعية الأهداف انتظمت أول أمس في قاعة الفن السابع وحضرها عدد كبير من أهل المهنة من بينهم "النوري بوزيد"، "سلمى بكار"، "محمد دمق"، "مصلح كريم"، "خديجة المكشر"، "ابراهيم اللطيف"، "محمد علي العقبي"، "شيراز البوزيدي"، "منير بعزيز"، "مراد بالشيخ"، "خالد البرصاوي"، "أمين شيبوب"، إضافة إلى المسرحية "ليلى طوبال" ومدير إدارة السينما في وزارة الثقافة والمحافظة على التراث "فتحي الخراط" الذي التحق بالندوة الصحفية في نهايتها وحضر العرض الأول لفيلم "صور متواترة" للحبيب المستيري وراضي تريمش... ما تبقى من تفاصيل نختصرها في الورقة التالية: 15 فيلم قصير من إنتاج وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية انطلقت الندوة رباعية الأهداف بجرد لإنجازات الهيئة المؤقتة لجمعية السينمائيين التي أعلن ممثلها "منير بعزيز" في مستهلها تضامن الجمعية المطلق مع المخرج "النوري بوزيد" الذي تعرض للإهانة والتهديد بالتصفية الجسدية من قبل "رابور" هو "بسيكو أم" على هامش اجتماع حزب النهضة بقصر المؤتمرات يوم 17 أفريل... وأكدت الجمعية أنها تساند "بوزيد" في أي موقف يتخذه ضد النهضة وبسيكو أم لرد الاعتبار له... وأعلنت عن مشروع إنجاز 15 فيلم حول الآثار والتراث من تدبير مخرجين شبان وإنتاج "وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية".. كما أشارت الجمعية إلى المشاركة التونسية في "كان" هذا العام ممثلة في المخرج "مراد بالشيخ" وفيلمه "لا خوف بعد اليوم"، إضافة إلى تكريم مؤسس أيام قرطاج السينمائية الفقيد "الطاهر شريعة" من قبل المنظمة العالمية للفرنكفونية... وتسجل السينما القصيرة ممثلة في خمسة أفلام ستعرض في السوق الدولية من تدبير الغرفة الوطنية لمنتجي الأفلام وهذه الأفلام هي لكل من "محمد بن عطية"، "معز بن حسين"، "مليك عمارة"، "نصر الدين العاتي"، و"ماهر بن خليفة"... إضافة إلى برمجة خاصة تنظمها غرفة المنتجين في الجناح التونسي في القرية الكانية لكل من "سارة العبيدي"، "شيراز البوزيدي"، "فاتن حفناوي"، "صبري الجميل" و"عبد العزيز شمال"... وكشف "منير بعزيز" المتحدث باسم الهيئة الوقتية لجمعية السينمائيين عن بحثهم مع وزير الثقافة الانتقالي قرار منع تحويل قاعات السينما إلى مقاه وفضاءات تجارية، وأعلن عن مقر جديد لجمعية في دار الثقافة المغاربية ابن خلدون... الغرفة الوطنية لمنتجي الأفلام تساند النوري بوزيد في هذه الندوة أيضا أعلنت الغرفة النقابية لمنتجي الأفلام دعمها وتضامنها المطلق مع النوري بوزيد ضد تهديده بالتصفية الجسدية في أغنية "بسيكو أم" على هامش اجتماع حزب النهضة... وهو موقف شجاع من الغرفة النقابية المنحازة للحرية الثقافية وهذه نقاط من البيان: _ نستنكر ما عمد إليه المدعو Psyco M من توظيف لأحد أصناف الموسيقى لشيطنة الفن عموما وتقديم المبدعين في صورة من زاغ عن طريق الحق، وإلصاق تهم الإفساد بالسينما وجعلها رديفا للعري وتجارة الجنس والفسوق ومعاداة الإسلام. _ نستنكر العبارات المنافية لآداب الإسلام وأخلاق المسلم السمحة التي وصف بها منتحل صفة الفنان Psyco M المخرج السينمائي التونسي النوري بوزيد والدعوة إلى تصفيته جسديا _ تستغرب الغرفة الوطنية لمنتجي الأفلام من سماح حركة النهضة ذات المرجعية الإسلامية التي مافتئت تشتكي من الاستئصاليين وتؤكد طابعها المدني السلمي المعادي للإرهاب بتقديم أغنية من هذا الصنف في اجتماع جماهيري يشرف عليه أحد أبرز قادتها، ويستنكر المنتجون المنضوون في الغرفة الوطنية صمت حركة النهضة على الحادثة وكأن شيئا لم يكن. _ تعبر الغرفة الوطنية لمنتجي الأفلام عن تضامنها مع السينمائي النوري بوزيد ومساندتها له في ما قد يتخذه من تدابير لجبر الضرر الذي لحقه جراء السلوك المشين ل Psyco M تحت مظلة حركة النهضة... ونذكر بأن المخرج "النوري" قد أعلن في الندوة الصحفية أنه سيقاضي "بسيكو أم" مع حزب النهضة لأنها تواطأت معه في دعوته لتصفية مخرج "ماكينغ أوف" جسديا... وقد عبرت المسرحية "ليلى طوبال" عن تضامنها المطلق مع النوري بوزيد ونادية الفاني والصغير أولاد أحمد وكل فنان حر يتعرض للتهديد... واتفق الحاضرون على ضرورة إنشاء جبهة ثقافية تحمي تدافع عن حق المبدع التونسي في الحق في الثقافة وحرية التعبير... جمعية السينمائيين دفاعا عن المؤلف والمخرج احتد النقاش في الندوة الصحفية عندما اعتلى المخرج "خالد البرصاوي" مع "ابراهيم اللطيف" و"مراد بالشيخ" للإعلان عن تأسيس جمعية للمخرجين السينمائيين بعد أن رفضت وزارة الداخلية التصريح بهذا المشروع منذ سنوات... وقال "البرصاوي" إن الهدف من تأسيس هذه الجمعية هو الدفاع عن المؤلف والمخرج في السينما التونسية الذي يذوب عادة في شخص المنتج... إلا أن هذا الإعلان عن الجمعية صاحبته ردود فعل متناقضة احتد معها النقاش حول أهداف الجمعية ومدى تعارضها مع جمعية السينمائيين التي نجحت هيئتها الوقتية في زمن قياسي من تحقيق الكثير من الإنجازات التي عددناها سابقا... أما الهدف من تنظيم هذه الندوة الصحفية التي غلبت عليها النقاشات السينمائية العقيمة أحيانا فهو عرض فيلم وثائقي ممتع للحبيب المستيري وراضي تريمش بعنوان "صور متواترة" سنتوقف عنده في ورقة لاحقة.
